أصدر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة تحذيرا شديد اللهجة بشأن تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان، مؤكدا على الحاجة الملحة إلى الاهتمام الدولي والتغطية الإعلامية وزيادة المساعدات.
وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن، سلط فيليبو غراندي الضوء على الأزمة المستمرة منذ رمضان 1444هـ (أبريل 2023م) باعتبارها واحدة من أكبر الأزمات في العالم، لكنها لا تزال لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كبير. وقد أغرقت الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع البلاد في حالة من الفوضى.
وأعرب غراندي عن إحباطه من غياب الوعي العالمي بالوضع المتدهور في السودان، على الرغم من الادعاءات المتكررة بأنه يمثل أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض.
وقال إنه في حين أن الصراعات في أجزاء أخرى من العالم تحظى بوضوح كبير، إلا أن السودان لا يزال يتم تجاهله.
“لقد شاركت في العديد من الاجتماعات حول السودان، وفي كل مرة، وعن حق، أسمع أن هذه أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض. ومع ذلك، فإننا لا نسمع سوى القليل جدا عن السودان. أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير في ذلك”.
ولمعالجة هذا الأمر، شدد على الحاجة إلى زيادة وصول وسائل الإعلام إلى تغطية حقائق النزاع، معتبرا أن القيود المفروضة على التغطية الصحفية الدولية تمنع الأزمة من تلقي الاهتمام الذي تتطلبه.
وأضاف: “إذا أردنا تعبئة الموارد التي نحتاجها، فنحن بحاجة إلى تلك الرؤية التي تفتقر إليها”.
وردد غراندي المشاعر التي شاركها فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، مؤكدا على ضرورة التحول من عقلية النصر العسكري إلى عقلية تركز على السلام.
وقال إن ملايين اللاجئين السودانيين لن يعودوا إلى ديارهم ما لم تتوقف الأعمال العدائية، داعيا الفصائل المتحاربة إلى الموافقة على وقف إطلاق النار المرتبط بشهر رمضان.
وحث غراندي جميع الأطراف على الاستجابة للدعوة إلى وقف فوري للقتال.
وصول المساعدات الإنسانية والأثر الإقليمي
وقال إنه إلى جانب البلد الذي مزقته الحرب نفسه، فإن الأزمة في السودان تتسبب أيضا في خسائر فادحة في جيرانه، ولا سيما تشاد وجنوب السودان، اللتين تكافحان للتعامل مع التدفق المستمر للاجئين.
وقال غراندي “هناك ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص فروا من البلاد، بالإضافة إلى ملايين النازحين داخل السودان”، مشددا على أن الدول المجاورة الهشة لا يمكنها تحمل مثل هذا الضغط دون دعم دولي كبير.
وحذر من أن نقص المساعدات الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى تحركات هجرة ثانوية، لا سيما نحو شمال إفريقيا وأوروبا.
“إذا استمرت الاستجابة الإنسانية في حالة سيئة للغاية داخل السودان وخارجه، من فضلك من حيث الدعم المالي، فلا ينبغي لأحد أن يتفاجأ إذا بدأنا نرى حركة ثانوية للأشخاص المتجهين إلى شمال إفريقيا… وحتى محاولة الوصول إلى أوروبا”.
كما على تجميد أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، مما أدى إلى تعقيد الجهود الإنسانية. وأقر غراندي بأنه يجري التفاوض على الإعفاءات لضمان إمكانية إيصال المساعدات الحيوية، لا سيما للسودان.
وكالة الأناضول.
اترك تعليقاً