حصري: لقاء “وصل” مع والد أحد المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب في العراق

photo 2024 04 17 23 14 38

أجرت “وصل” لقاء حصريا مع “أحمد” (اسم مستعار لأسباب أمنية) وهو والد معتقل عراقي تعرض للتعذيب في سجن في العراق، أجاب فيه على أسئلة تكشف واقع المعتقلين السنة في سجون العراق.

وصل: كيف كان التحقيق الذي أجري مع ابنك؟

أحمد والد المعتقل: كان التحقيق عبارة عن عملية تعذيب، يذهب ابني ماشيا على قدميه ويرجع محمولا في “بطانية”، وتحت هذا التعذيب أجبر على الاعتراف بما لم يفعله خشية الموت.

وصل: حدثنا عن أساليب التعذيب التي تعرض لها؟

أحمد والد المعتقل: كان أبسط أنواع التعذيب تعليقه في السقف، ليبقى معلقا لساعات حتى يفقد الوعي. أما أنواع التعذيب الأخرى، فالضرب على الأقدام حتى تتورم، التعذيب بالحرق في جسده. بعض السجناء يموتون تحت التعذيب وتخليع الأكتاف، وأنواع تعذيب كثيرة لا يسعنا الوقت لذكرها.

وصل: من كان يحقق مع ابنك؟ وهل كان هناك محاكمة له؟


أحمد والد المعتقل: حقق معه ضباط التحقيق ولكن المشكلة في الواقع ليست فقط بضباط التحقيق وإنما بقضاة التحقيق، فهم يرسلون المتهم إلى الضباط لمجرد تهمة لم تثبت، فأنت إن لم تعترف بما وجه إليك من تهم، فاعلم أن عليك الاعتراف بها قسرا وكرها، فمبجرد أن يدخلوك السجن، تعتبر مدانا بكل التهم الموجهة لك، مهما حاولت التأكيد على براءتك، سيجبرونك على الاعتراف بما يريدونه منك غصبا عنك!

وصل: كيف تصف قضاة التحقيق؟ وما هي خلفية ضباط التحقيق والقضاة؟

أحمد والد المعتقل: قضاة التحقيق أبعد ما يكون عن النزاهة والأمانة والعدالة والصدق. وهم شيعة ورافضة، ومنهم نصارى وسنة لكنهم بمثل سوء وقسوة الشيعة والروافض فجميعهم مدرسة واحدة من الظلم والطغيان.

وصل: بما أن من المحققين والقضاة شيعة وروافض هل تعرض المعتقلون السنة لإهانات في عقيدتهم ودينهم؟

أحمد والد المعتقل: بالتأكيد، فالمعتقلين السنة جميعا، يجبرون على سماع كل ما يؤذيهم في دينهم وعقيدتهم من سب للصحابة رضي الله عنهم والطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والسخرية من السنة والتلفظ بقبيح الكلام والمسبات التي يهتز لها المسلم. وهذا من أشد وسائل التعذيب للمعتقلين، فهو تعذيب نفسي يدفعهم للانهيار. وكل معتقل سني ملتزم يتعرض للإهانة في دينه وكرامته، بغض النظر عن خلفية من يعذبه، فهم يتعمدون أثناء التعذيب النطق بكل ما هو كفر أو تحقير لدينه كي يدمروه نفسيا.

وصل: ماذا يحدث للسجين بعد التعذيب؟

أحمد والد المعتقل: بناء على “كليشة” الأقوال التي رتبوها وفبركوها، يحكم عليه إما بالإعدام أو المؤبد، والدليل للإدانة لديهم طبعا هو الاعتراف تحت التعذيب والإكراه. وهذا “الدليل” الوحيد الذي يسجنون به الناس.

وصل: وكيف يكون حال السجين بعد التعذيب والإدانة القسرية؟

أحمد والد المعتقل: ينقل إلى السجن وما أدراك ما السجن، مقبرة الأحياء، ظروفه بحد ذاتها عذاب. ليس فيه أدنى حق للمعتقل.

وصل: هل هناك نوع خدمات تقدم للمعتقلين في السجن؟

أحمد والد المعتقل: لا يوجد أي خدمات، حتى الحد الأدنى المقبول من مطعم ومشرب لا يتوفر، فالأكل رديء جدا لا يتقبله البشر،  وظروف العيش سيئة جدا تسببت في مشاكل صحية وتدهور صحة السجناء بشكل كبير جدا.

