انتهاكات صارخة بحق نساء غزة، وصمت القبور من النسويات

Damage in Gaza Strip during the October 2023 13

رحب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإصدار خبراء في الأمم المتحدة بياناً يعرب عن القلق إزاء تقارير موثوقة بشأن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.

وجاء أيضاً في بيان لخبراء الأمم المتحدة الإعراب عن الصدمة من التقارير الذي تتحدث عن الإستهداف الإسرائيلي المتعمد والقتل خارج نطاق القانون والقضاء للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لحأوا إليها أو أثناء فرارهم، مع الإشارة إلى أن بعضهم كان يحمل قطعاً من القماش الأبيض  عندما قتلهم الجيش الإسرائيلي.

وأعرب الخبراء عن قلقهم البالغ إزاء الاعتقال التعسفي لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات، بمن في ذالك مدافعات عن حقوق الإنسان وصحافيات وعاملات في المجال الإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر .

وبحسب ما ورد تعرضت العديد من النساء لمعاملة لا إنسانية ومهينة، وحرمن من الفوط الصحية والغذاء والدواء، وتعرضن للضرب المبرح، وفي مناسبة واحدة على الأقل جرى توثيق أن النساء الفلسطينيات المحتجزات في غزة أبقين في قفص تحت المطر والبرد دون طعام .

وجاء في بيان خبراء الأمم المتحدة “إننا نشعر بالأسى بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات تعرضن أيضاً لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط الجيش الإسرائيلي الذكور”.

وقال الخبراء إن ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب بينما ورد أن أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي. وأشاروا إلى أن الجيش الإسرائيلي التقط صوراً للمعتقلات في ظروف مهينة ونشرها على الإنترنت .

وقالوا إن “هناك تقارير مثيرة للقلق عن رضيعة واحدة على الأقل نقلها الجيش الإسرائيلي قسراً إلى “إسرائيل”، وعن فصل أطفال عن والديهم وما يزال مكان وجودهم مجهولاً “.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قدم تقارير حول عمليات القتل الميداني التي تعرضت له فتيات ونساء فلسطينيات وعمليات العنف الجنسي للمفوضية السامية للأمم المتحدة وعدد من المقررين الخواص، بمن فيهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمسألة العنف ضد النساء والفتيات .

ووعلى هذا فإن حقوق المرأة وغيرها من الشعارات الكاذبة التي يتغنى بها الغرب وتتغنى بها النسوية قد تبخرت في الحرب الأخيرة على غزة وانكشف كذبهم ودجلهم على شعوب العالم.

وفضحتهم تلك المشاهد التي تتكرر كل يوم في غزة وفي كل فلسطين من قتل للنساء والأطفال والتعذيب الجسدي والنفسي لهم من قبل جنود الاحتلال .

وقالت عائشة أمير، ناشطة حرة، ترصد أخبار الانتهاكات بحق نساء المسلمين، في حديثها لوصل تعليقا على الانتهاكات الصارخة بحق نساء غزة:” العالم الغربي الهمجي المتوحش لا تحركه عقيدة ولا دين ولا أخلاق ولا قيم ولا حتى إنسانية!”.

وأضافت:” فهل يعقل لا يزال هناك من يصدقهم من أبناء المسلمين .. ومن لا يزال منخدعاً بهم وبحضارتهم المشؤومة وخاصة نساء المسلمين اللاتي ينظرن في أفكار النسوية المقيتة على أنه تدعو إلى تحرر المرأة والمحافظة على حقوقها وعدم الإساءة إليها زعموا!”.

“فأين هن نسويات الشرق والغرب عن نساء غزة وما يتعرضن له من عنف وقتل وإيذاء جسدي ونفسي وأين حقوقهن اللاتي سعيتن وتسعين لأجلها بزعمكن”.

زعيمات الحركات النسوية في الغرب يؤيدن حرب “إسرائيل” الوحشية على نساء غزة

تشير الأرقام إلى وجود حوالي 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، وقد تمّ تصنيف 40% من حالات الحمل بأنّها عالية الخطورة، إذ يبلغ عدد اللائي يلدن 180 يوميا، بينما البنية التحتية للرعاية الصحية مدمّرة، وبحسب منظمة الرعاية الخيرية “لا يوجد طبيب أو قابلة أو ممرّضة لدعم النساء أثناء المخاض. ولا يوجد مسكنات للألم أو التخدير أو مواد التعقيم عندما تلد النساء”.

وكانت الكاتبة نسرين مالك، قد ركّزت في مقال لها عبر صحيفة الغارديان، على ما وصفته بـ”الحرب على النساء في غزة”، متسائلة “هل سيتجاهلها الغرب حقا، لأنهن لسن مثلنا؟”، ولفتت الكاتبة إلى أنّ الكارثة في بعض الأحيان تكون كبيرة جدا إلى درجة أنها تحجب تفاصيلها، فبالإضافة إلى عدد القتلى والنازحين في غزة، كان الصراع أشدّ قسوة على النساء والفتيات.

