إنَّ السفارةَ الصينيةَ في تركيا رفضتْ طلبًا للإفراج عن رجلٍ من الإيغور يعاني من مرضٍ خطيرٍ ويقضي عقوبةً بالسجن لمدة 20 عامًا في منطقة شينجيانغ بشمالِ غربِ الصين – تركستان الشرقية- حتى يتمكنَ من الانضمامِ إلى عائلتِهِ في إسطنبول وتلَّقي العلاجَ الطبي هناك. بحسب ماقالته زوجته.
مكموتجان محمد ،يبلغ من العمر 48 عامًا، موظف سابق في المكتبِ الزراعي في كورلا في شينجيانغ، أو Kuerle باللغة الصينية، والذي أنشأ فيما بعد شركةً لشحنِ الكمثرى، يُعالجُ في المستشفى في سجنِ كورلا منذ أغسطس، على الرغمِ من أن زوجتَه كفاية إحسان قالت: إنَّهُ لا توجدُ علاماتُ تحسن.
وذكرتْ إذاعةُ آسيا الحرة في وقتٍ سابقٍ أنَّهُ يعاني من مرضِ الكبد، وهو ما أرجعته زوجته إلى سوءِ ظروفِ السجنِ . وقد قالَ أحدُ موظفي مستشفى السجنِ إنَّ محمدًا يعاني أيضًا من مشاكلَ في القلب وارتفاعِ ضغطِ الدم، رغم أنَّه كان في حالة مستقرة بعد تلقي العلاج الطبي لمدة شهرين.
وقالت إحسان إنّها أرسلت طلبَ الإفراجِ الطبي المشروط من خلال محامٍ إلى السفارة الصينية في أنقرة في 9 أغسطس/آب، لكن الرسالة أُعيدت دون فتحها.
وقالت : “لقد بعثتُ برسالةٍ إلى السفارةِ الصينيةِ أطلب فيها الإفراجَ الفوري عن زوجي وتقديمُ العلاجَ الطبي له ولمَّ شملَ الأسرةِ ومواصلة علاجه في تركيا”.
“لكن السفارة التي تلقت الطلب أعادت المظروف إلى المحامي(غولدن سونماز) الذي أرسله، دون فتحه”.
وقالت إنها تلقت نبأَ إعادةِ الرسالة في محرم 1445هـ (28 أغسطس). وإنها ستعيدُ إرسالَ الرسالةِ عبر وزارة الخارجية التركية وتستكشفُ طرقًا أخرى. وقالت “لكن حتى اليوم، لم أتلق أي رد”.
معسكرات “إعادة التثقيف”
مثل العديد من الإيغور الآخرين الذين يعيشون في الخارج، لم يكن لإحسان اتصال مباشر مع أقاربها منذ عام 2017 م /1439 هجرية، عندما بدأت السلطات في شينجيانغ في احتجاز الإيغور والأقليات التركية الأخرى في معسكرات “إعادة التعليم” ونفذت ضوابط صارمة على تدفق المعلومات من وإلى منطقة.
وقال ضابطُ شرطة من منطقة سجن كورلا 5، اتصلت به إذاعة آسيا الحرة، إنه قام بحراسة محمد لليلة واحدة مؤخرًا، لكنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كان مرضه قد تقدم إلى ما بعد المرحلة الحرجة.
وقال جافلان سيرماميت، وهو محامٍ من الأويغور يعمل في تركيا ولكنه غير مشارك في الأمر، إن تصرف السفارة كان “مظهرًا من مظاهر علم النفس الإجرامي” وأظهر “عدم الاعتراف بالاعتبارات القانونية والأخلاقية بشأن قضية الأويغور”.
“غولدن سونماز محامٍ له علاقة طويلة الأمد بقضايا الأويغور، لذا فإن السفارةَ الصينيةَ تدرك جيدًا أن هذا المظروفَ من المحتمل أن يحتوي على رسالة تتعلق بالأويغور، وعلى وجه التحديد يسعى للحصول على معلومات حول الأفراد الذين اختفوا أو المرضى أو الذين ماتوا في “السجن”. قال: أعتقد أن هذا هو السبب وراء اختيار السفارة عدم فتح الظرف”.
وأضاف أن “الحكومةَ الصينيةَ تعرف ما تفعله ولا تريدُ أن تظهرَ هذه القضايا على السطح وتخلق المزيد من المشاكل لها”.
انتقل محمد وعائلته إلى تركيا في عام 2015م/1437هـ حتى يحصل أطفاله الستة على فرص تعليمية أفضل. وفي العام التالي، اصطحب والدته المسنة إلى كورلا بعد أن زارت عائلته في تركيا بعد أداء فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، لكن السلطات صادرت جواز سفره عند وصوله.
في عام 2017م/1439هجري، اعتقلته السلطات وحكمت عليه بالسجن 20 عاما بتهم انتهاك سياسة الصين بشأن عدد الأطفال الذين يمكن أن تنجبهم الأقليات العرقية، وتوفير التعليم الديني لأطفاله والسفر إلى تركيا.
وخلص تحقيق أجرته إذاعة آسيا الحرة إلى أن سبعة أفراد على الأقل من عائلة محمد، بما في ذلك إخوته وأمه، حُكم عليهم بالسجن بعد عودته، على الرغم من إطلاق سراح والدته هذا العام لتلقي العلاج بعد أن أصيبت بمرض خطير.
المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشر على موقع rfa.org
بعنوان Chinese Embassy in Turkey rejects plea from wife of ill Uyghur prisoner
اترك تعليقاً