كما لا تتوفر تهوية جيدة داخل السجون ولا يمكن للمعتقلين الخروج للشمس إلا بعد فترات طويلة، إضافة إلى أزمة الاكتضاض، فالأعداد كبيرة والزنازين مكتظة، وسجن الحوت، وما أدراك ما سجن الحوت، الغرفة فيه تبلغ مساحتها 2*2 ويعيش فيها 8 أفراد معتقلين، حين ينام اثنان منهم يبقى الستة الآخرون واقفين على الأقدام، وهكذا يتناوبون بينهم لتحقيق الحد الأدنى من حاجتهم للنوم.

أما طعاهم فمعلوم أن به الصراصير وحار جدا وغير مناسب صحيا. وإلى الله المشتكى.

وصل: كيف وضع السجناء الصحي في ظل هذه الظروف القاسية؟

أحمد والد المعتقل: تنتشر بينهم الأمراض بشكل كبير، الجلدية، مثل الجرب، والتنفسية مثل السل والربو، وسوء التغذية وأنواع أخرى لا تعد ولا تحصى من المشاكل الصحية!

وصل: هل يحصل السجناء على علاجات عند المرض؟

أحمد والد المعتقل: يقدمون لهم علاجات جدا بسيطة لا ترقى لحالة المرض التي يعاني منها المريض، ونتيجة لذلك يموت أعداد منهم نتيجة الإهمال الطبي ويتم التستر على ملفاتهم.

وصل: كيف يتدبر المعتقلون أمورهم في مثل هذه الحال؟

أحمد والد المعتقل: يعتمد المعتقل على أهله للحصول على المال وتدبير أموره.

وصل: كم من المال يكفي المعتقل شهريا ليتمكن من تدبير أموره في السجن؟

أحمد والد المعتقل: تقريبا 100دولار شهريا لكي يصمد في السجن، هذا إن تمكن أهل السجين من توفير المبلغ.

وصل: هل تسمح إدارة السجن بإقامة الشعائر الدينية؟

أحمد والد المعتقل: بالتأكيد لا يسمحون بأي شعائر إسلامية تقام في السجن، حتى المصاحف سحبت منهم، ويمنعونهم من صلاة الجماعة، ومن خالف ذلك يعاقب أشد العقاب.

وصل: هل من مثال على ذلك؟

أحمد والد المعتقل: إليك قصة أحد المعتقلين كان يقوم الليل ويحفظ القرآن بالنهار، وتلك وسيلته للصمود في ظل هذا القهر والظلم، ولكن حين اكتشفوا أمره أخذوه إلى المحجر منذ أربعة أشهر بتهمة التكفير، فكل من يظهر مظاهر تعبد أو التزام يتهم بأنه تكفيري ويتم عزله في الزنازين الانفرادية. وبعض السجناء إلى الآن في الزنانة الانفرادية بتهمة صيام النهار وقيام الليل.

وصل: بما أن المعتقلين يضطرون لإحضار المال من أهاليهم هل هذا يعرضهم للابتزاز؟

أحمد والد المعتقل: نعم بالتأكيد وبطرق متعددة يتم ابتزازهم، حيث يتعرضون إلى الضغط لإجبارهم على الاتصال بأهاليهم لإرسال الأموال بالدولار، ثم يتم إخفاء كل شيء!

وكذلك يتصل السجانون بشكل مباشر بأهالي المعتقلين ويطالبونهم بدفع المال بالدولار أيضا ويتم التستر على كل ذلك.

وصل: هل من رسالة تود توجيهها للمسلمين في هذا المقام؟

أحمد والد المعتقل: نعم، نرجو منكم إيصال صوت المعتقلين من أهل السنة في السجون العراقية، فالمعتقل العراقي السني يموت بشكل بطيء تحت ظروف يرثى لها، مرض وعدوان وظلم وتدمير نفسي وجسدي يومي، ولا بواكي لهم، ولا نرى من يتحدث عنهم أو يسلط الضوء على قضاياهم إلا ما ندر. وهناك من المعتقلين من يعاني من آثار التعذيب منذ سنوات لا يجد ما يخفف عنه آلامه، ولا يستوعب ما يجري معه ولماذا كل هذا الظلم الذي يتعرض له!

وصل: هل هناك أي جهود من وجهاء السنة أو المحامين لفك أسر هؤلاء المعتقلين أو على الأقل تحسين ظروف سجنهم؟

أحمد والد المعتقل: للأسف أنت تتعامل مع عصابات وتعيش في غابة، لم يعد لأهل السنة في العراق تأثير أو سيادة، فكل مقاليد الحكم بيد الشيعة والرافضة وأعوانهم من السنة والنصارى، ولا نجد من يرفع عنا هذا الظلم والطغيان إلا بالصبر والثقة في أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

لقاء من إعداد مرام الحمدان لفريق وصل.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا