” ترامب لا يحب الصراحة والقوة من القادة الآخرين، لكنه بعد أن يهدأ غضبه، يحترم موقفهم “.
قال الباحث حسن قطامش: قبل أشهر قليلة كتب “مالكولم تيرنبول” رئيس وزراء أستراليا السابق 2015 – 2018، ولديه تجربة مباشرة مع دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى مقالا في “فورين أفيرز” يشارك فيه خبرته وتعاملاته مع ترامب وتزويد القادة العالميين بإستراتيجيات للتعامل معه.
يركز المقال على التحديات التي قد يواجهها العالم في ولاية ترامب الثانية، ويتناول شخصية ترامب المتفردة في طريقة التفكير، وإصراره على آرائه، وسعيه لاستبعاد من يخالفه.
يشير الكاتب إلى أن ترامب، رغم افتقاره إلى الحكمة، سيعود أكثر خبرة وقناعة بقدراته الفريدة، يقول “تيرنبول”: “مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن غرائزه لسحق منتقديه وملء السلطة التنفيذية بأتباعه سوف سيتعزز أكثر”.
ويعتبر “تيرنبول” أن واحدة من أكبر مشاكل ترامب، هي ميله للاستماع إلى من يقولون له ما يريد سماعه فقط، مما يعزز سياساته غير التقليدية والمعادية للنقد.
يتناول “تيرنبول” تصرفات ترامب خلال ولايته الأولى، مشيرًا إلى أن الكثير من القادة توقعوا أن ترامب سيصبح أكثر “استقرار” بعد دخوله البيت الأبيض، لكنهم فوجئوا بكونه أكثر فوضوية، يقول “تيرنبول”: “ترامب في المكتب البيضاوي كان كثر فوضوية وتطرفًا مما كان عليه في الحملة الانتخابية”.
يؤكد “تيرنبول” على أن التعامل مع ترامب يتطلب مواجهة مباشرة وصريحة، وأن القادة يجب أن يعرضوا على ترامب مقترحات تكون في مصلحته ليتمكنوا من التأثير عليه، فيقول:
“الزعماء الأجانب الذين يحتاجون إلى إنجاز الأمور مع ترامب يجب أن يكونوا قادرين على فعل ذلك، لكنهم سيحتاجون إلى التعامل معه مباشرة وإقناعه لماذا اقتراحهم يمثل صفقة جيدة له”
.النصائح التي وجهها مالكولم تيرنبول إلى قادة العالم:
- المواجهة بالصراحة والقوة
ينصح “تيرنبول” القادة بعدم الإذعان لترامب أو تملقه، مشددًا على ضرورة التعامل معه بصراحة وقوة، ويوضح أن الصراحة والاحترام المتبادل يمكن أن يؤديان إلى كسب احترام ترامب، حتى لو لم يكن مرتاحًا في البداية، يقول: “ترامب قد لا يحب الصراحة والقوة من القادة الآخرين، لكنه بعد أن يهدأ غضبه، يحترمهم لذلك”.
2. عدم الاعتماد على الإطراء
ينتقد “تيرنبول” القادة الذين يعتمدون على التملق والإطراء في تعاملهم مع ترامب، مؤكدًا أن هذا النهج غير فعال مع شخص مثل ترامب الذي يفضل الإطراء لكنه لا يحترم من يقدمه، ويشدد على أن الإذعان لترامب سيؤدي فقط إلى تشجيعه على المزيد من السلوك العدواني، يقول: “الإذعان للمتنمرين يشجع على المزيد من التنمر”.
3. التعامل المباشر وتقديم الحجج المقنعة
يؤكد “تيرنبول” على ضرورة أن يتعامل القادة مع ترامب مباشرة، وأن يقدموا له حججًا قوية ومقنعة تبرز الفوائد التي ستعود عليه من تبني مواقفهم، ويشرح أن ترامب يميل إلى اتخاذ القرارات بنفسه ويرغب في سماع ما يمكن أن يعود عليه بالنفع مباشرة، يقول: “يجب أن يكون القادة قادرين على إقناع ترامب بأن اقتراحهم يصب في مصلحته”.
4. الوقوف بثبات وعدم التراجع
يشير “تيرنبول” إلى أهمية الوقوف بثبات وعدم التراجع أمام ضغوط ترامب، موضحًا أن ذلك قد يؤدي إلى كسب احترامه وحتى التوصل إلى اتفاقيات معه، كما حدث في تجربته الشخصية مع اتفاقية اللاجئين، يقول: “بالوقوف بثبات وعدم التراجع، استطعت إقناع ترامب بالالتزام بالاتفاقية التي وقعتها مع أوباما”.
5. تجنب الاعتماد على البيروقراطية
ينصح “تيرنبول” القادة بعدم الاعتماد بشكل كبير على البيروقراطية أو القنوات الدبلوماسية التقليدية في التعامل مع ترامب، حيث يميل ترامب إلى اتخاذ القرارات بنفسه دون الالتزام بالنصائح البيروقراطية التقليدية، يقول: “الكلمة الوحيدة التي تهم ترامب، هي كلمة ترامب، وكان لا يحب أن يتم توجيهه”.
يختتم “تيرنبول” مقاله بالإشارة إلى أن شجاعة ووضوح القادة العالميين يمكن أن تكون أهم أدواتهم في مواجهة ترامب في فترة رئاسته الثانية، ويؤكد على أن النهج التملقي لن يكون فعالًا، وأن القادة يجب أن يكونوا على استعداد للوقوف بوجهه بصراحة.
نقلا عن الباحث حسن قطامش.
اترك تعليقاً