وصلت اليوم الثلاثاء مجموعة مكونة من 150 من الروهينجا لاجئين إلى إندونيسيا. حيث فروا من مخيمهم في بنغلاديش قبل شهر وظلوا يطوفون في البحر لعدة أسابيع، وأخيرا تمكنوا من شق طريقهم إلى إندونيسيا، بانتظار أن تقبلهم حكومة أندونيسيا.
وكل يوم، يغادر الروهينجا مخيماتهم في بنغلاديش بحثًا عن حياة وكسب أفضل لأنهم لا يرون أي تغيير في حياتهم، خاصة وقد أصبحت الحياة أكثر صعوبة منذ تم خفض حصص الإعاشة والمساعدات.
ما الذي يدفع اللاجئين للبحر؟
يبحث اللاجئون الروهينجا عن حياة أفضل وفرص للعيش في مناطق أخرى غير بنغلاديش منذ تقلصت المساعدات الدولية الممنوحة للاجئين.
نشر الناشط الأركاني عبد الله على مواقع التواصل تفاصيل عن واقع الروهينجا في مخيمات اللجوء في بنغلاديش على حسابه في أنستاغرام، حيث جاء فيها:
“هناك ما يقرب من مليون لاجئ روهينجا يعيشون في مخيم للاجئين في بنغلاديش منذ ما يقرب من 6 سنوات. يعتمد 90% منهم بشكل كامل على الإعانات الشهرية التي تقدمها برنامج الغذاء العالمي (WFP) في البداية، كان يحصل كل لاجئ روهينجا على ما يعادل 12 دولارًا من الطعام للشهر كامل، ولكن أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تخفيض قدره 2 دولار في الإعانات. تمكن بعض اللاجئين من البقاء على قيد الحياة بمبلغ 10 دولارات شهريًا، ولكن ذلك أثر بشكل كبير على أولئك الذين لديهم عائلات أكبر.
قبل شهرين، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تخفيض إضافي قدره 2 دولار للشخص بسبب نقص في الميزانية، مما يترك اللاجئين مع 8 دولارات فقط للبقاء على قيد الحياة طوال الشهر. عند تحويلها إلى عملة تاكا بنغلاديشي، يكون ذلك يعادل 800 تاكا، وهو التكلفة اليومية القياسية للعيش في بنغلاديش.
تخيل كيف يمكن للاجئ روهينجا البقاء على قيد الحياة بهذا المبلغ الضئيل، خاصةً نظرًا لنقص مصادر الدخل الأخرى في المخيم.
قال أحد اللاجئين الذين يعيشون مع عائلة مكونة من 10 أفراد: “في البداية، كنت أستطيع الحصول على بعض المال من محلي الصغير أمام مأواي، ولكنه تم هدمه في عام 1440هـ (2019م) منذ ذلك الحين، اعتمدت أنا وعائلتي بالكامل على ما نتلقاه من مركز الطعام التابع لبرنامج الأغذية العالمي. الآن، تكافح عائلتي بأكملها منذ بداية تقليص الطعام هذا العام، ولم نكن نتناول وجبة جيدة منذ أشهر”.
وأضاف: “أغلب وجبات الطعام اليومية لدى معظم اللاجئين الآن تتألف فقط من السبانخ والأرز، والأطفال يعانون من نقص التغذية بسبب هذه التقليلات. نشعر باليأس أكثر حين نسمع شائعات حول تقليل آخر في الأشهر القادمة”.
ويواجه اللاجئين الروهينجا نقصًا حادًا في الغذاء وقد ناشدوا المانحين الدوليين لتقديم المزيد من الدعم على مدى الأشهر الأربعة الماضية، ولكن لم يحدث أي تحسن في أزمة الغذاء. يمكن أن يؤدي هذا التقليل في المساعدات الغذائية إلى زيادة في حالات مغادرة المخيم، وتجارة البشر، والاختطاف، والمشاركة في أنشطة إجرامية، والدعارة. لذلك، من أجل الاستقرار ومنع الدمار المستقبلي، يجب على المجتمع الدولي والمانحين أن يأخذوا في اعتبارهم الحالة الراهنة في مخيم كوكس بازار”.
ويحتاج الروهينجا لمساعدتهم في إقامة مشاريع تدر عليهم الدخل والنفع، وتكفيهم مؤونة السؤال والحاجة وهذه أفضل طريقة من إرسال المساعدات بشكل مستمر، وفي حال تعذر توفير مثل هذه المشاريع التي تحقق اكتفاء ذاتيا، فلا أقل من تأمين حاجيات المخيمات الغذائية والطبية وغيرها من صدقات المسلمين وزكاتهم، والعناية الشديدة بتأمين التعليم والتربية الإسلامية لأبنائهم.
صور من مخيمات اللاجئين الروهينجا
اترك تعليقاً