وأوضحت نسرين مالك، أنّ الأطفال يولدون على الأرض في العراء، ويُقطع الحبل السري بأيّ أداة حادة في المتناول، في حين تُملأ أيّ علبة صفيح بالماء الساخن لإبقاء الرضيع دافئا. وهذه العمليات القيصرية، المؤلمة حتى مع توفّر الأدوية، يجريها الجراحون دون أيّ تخدير على الإطلاق وفي غياب الماء لغسل أيديهم، ناهيك عن تعقيمها، ولا توجد أيّ مضادات حيوية لأيّ التهابات ناتجة. وفي بعض الحالات، ووفقا لتقارير من صحيفة واشنطن بوست، أجريت عمليات قيصرية لنساء بعد وفاتهن.

ولا تزال النسويات وزعيماتهن يلتزمن الصمت أو مواقف مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي في تأييد قبيح لمن يقتل وينتهك حقوق نساء لطالما صدعوا رؤوسنا بدفاعهن عنهن، وتبين في الواقع أنه دفاع عن التمرد على الإسلام تحت ستار تحرير المرأة. فها هن المسلمات يقتلن وتنتهك حقوقهن ولم تتحرك ذرائعهن في الدفاع عن المرأة “المظلومة”.

أين موقف الجماعات النسوية من شهادة الطبيب باسكال أندريه؟

بعد عودته إلى بلاده مؤخرا، كشف الطبيب الفرنسي باسكال أندريه – الذي قضى أسبوعين في المستشفى الأوروبي في خان يونس بقطاع غزة – عن هول الظروف المأساوية التي تعيشها العوائل الفلسطينية، في ظلّ انهيار منظومة الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة، وقال الطبيب – في حوار مع صحيفة لاكروا الفرنسية – إنّ جنود الاحتلال الصهيوني يطلقون النار على أرجل الأطفال حتى لا يتمكنوا من اللعب مرة أخرى.

وأضاف أندريه المختص في الأمراض المعدية إنّ الأوضاع في المستشفى الأوروبي في خان يونس متدهورة للغاية، حيث أنّ قسم الجراحة المصمّم لـ40 مريضا يضمّ 110 شخصا، علما أنّ النازحين الموجودين هناك منذ أسابيع يرفضون الخروج إلى الخيام كونهم يشعرون بالرعب من القصف الصهيوني.

وبحسب أندريه، فإنّ نحو 25 ألف نازح يعيشون في محيط المستشفى الأوروبي وداخل المباني التابعة له. وقال الطبيب الفرنسي إنّ العائلات تعيش في ممرات المستشفى، وداخل القاعات وحتى داخل غرف العلاج، وتضطر لتعليق ستائر لضمان مساحة من الخصوصية لها. وأشار إلى أنّ عائلة إحدى الممرضات تنام داخل المرحاض.

هذه الحقائق المتوالية عن مأساة النساء في غزة تتجاهلها الجمعيات النسوية في أوروبا، والتي لم يعد يُسمع لها صوت، بينما تواجه حوالي 50,000 امرأة حامل القصف الصهيوني في غزة حيث المستشفيات عاجزة عن استقبالهن، وحيث النظام الصحي في حالة “انهيار تام”.

وصمة عار على جبين المؤسسات الدولية..

لماذا كلّ هذا التقاعس في حماية النساء الفلسطينيات؟!

قال الدّكتور صالح نصيرات – كاتب وباحث أردني – في مقال عن نساء غزة بعنوان:” صبر وجهاد وقوة.. بطلات غزة يهزمن المنظّمات الغربية”.

“خلال الأشهر الخمسة التي شهدت هجومًا بربريًا من قبل قوّات الاحتلال الصّهيوني على فلسطين، كانت المرأة الغزيّة في بؤرة تلك الحرب الهمجية من خلال أدوارها المختلفة اجتماعيًا ومهنيًا. فالمرأة الغزيّة تم استهدافها بشكل مباشر في البيوت وأماكن العمل، فارتقت صحفيات وطبيبات وأكاديميات وممرّضات ومتطوّعات في العمل الاجتماعي والإنساني.”

وأضاف:”لقد استهدف العدو الصّهيوني المرأة الغزيّة المجاهدة لعلمه أنّها هي المربية التي اهتدت بهدي القرآن الكريم وسنّة المصطفى الحبيب، فهي ليست المرأة التي تلفت أنظار مؤسّسات تمّ إنشاؤها بدعوى تمكين المرأة وتحقيق المساواة والدّفاع عنها وعن حقوقها، وهي في الواقع أنشئت لإفساد المرأة وإخراجها من دورها الأساس وهو بناء أسرة متماسكة تحبّ وطنها وتعيش لدينها ولأمّتها.”

