حسن نصر الخميني .. سيرة ضلال وإجرام لا يُنسى

GkegIJOW0AAVN1O

يصادف اليوم 24 شعبان 1446هـ (23/2/2025م) يوم تشييع الهالك حسن نصرالله الذي وصفه البعض بـ “الشهيد” وبعضهم تجاوز ذلك حتى ليطلق عليه لقب “سيد شهداء الأمة”.. لذا نقدم لكم الحقيقة في ظل تزوير التاريخ الذي نشهده هذه الأيام، حقيقة الهالك حسن نصرالله وحقيقة ميليشيا حزب الله.

نبذة تعريفية

حسن نصر الله، الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، ولد عام 1960 في أحد الأحياء الفقيرة شرق بيروت. والتحق بمدرسة النجاح ثم مدرسة سن الفيل الرسمية ذات الأغلبية المسيحية.

كان عمره آنذاك 15 عاماً عندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م، وهي عبارة عن معارك طائفية مدمرة استمرت لمدة 15 عاماً، وقرر والده على إثرها العودة لقريته الأصلية، البازورية والتي تقع في جنوب لبنان وينتمي سكانها للطائفة الشيعية. في هذا السن انضم حسن نصرالله إلى أهم مجموعة سياسية -عسكرية شيعية لبنانية في ذلك الوقت: حركة أمل، وهي جماعة أسسها موسى الصدر.

حركة أمل

تأسست حركة أمل عام 1974-1975م على يد موسى الصدر لتكون الجناح العسكري لحركة المحرومين، وهي حركة شيعية اجتماعية إصلاحية، للدفاع عن الشيعة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية.

اسم أمل هو اختصار لتعبير “أفواج المقاومة اللبنانية”. وهو الجناح العسكري لحركة المحرومين، وكان الهدف من تأسيس حركة المحرومين هو دعم قضايا الشيعة في لبنان.
وساهم انتصار الثورة الإيرانية عام 1979م في بروز حركة أمل باعتبارها ممثلة لشيعة لبنان. (١)

علاقة حركة أمل بمجزرة صبرا وشاتيلا

كان من ضمن أسباب المجزرة هو اتهام السلطات اللبنانية لحركة فتح بأنها تسعى للاستقلال وتوريط لبنان من خلال مهاجمة الكيان الصهيوني من الأراضي اللبنانية؛ ما يُعرّض لبنان للقصف “الإسرائيلي”، ومن ثم دخلت الدولة حربًا مع المخيمات الفلسطينية، واستغلت “إسرائيل” تلك الفرصة، وقامت بمساعدة منفذي المجزرة، فكانت مهمة جيش الاحتلال هي محاصرة المخيمات من كل النواحي ومنع أي وكالة من وكالات الإعلام الدخول لنقل وقائع تلك المجزرة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام متواصلة.

وبعد التنسيق المشترك بين «إسرائيل» و«حزب الكتائب» و«حركة أمل» تم الاتفاق أن يكون يوم 16 سبتمبر/أيلول 1982م هو يوم الانتهاء من سكان المخيمات، ليتم تجهيز 3 فرق لتنفيذ المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 3500 من الرجال والنساء والأطفال.

وكان أول من دخل إلى المخيمات لتنفيذ عملية القتل البارد هو حزب الكتائب بقيادة «إيلي حبيقة»، فتمت عمليات القتل التي طالت الأطفال والنساء، وقاموا بأكثر من 50% من تلك المجزرة قبل أن تساعده حركة أمل.

وكان لحركة أمل أسبابها في الاشتراك في تلك المجزرة بعد غضب الرئيس السوري السابق «حافظ الأسد» على منظمة «فتح» الفلسطينية، ومن ثم أعطى توجيهاته للحركة بتطهير لبنان من المخيمات. (2)

لم يكن هذا أمرا غريبا من حركة أمل.. والتي صرح مؤسسها موسى الصدر تصريحات ضد المقاومة الفلسطينية، فمن ذلك قوله عام 1978م: “لسنا في حالة حرب مع إسرائيل، والعمل الفدائي في الجنوب يحرجنا”. واتهم منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل على قلب الأنظمة العربية، ودعا الأنظمة إلى مواجهة الخطر الفلسطيني.

تأسيس “حزب الله”

هاجر حسن نصرالله للدراسة في النجف بالعراق وهو في عمر الـ 16.. درس هناك لمدة عامين والتقى في النجف برجل دين آخر يُدعى عباس الموسوي، والذي أصبح المرشد لنصرالله. وخلال إقامته هناك تأثر بقوة بالأفكار السياسية لروح الله الخميني. وبعد طردهما من العراق من قبل حزب البعث، عادا إلى لبنان وانضما إلى القتال في الحرب الأهلية.

حين وقعت الثورة الإيرانية واستولى الخميني على السلطة في إيران، تغيرت العلاقة كثيرا بين شيعة لبنان وشيعة إيران. وفي عام 1981م، التقى نصرالله بقائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في طهران. وقد عيّنه الخميني ممثلاً له في لبنان “لرعاية شؤون الحسبة وجمع الأموال الإسلامية”.

