نقل أكثر من 200 لاجئ من الروهينجا من شواطئ جزيرة إندونيسية نائية يوم الأربعاء 8 جمادى الأولى 1445هـ (22 نوفمبر 2023م) بعد أسابيع من الانجراف على متن قارب خشبي، حيث رفضت السلطات جهود السكان المحليين لدفع أعضاء أقلية ميانمار المسلمة إلى البحر.
يخاطر الآلاف من الأقلية المسلمة في الغالب بحياتهم كل عام برحلات بحرية من مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، غالبا في قوارب واهية، في محاولة للوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا. حيث وصلت أحدث مجموعة من 219 لاجئا، شملت 72 رجلا و91 امرأة و56 طفلا، إلى مدينة سابانغ في مقاطعة آتشيه الغربية، في حوالي الساعة 11 مساء يوم الثلاثاء الماضي ، لكن رفضهم السكان المحليون الذين هددوا بإعادتهم إلى البحر.
سأل عبد الرحمن اللاجئ الروهينجي البالغ من العمر 15 عاما: “كيف يمكننا الذهاب إلى أي مكان؟ لا نريد العودة”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن السلطات المحلية وافقت بعد ذلك على نقلهم بالعبارة في وقت لاحق من يوم الأربعاء إلى مأوى مؤقت في مبنى قديم للهجرة في واحدة من أكبر مدن آتشيه.
وقال رئيس الوكالة الاجتماعية سابانغ نوفال لوكالة فرانس برس: “الخطة هي نقل اللاجئين إلى ملجأ في لوكسوماوي”.
قال إن النقل تم تنسيقه مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
من جهته قال فيصل رحمن -مساعد حماية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – لوكالة فرانس برس يوم الأربعاء: “قررت الحكومة (المحلية) اصطحابهم إلى مكان تحدده الحكومة الوطنية”.
وفي اليوم السابق، تم تأجيل 256 من الوافدين الروهينجا السابقين عندما منحتهم إندونيسيا ثلاثة أشهر من المأوى المؤقت ونقلتهم إلى نفس مرفق لوكسوماوي. وقال المسؤولون إن 36 روهينجا آخرين وصلوا إلى شرق آتشيه يوم الأحد تم نقلهم أيضا إلى نفس الموقع يوم الأربعاء لكن مسؤول الهجرة المحلي -إزهار رزكي- قال لوكالة فرانس برس : “إن المأوى لم يعد مناسبا للاستخدام إذ ليس في من إمكانه إيواء أكثر من 500 شخص”.
“فيروس الرفض”
قالت آن مايمان -ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إندونيسيا- لوكالة فرانس برس : “إن التدفق الأخير هو أكبر موجة من اللاجئين الروهينجا إلى إندونيسيا منذ عام 1436هـ (2015)”
قال عبد الرحمن : “إن الوافدين في وقت متأخر من الليل يوم الثلاثاء أمضوا 15 يوما في البحر بعد مغادرة بنغلاديش إلى آتشيه”.
وأضاف : “أن محرك سفينتهم – الذي يمكن رؤيته وهو يتأرجح في الخارج – قد تضرر، مما جعلهم غير قادرين على السفر إلى مكان آخر”.
في يوم الأربعاء الماضي، شوهد اللاجئون متجمعين على شاطئ في سابانغ -شاطئ يقع على جزيرة قبالة طرف شمال سومطرة – محاطين بحادة صفراء وضباط أمن لمنعهم من الهرب.
وقد تعرض بعض الأطفال للضرب على الشاطئ الأرض في حين كانوا يلعبون ويبنون القلاع الرملية، وهم لبراءتهم غافلين عن الوضع الذي يتكشف من حولهم.
في وقت لاحق من اليوم، انطلقت المجموعة في رحلة العبارة إلى البر الرئيسي لأتشيه، حيث قام الموظفون بإعطاء الوجبات الخفيفة للأطفال،
لطالما كان العديد من سكان آتشيه، لديهم ذكريات عن عقود من الصراع الدموي، وهم متعاطفين منذ فترة طويلة مع محنة إخوانهم المسلمين.
لكن البعض يقول إن صبرهم قد تم اختباره، مدعين أن الروهينجا يستهلكون موارد نادرة ويدخلون في صراع مع السكان المحليين في بعض الأحيان.
“الطوارئ، أزمة إنسانية”
فر أكثر من مليون شخص من المجموعة العرقية من ميانمار منذ التسعينيات، معظمهم في أعقاب حملة عسكرية عام 1438هـ (2017م) أجبرت الجزء الأكبر منهم على الاستقرار في المخيمات في بنغلاديش.
والجدير بالذكر، أن إندونيسيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وتقول إنها ليست مضرة على اكتظاظ اللاجئين من ميانمار، وتشكو من أن البلدان المجاورة أغلقت أبوابها.
المعلومات الواردة في هذا المقال، ترجمة لمقال نشره موقع channelnewsasia.com
بعنوان: Indonesia moves rejected Rohingya refugees stranded on beach
اترك تعليقاً