“فالمرأة الغزيّة التي أخرجت للأمّة مقاومين ومجاهدين وحفظة كتاب الله وعلماء وأكاديميين هم مصدر فخر لأهل فلسطين وللأمّة، هي التي استهدفتها المنظّمات النّسوية بمحاولات جادة لحرفها عن هذه الوظيفة”.

“وعندما جدّ الجدّ، وأصبحت المرأة الغزية في مرمى النّار، وهدفًا للجنود الصّهاينة من خلال القتل المباشر والاعتقالات وتركها وحيدة تواجه مصيرًا مأساويًا، لم نسمع من المنظّمات الدّولية ولا المحليّة ما يشير إلى اهتمامها بهذه المرأة المجاهدة. بل توجّهت الدّبلوماسية الأردنية السّابقة والمدير التّنفيذي لبرامج المرأة في الأمم المتّحدة، سيما بحوث، إلى كيان الاحتلال في رحلة “تحقّق واستقصاء” للوقوف بجانب المرأة الصّهيونية التي ادّعى الاحتلال تعرّضها للاغتصاب والإهانة على أيدي المقاومة ولم تكلّف نفسها عناء زيارة غزّة والاطلاع على ظروف النّساء وأعداد الشّهيدات، ونوع المعاملة التي تلقينها في المعتقلات من قبل المحتل.”

وأضاف:”فقبل شهر تقريبًا ندّدت، سيما بحوث، بالمقاومة وحقّها في الدّفاع عن النّفس دون إشارة إلى الاحتلال الذي يهدّد كيان الأسرة الفلسطينية على مدى عقود. وقبل أيّام فقط أصدرت تلك المنظّمة منشورًا بعنوان نشرة حول قضايا النّوع الاجتماعي: “الأثر المتعلّق بالنّوع الاجتماعي للأزمة في غزّة”، وهذا الإعلان كما هو ملاحظ لم يسمّي الأشياء بأسمائها، بل جاء تحت عنوان النّوع الاجتماعي، وهو مصطلح مضلّل لا يعترف بالجنس بل بالأدوار الاجتماعية للمرأة والرّجل. وتحت هذا الخبر إشارة إلى مساعدات قدّمتها المنظمة للنّساء في غزّة”.

“وكانت النّساء “الإسرائيليات” التي لا يتعدّى عددهنّ الخمسين؛ أكثر أهميّة في نظر “بحوث”، من عشرة آلاف شهيدة فلسطينية. فكلّ حديثها عن المرأة الفلسطينية في غزّة كان تاليًا للحديث عن المرأة “الإسرائيلية” التي تساهم في قتل النّساء والأطفال في غزّة، حيث ظهرت مجنّدات يفخرن بقتل الأطفال في غزّة”.

“كما أنّ المئات من النّساء الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال لم يكن مثار اهتمام “بحّوث” وغيرها. فلم نقرأ تقريرًا أو نسمع تصريحًا يجرّم الاحتلال على المعاناة التي يلقينها في تلك السّجون، فهنّ تعرّضن للضّرب والإهانة والتحرّش بهنّ بل وصل الأمر إلى تعرية بعضهنّ أمام إخوانهن في معتقلات الاحتلال”.

“وحتّى المنظّمة العربية للمرأة، التّابعة للجامعة العربية لم نسمع لها سوى مناشدات باهتة لا تسمن ولا تغن من جوع. وإذا انتقلنا إلى منظّمات المجتمع المدني المهتمّة بالمرأة فلم نسمع لهنّ صوتّا، ولم نقرأ لهنّ بيانًا يستنكر جرائم الاحتلال”.

“إنّ هذا الصّمت والسّكوت هو أكبر دليل على أنّ تلك المنظّمات ليست معنيّة بالمرأة بحقّ، بل همّها تحقيق أجندات غربيّة في بلاد العرب والمسلمين من خلال الأنشطة التي ترعاها تلك المنظّمات والتي تقوم على فكرة المساواة الكاملة وهي فكرة مضلّلة، فالمساواة بالنّسبة لتلك المنظّمات مبنية على ثقافة وفلسفة غربيّة ذات أبعاد لا دينية ولا تعترف بالشّريعة الإسلامية ولا قيمها السّامية التي وضعت المرأة في المكان الذي تستحق”.

وختم الكاتب مقاله بقول:”لقد آن الأوان لكشف ذلك الإفلاس الأخلاقي والقيمي لتلك المنظّمات، وتعرية ما يقدّمنه لبناتنا ونسائنا في أنشطتهنّ ومنشوراتهن، وماهية الأفكار والمعتقدات التي تتبنّاها تلك المنظّمات، وزيف دعاوى حماية المرأة وقد فشلن في تبنّي موقف أخلاقي وإنساني إلى جانب المرأة الغزيّة خاصّة والفلسطينية عامّة.”

تقرير كنانة مهند، تحرير “وصل”.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا