ملخص المناظرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب

التقى دونالد ترامب وكامالا هاريس لأول مرة على منصة المناظرة الرئاسية في فيلادلفيا مساء الثلاثاء،حيث واجه المرشح الجمهوري ترامب المرشحة الديمقراطية هاريس في أول مناظرة بينهما فجر الأربعاء.

بدأت المناظرة في الساعة الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش، وهي المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس.

خلال 90 دقيقة نارية، هاجمت هاريس الرئيس السابق مرارا وتكرارا وتركت انتقاداتها اللاذعة لحجم حشود مسيراته، وسلوكه أثناء أعمال الشغب في الكابيتول، والمسؤولين الذين خدموا في إدارته.

ذكرت شبكة “أن بي سي نيوز”، أنه خلال هذه المواجهة الساخنة، روّج ترامب لعدد من “نظريات المؤامرة المدحوضة” المتعلقة بالهجرة والجريمة وغيرها، بينما أدلت هاريس بـ”تصريحات مضللة”، حول واقع التوظيف وواقع حضور القوات الأميركية في مناطق القتال.

وبدأت مناظرة بسؤال “هل تعتقدان أن الأمريكيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟

فأجابت هاريس إنها تخطط لبناء “اقتصاد الفرص”. وتعهدت بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة.

رداً على هاريس، تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول أخرى. وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا إن الحكومة أخذت “مليارات” من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.تقول هاريس: “ترك لنا دونالد ترامب أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم”.

وقالت هاريس: “ما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب”.وتحدثوا أيضا بحقوق الإجهاض حيث طلبت كامالا هاريس من ترامب توضيح موقفه بشأن هذه القضية، بالنظر إلى رسائله المختلطة بشأنها في الماضي.

بدأ ترامب بالانتقاد لكون الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في “الشهر التاسع” من الحمل. ويقول إن الديمقراطيين “متطرفون” في هذا الشأن، وإن تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، على وجه الخصوص، دعا إلى الإجهاض في الشهر التاسع.

ويواصل ترامب القول إنه ساعد في إعادة القضية إلى الولايات لاتخاذ القرار ويقول إنه يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وزنا المحارم.

من جهتها، ردت هاريس على تعليقات ترامب بشأن الإجهاض بالقول: “لا توجد ولاية في هذا البلد حيث يكون من القانوني قتل طفل بعد ولادته”.

تشير هاريس إلى أن ترامب عين ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض قبل عامين.

تقول إن العديد من الولايات أقرت “حظر الإجهاض الذي فرضه ترامب والذي لا يستثني الاغتصاب والزنا”.”هل تقول إن هذا ما أراده الناس؟” تقول، واصفة النساء اللاتي “ينزفن في الخلف في سيارة في موقف للسيارات” لأنهن لا يستطعن الحصول على عملية إجهاض.

وخلال تناولهما موضوع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، قال ترامب إن طالبان ورثت معدات عسكرية أميركية بقيمة 85 مليار دولار تركتها القوات الأميركية في انسحابها المتسرع.

وأوضحت شبكة “أن بي سي نيوز” بأن طالبان، استولت بالفعل على معدات عسكرية أميركية الصنع، عندما سيطرت على السلطة في عام 1443ه‍ (2021م)، لكن رقم 85 مليار دولار مبالغ فيه بشكل كبير.

وأضافت أن الرقم الذي قدمه ترامب تقريب لحوالي 83 مليار دولار من إجمالي المساعدات المخصصة للجيش والشرطة الأفغانية خلال الحرب التي استمرت عقدين.

وفقا لتقرير وزارة الدفاع لعام 1444ه‍ (2022م)، سيطرت طالبان على معظم المعدات الممولة من الولايات المتحدة، مقدرة قيمتها بنحو 7 مليارات دولار والتي كانت في حوزة الحكومة الأفغانية السابقة إثر انهيارها وكانت حالتها غير معروفة.

وخلال المناظرة، زعمت هاريس أنه لا يوجد أفراد من الجيش الأميركي في الخدمة الفعلية في منطقة قتال، قائلة إنه “واعتبارا من اليوم، لا يوجد عضو واحد في الجيش الأميركي في الخدمة الفعلية في منطقة قتال، في أي منطقة حرب حول العالم، للمرة الأولى هذا القرن”.

وفي حين أن الكونغرس لم يعلن رسميا الحرب منذ سنوات، فإن قوات أميركية موجودة في مناطق قتال بعدة دول. ووفقا للمصدر ذاته، يخدم عدد من أفراد القوات الأميركية في أماكن مثل العراق وسوريا والصومال وانسحبوا مضطرين مؤخرا من النيجر، حيث يعملون مع قوات محلية في محاربة التنظيمات الجهادية.

ومن أدلة ذلك إصابة ثمانية جنود في هجوم بطائرة مسيرة في سوريا، الشهر الماضي. ويضيف المصدر ذاته، أن قوات أميركية موجودة أيضا في الصومال وأجزاء أخرى من أفريقيا، حيث تدعم قوات محلية تحارب الجماعات الجهادية. كما أشار إلى مهامها في البحر الأحمر، وعملها هناك على إسقاط طائرات مسيرة وصواريخ حوثية.

وتحدث ترامب بحدة أيضا عندما تناول مطولا فرضية مؤامرة تم دحضها بأن مهاجرين هايتيين يأكلون حيوانات أليفة لمواطنين في أوهايو.

وقال “إنهم يأكلون كلابا، الناس الوافدون يأكلون القطط”، ما استدعى تدخل مسؤول المناظرة الذي أكد أن سلطات مدينة سبرينغفيلد قالت إن ذلك لم يحدث.

وبحسب “أن بي سي نيوز”شرطة الولاية نفت هذه المزاعم، الاثنين، في بيان. قائلة إنه “لم تكن هناك تقارير ذات مصداقية أو ادعاءات محددة بإيذاء الحيوانات.

وفي المناظرة صرحت هاريس بأن إدارة بايدن أضافت أكثر من 800 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الأميركي.

وتقول “سي أن أن”، إنه بالرغم من كون الادعاء مقاربا للحقيقة، يحتاج إلى بعض التوضيح.

واعتبرت الشبكة “أن بي سي”، أن رقم هاريس البالغ أكثر من 800 ألف يمكن تبريره باستخدام البيانات غير المعدلة موسميا، والتي تظهر زيادة قدرها 874 ألف وظيفة. لكن عادة ما تُستخدم البيانات لتحليل الاتجاهات الاقتصادية.

وأدعى ترامب أنه أنقذ قانون الرعاية الصحية “أوباما كير”، رغم تعهداته السابقة بإلغائه. وقال ترامب خلال المناظرة: “كان لدي خيار: هل أنقذه وأجعله أفضل، أم أتركه يتدهور؟ وأنا أنقذته”.

لكن هذا الادعاء مضلل لعدة أسباب، وفقا لشبكة “سي أن أن”، التي أشارت إلى فشل خطط ترامب لإلغائه، موضحة أن البرنامج لم يلغ لأن الجمهوريين في الكونغرس لم يحصلوا على أصوات كافية لذلك في 1438ه‍ (2017م)، وليس بسبب قراره بإنقاذه.

وأثار الرئيس السابق إدعاء بأن هاريس “تريد مصادرة أسلحة” الأميركيين. وتقول الشبكة “أن بي سي نيوز”، إن هذا إدعاء آخر غير صحيح، وتم دحضه بشكل متكرر بعد أن جرى تداوله سابقًا على الإنترنت.

وأوضحت الشبكة، أن هاريس تميل إلى تطبيق قوانين لتعزيز السلامة بشأن حيازة الأسلحة، وتشمل اقتراحاتها فرض إجراءات أكثر صرامة على بيع واقتناء الأسلحة.

ورد هاريس المباشر على هذا الادعاء كان واضحا خلال المناظرة، عندما قالت: “تيم والز وأنا كلانا نملك أسلحة. نحن لن نأخذ أسلحة أي شخص”.

وبشكل عام يرى المقيمون للمناظرة أن هاريس حظيت بدعم المضيفين وتمكنت من التفوق نسبيا على ترامب، بينما كانت نقطة ضعف ترامب المهاجرين حيث يدور حول عدائه لهم لإثبات صلاحية برنامجه الانتخابي.