مع تصاعد عدم الاستقرار في لبنان، هاجمت “إسرائيل” البلاد في يونيو/ حزيران 1982، واحتلت بسرعة أجزاء كبيرة منها. وزعمت “إسرائيل” أن الهجوم كان رداً على العدوان الفلسطيني.

بعد وقت قصير من الغزو “الإسرائيلي”، قرر قادة الحرس الثوري في إيران، إنشاء مجموعة ميليشيا في لبنان تتبع بالكامل لإيران. واختاروا الاسم الذي كانوا معروفين به في إيران ليكون اسم هذه المجموعة: “حزب الله”. في عام 1985، أعلن حزب الله رسمياً عن تأسيسه. انضم حسن نصرالله وعباس الموسوي، مع بعض الأعضاء الآخرين في حركة أمل، إلى هذه المجموعة التي تم إنشاؤها حديثاً.

11

في منتصف الثمانينيات، ومع تعمق علاقة نصرالله مع إيران، قرر الانتقال إلى مدينة قم لمواصلة دراسته الدينية. وخلال فترة وجوده في الحوزة العلمية في قم، أصبح نصرالله متمكناً من اللغة الفارسية وأقام علاقات صداقة وثيقة مع العديد من النخب السياسية والعسكرية في إيران.

وعندما عاد إلى لبنان، نشأت خلافات بينه وبين عباس الموسوي، وبعد ذلك بوقت قصير، تم تعيينه “ممثلاً لحزب الله في إيران”. أعادته هذه الوظيفة إلى إيران وأبعدته في الوقت نفسه عن الساحة اللبنانية.

 في عام 1991 تم عزل صبحي الطفيلي من منصب الأمين العام لحزب الله بسبب معارضته لارتباط الجماعة بإيران، وتم تعيين عباس الموسوي بدلاً منه. بعد عزل الطفيلي، عاد حسن نصرالله إلى بلاده، بعدما بدت مواقفه حول دور سوريا في لبنان قد تعدلت، وأصبح فعلياً الرجل الثاني في جماعة حزب الله.

في عام 1992م، تم اغتيال عباس الموسوي وانتقلت قيادة الجماعة إلى حسن نصرالله، وسط بعض الاعتراضات من رجال الدين الشيعة، حيث كانوا يرون أن نصرالله يفتقر إلى التعليم الديني الكافي.

تناقض حسن نصرالله في كلامه عن علاقة إيران بلبنان

وقال في تصريح له، في الثمانينات:

ومشروعنا، الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية.. وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني.

دعم حسن نصرالله لجزار الشام النصيري بشار الأسد

2

وثق تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الطائفية في سوريا ومن بينها حزب الله، حيث تسببت بمقتل الرجال والنساء والأطفال، حيث كانت تعتمد في دخولها على أي منطقة أو قرية سياسة الترهيب والأرض المحروقة.

يقول الناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بسام الأحمد إن “المركز وثق حالات كثيرة من الإعدام الميداني في مدينتي القصير في ريف حمص والنبك بريف دمشق، كما تم توثيق جرائم حصار مدن وبلدات تقع في جنوب العاصمة دمشق كببيلا وبيت سحم، والعديد من عمليات القتل الجماعي في عدد من المحافظات السورية”.

GkYPkUzWsAAUP n

مدينة القصير السورية التي قامت ميليشيا حزب الله بقتل سكانها وتهجيرهم وتخريب بيوتهم.

 أبرز الانتهاكات والمجازر الموثقة التي ارتكبها الحزب أو شارك فيها كطرف أساسي في سوريا:

  • مجزرة دير بعلبة في ريف حمص في نيسان 2012، حيث تضمنت المجزرة إعداماً ميدانياً واغتصاب للنساء، وتنكيلاً بالجثث وحرقها، وراح ضحيتها 200 مدني، بينهم 21 طفلاً و20 إمرأة.
  • مجزرة المالكية في ريف حلب، تمت في شهر تشرين الثاني 2012، حيث أعدمت مليشيا حزب الله عدداً كبيراً من أهالي القرية بينهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب، في مجزرة حصدت أرواح 96 مدنياً بينهم 5 أطفال و3 نساء.
  • مجزرة تل شغيب في ريف حلب الغربي في شهر آذار من عام 2013، حيث قتلت مليشيا الحزب 6 شبان من أهالي القرية ومن ثم أحرقت جثثهم.
  • مجزرة قرية أم عامود بريف حلب في نيسان 2013 ، حيث تم توثيق مقتل 15 شاباً عثر على جثثهم في أحد الآبار في القرية وبحسب الشهادات فإن المتهم بارتكاب المجزرة هو حزب الله اللبناني لوجود حاجز لعناصر الحزب قريب من القرية الواقعة في ريف حلب الشمالي.
  • مجزرة قرية رسم النفل بريف حلب في حزيران 2013 سيطرت قوات النظام بمشاركة واسعة من الميليشيات الطائفية من بينها حزب الله على بلدة رسم النفل في ريف حلب، ونفذت عشرات عمليات الإعدام الميداي للنساء والأطفال والرجال والعجائز، وقد سجل ما لا يقل عن 191مدنياً، بينهم 21 سيدة، و27 طفلاً.
  • مجزرة المزرعة في ريف حلب بتاريخ حزيران 2013 قامت قوات النظام مدعومة بميليشيات من حزب الله بقتل عشرات الأشخاص من قرية المزرعة الصغرة، بينهم نساء وأطفال، ثم قاموا برمي قسم من الجثث في بئر القرية، وأحرقوا القسم الآخر من الجثث، استطاعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثيق مقتل 55 شخصاً، بينهم 21 طفاً، و5 سيدات.
  • مجزرة النبك في ريف دمشق بتاريخ كانون الأول من العام 2013، راح ضحيتها 399 مدنياً بينهم 98 طفلاً و94 امرأة، وكانت قوات حزب الله هي القوة الأكبر في اقتحام المدينة.
  • مجازر مدينة داريا في ريف دمشق، بين العامين 2012 و2016، والتي راح ضحيتها 816 مدنياً بينهم 67 طفلاً و98 امرأة، كان حزب الله مشاركأ أساسياً فيها إلى جانب قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة له.

حسن نصرالله: “أهم الأسلحة التي قاتلنا بها كانت من سوريا”

إذا كان عندنا 100 مقاتل في سوريا حيصيروا 200، وإذا كان عندنا 1000 مقاتل في سوريا حيصيروا 2000، وإذا كان عندنا 5000 مقاتل في سوريا حيصيروا 10000

حزب الله والحوثيون

الحوثيون وحزب الله تنظيمان يقعان ضمن ما يعرف بمحور المقاومة تقوده إيران ويضم أيضا:  ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

ذكر تقرير وصفته “رويترز” بـ”السري” صادر عن مراقبي تطبيق عقوبات الأمم المتحدة أن جماعة الحوثي تطورت “من جماعة مسلحة محلية بقدرات محدودة إلى منظمة عسكرية قوية” بدعم من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية ومتخصصين عراقيين.

وقالت لجنة الخبراء المستقلة إن الحوثيين كانوا يتلقون تدريبات تكتيكية وفنية خارج اليمن خلال سفرهم بجوازات سفر مزيفة إلى إيران ولبنان والعراق.

وكتب خبراء الأمم المتحدة في أحدث تقاريرهم الذي اطلعت عليه رويترز أن “الشهادات العديدة التي جمعتها اللجنة من خبراء عسكريين ومسؤولين يمنيين وحتى من أفراد مقربين من الحوثيين تشير إلى أنهم لا يملكون القدرة على التطور والإنتاج من دون دعم أجنبي وأنظمة أسلحة معقدة”.

وأضافوا أن “نطاق وطبيعة ومدى عمليات نقل العتاد والتكنولوجيا العسكرية المتنوعة المقدمة إلى الحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليهم، غير مسبوقة”.

وقال مراقبو تطبيق العقوبات إن أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون مشابهة لتلك التي تنتجها وتستخدمها إيران أو جماعات مسلحة ضمن ما تطلق على نفسها اسم (محور المقاومة) المدعوم من طهران.

وذكر الخبراء في تقريرهم المقدم إلى لجنة عقوبات اليمن في مجلس الأمن المكون من 15 عضوا “تسنى هذا التحول (في القدرات) بسبب العتاد والمساعدات والتدريب الذي حصل عليه الحوثيون من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله ومتخصصين وفنيين عراقيين”.

وجرائم ميليشيا الحوثي بحق أهل اليمن لا تخفى على أحد. ففي اليمن يوجد معتقلات مثل التي تواجدت في سوريا من حيث وحشية التعذيب والإخفاء وسوء المعاملة.

الحشد الشعبي في العراق

مليشيات شيعية مسلحة، ظهرت أول الأمر استجابة لفتوى المرجعية الشيعية العليا في العراق بوجوب الجهاد في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، ثم تبنتها الحكومة وضمتها إلى وزارة الدفاع، وقد اتهمتها منظمات حقوقية بارتكاب إبادات وإعدامات عشوائية في حق المدنيين السنة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

على المستوى الحقوقي، اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة في “إعدامات عشوائية”، وأضافت أن ممارساتهم تصل إلى مستوى “جرائم الحرب”، مشيرة إلى أن حكومة حيدر العبادي التي تدعم وتسلح هذه المجموعات تغذي دوامة جديدة وخطيرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد.

فقد اتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية على رأسها الأمم المتحدة الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016، تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها.
ولم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.

حسن نصرالله: كنا نقاتل في العراق تحت قيادة الحشد الشعبي.. وما زلنا

كلام نصرالله عن الحشد الشعبي في العراق

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا