ليس كما يصوّرهم الإعلام بأنهم “مسالمون” و”متعايشون” و”محايدون”… في الحقيقة ما خفي كان أعظم… في الحرب السورية، شاركت عدة ميليشيات نصرانية إلى جانب نظام بشار الأسد، وقدّمت دعمًا عسكريًا مباشراً في كثير من المعارك، وشاركت بعضها في عمليات تطهير طائفي واعتداءات ضد المدنيين السنة، رغم أن الإعلام العربي والعالمي قلّما يسلّط الضوء على هذه الميليشيات خوفًا من كسر الصورة النمطية الزائفة حول “الأقليات المسالمة”.
الميليشيات النصرانية السورية المعروفة :
- قوات سوتورو (Sootoro – Gozarto Protection Forces).
الولاء: جزء موالي للنظام السوري، يتبع الاستخبارات الجوية وفرع الدفاع الوطني.
القائد: سارجون إبراهيم.
الدور: حراسة الأحياء النصرانية في القامشلي، إقامة الحواجز، وإجراء الاعتقالات الأمنية.
الجرائم: اتهمت بـ”انتهاكات أمنية” واحتجاز معارضين.
- حراس الفجر (Guardians of the Dawn).
الولاء: تتبع الاستخبارات الجوية السورية، موالية للنظام.
القائد: فادي عبد المسيح خوري.
الفرق الفرعية: أسود الكروبيم (مجاهدي الصليب)، أسد الوادي، أسد الحميدية، مجمع آرامات، وفوج التدخل.
الدور: خاضوا معارك ضد السنة في القلمون، داريا، الغوطة، حماه، حمص، وريف دمشق.
الجرائم: اتُهِموا باستخدام مبررات طائفية في الحرب، وسلوك مماثل للفصائل النظامية في حصارات القرى.
- نسور العاصفة (Eagles of the Whirlwind).
الولاء: تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن ثم الفيلق الخامس المدعوم روسياً.
الدور: شاركت في معارك ضد الدولة الاسلامية والفصائل المعارضة، خاصة في القصير وسدّاد.
- قوات الغضب (Quwat al-Ghadab).
الولاء: مرتبطة بالاستخبارات الجوية، موالية للنظام.
المقر: سقيليبية (ريف حماة الشمالي).
الدور: شاركت في حصار المدن السنية مثل اللطامنة وكفرزيتا، وأطلقت قذائف على مناطق المعارضة السنية.
الجرائم: متهمون بارتكاب انتهاكات واستخدام ذخائر عنقودية ومحرمة، مثل IRAMs على المدنيين السنة.
- كتائب الدفاع الذاتي الأرمنية.
الولاء: موالية للنظام، ودمجت ضمن الدفاع الوطني.
الدور: حماية الأحياء الأرمنية في حلب وحماة.
- كتائب نصرانية ضمن “الدفاع الوطني”.
الولاء: يندرجون ضمن قوات النظام شبه العسكرية الرسمية.
الدور: شاركوا، مع بقية مليشيات الدفاع الوطني، في حصارات دمشق وحمص وريفها.
الجرائم: تُوثق عمليات قصف مدنيين وحصار الأحياء المعارضة.
- المجلس العسكري السرياني (Syriac Military Council).
الولاء: تابع لقسد (مدعوم كردي)، لكن نصراني.
الدور: شارك في هجمات ضد الدولة الاسلامية والمدنيين السنة في منطقة الجزيرة. تعرض لانتقادات من مؤيدي النظام بأنه أداة كردية.
دور الكنيسة النصرانية وتمويل الميليشيات:
الكنائس الأرثوذكسية والسريانية لعبت دوراً في تبرير وتسليح الميليشيات النصرانية، وبعضها تقييمًا للتمويل أتى من جماعات محلية ومن التبرعات. كما شاركت الكنيسة في التشجيع على الدفاع عن “الإخوة النصارى”، وباركت مواقف حماسية تجاه الدفاع عن النظام.
تمويل هذه الميليشيات غالبًا كان عبر مصادر محلية – جمعيات، رعايا، رجال أعمال نصارى – رغم ندرة التوثيق التفصيلي عن مبالغ محددة.
الدعم الروسي والدور الكنسي الروسي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية (ROC)
دعمت تدخل موسكو العسكري في سوريا ووصفتها بأنها “حرب مقدسة ضد الإرهاب”، وباركت دعم النصارى في البلاد. الكنيسة الروسية جمعت أموالًا (أكثر من 1.3 مليون دولار) لمساعدة النصارى السوريين وترميم الكنائس والأديرة، بالتنسيق مع بطريركية أنطاكية.
الجيش الروسي من خلال قاعدة حميميم، دعم قادة مليشيات نصرانية مثل نابيل عبدالله (المسؤول عن الدفاع الوطني في السقيلبية) وسيمون الوكيل (محردة)، ومنحهم أوسمة وشهادات ولاء.
روسيا ساهمت بتدريب هذه الميليشيات وتجهيزهم بأسلحة متقدمة، وتستخدم دعاية لتصوير نفسها “حامية الأقليات المسيحية” في إطار الاستراتيجية الأيديولوجية لضمان موطئ قدم طويل الأمد في سوريا.
خلاصة
التقارير تبين أن الميليشيات النصرانية في الحرب السورية كانت جزءًا نشطًا في التحالف الداعم للنظام، بعضها كان له دور مباشر في قمع المدنيين السنة وتكتيكات طائفية، وقد استفاد من دعم رسمي وشعوري من الكنيسة السريانية المحلية ومن موسكو، التي نظرتها للنصارى السوريين كجزء من استراتيجية نفوذ ديني وسياسي.
المصادر: 1. مركز كارنيغي للشرق الأوسط (Carnegie Middle East Center).
2. مؤسسة القرن (The Century Foundation).
3. وكالة رويترز (Reuters).
4. بي بي سي العربية (BBC Arabic).
5. موقع أورثوذوكس كريستيان (Orthodox Christianity).
6. منظمة بيلينغكات (Bellingcat).
اترك تعليقاً