وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا سيجعل “إسرائيل” متأهبة

علق الدكتور محمد الأمين الوغليسي، الأستاذ الجامعي والكاتب والمحلّل السياسي، على موقف الاحتلال الإسرائيلي من التحولات التي تعيشها سوريا.

وقال الدكتور: إن “وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا سيجعل “إسرائيل” متأهبة، ولن يخفف ذلك التأهب أي تصريحات لطيفة تصدر من أي مسؤول سوري؛ يعتقد أنه يلطف الجو ويبعد شرّ المحتل الإسرائيلي بخطابات شديدة الدبلوماسية”.

وأضاف في المنشور الذي نشره على حسابه في منصة إكس:”لو كانت هذه التصريحات قبل 7 أكتوبر لقبلها قادة تل أبيب. لكن ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما بعده، أي: لن يسمح قادة الاحتلال الإسرائيلي لأي كان أن يكرر معهم ما فعله السنوار من مراوغات سياسية وخطابية وأمنية، اتتهت بضربة قاصمة لهم”.

وقال أيضا:” ليتأكد المسؤول السوري أن الرسائل اللطيفة التي يوجهها للكيان ستزيد من توجس الموساد والمفكرين والمسؤولين في “تل أبيب”. والدليل تصريحات وزير خارجيتهم، التي أعلن فيها صراحة موقف الاحتلال من سوريا الجديدة واعتبرها عدوا لهم، ليتبع ذلك قصف ريف دمشق”.

وعن توغلات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، قال الدكتور محمد الأمين:”ثم إن تفسيرات بعض المثقفين السوريين للتوغلات الإسرائيلية لم تكن موفقة حين لخصوها في التفسير الآتي: “دخلوا إلى القنيطرة ودرعا لاسترجاع الأسلحة التي أخذها الناس بعدما فتح لهم نظام الأسد المخازن” أولا هذا تبرير خطير جدا ينبئ عن جهل بالشخصية الاستدمارية لنتنياهو ورفاقه، وتفسير سطحي ينم عن غرق شديد في التفسيرات الرغبوية. بينما الحقيقة أن ما حصل تم في إطار عدوان وحرب مباشرة ضد سوريا، وبعبارة أخرى: تخيل لو أن دولة مجاورة لك غير تل أبيب هي التي قصفتك ما الذي كنت ستقوله؟ ستقول هذه حرب على شعبنا ودولتنا الجديدة، وهو ما يجب أن تقوله لهؤلاء الغزاة الذين زرعوا في عالمنا العربي لزعزعته وشله ومنعه من النهوض”.

وأضاف:”ليس المطلوب من السوريين إعلان الحرب على تل أبيب، فهم في طور بناء مؤسسات الدولة والانتقال من مرحلة اللجوء إلى الاستقرار ومن الخيمة إلى الدار، ومن الفصائلية إلى المؤسساتية، وليس لهم موارد عسكرسة ولا تحالفات ولا قدرة على خوض الحرب مع عدو يقف معه كل العالم، ولا يريدون أن يكون الدور عليهم بعد غزة التي خذلها الجميع. لكن ليس مقبولا منك مقابلة الحرب الإسرائيلية عليك بخطاب لطيف، لن يزيد العدو إلا انتفاخا ورغبة في تدميرك، والمطلوب ألا تشعره بالخوف أبدا. هذا عدو قد أعلن الحرب والعداوة عليك منذ أول يوم، كما يفعل الشيطان حين يستقبل المولود بالأذى في أول خروج له إلى الدنيا”.