أفاد خفر السواحل عن إنقاذ 39 ناجيا من قارب انطلق من ليبيا، لكن الآمال تتلاشى بالنسبة للركاب الآخرين.
أُطلِقت عملية إنقاذ ضخمة في اليونان يوم السبت للبحث عن عشرات المهاجرين الذين أفيد بفقدانهم بعد انقلاب قاربهم أثناء رحلته من ليبيا إلى كريت.
وبعد ما يقارب 12 ساعة من إرسال مروحيات بحرية من طراز “إيجهان هوك” إلى موقع غرق السفينة، الذي يقع على بعد 12.5 ميلاً بحرياً جنوب غرب جزيرة “جافدوس” الصغيرة، أكدت خفر السواحل اليونانية العثور على 39 ناجياً على الأقل.
ومع حلول الليل، صرّح المسؤولون أن حصيلة الوفيات، التي سُجّلت بخمسة بحلول فترة ما بعد الظهر، يُحتمل أن ترتفع. وقال أحدهم: “مع مرور الساعات، تتضاءل الآمال”، مضيفاً: “لقد قمنا بمسح المنطقة بالسفن والطائرات طوال اليوم.”
تم نقل غالبية الناجين، وهم جميعاً رجال من باكستان، بواسطة السفن إلى ميناء “شانيا” في كريت، فيما نُقل البعض بالمروحيات إلى مستشفى المدينة حيث أُدخلوا العناية المركزة.
وجاء في بيان صادر عن خفر السواحل اليونانية في وقت سابق من يوم السبت أن الناجين قدّموا “روايات متضاربة … حول عدد أكبر من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب، وهو ما لم يتم تأكيده بعد.”
وكانت خدمات الطوارئ اليونانية قد أُبلغت بعد منتصف الليل بقليل عندما بدأ القارب الخشبي بالغرق أثناء اقترابه من “جافدوس”، وهي أقصى نقطة جنوبية في أوروبا.
وارتفعت نسبة الوافدين إلى الجزيرة الصغيرة من ليبيا بنسبة 400% منذ بداية العام، حيث يسافر غالبية طالبي اللجوء على متن سفن مكتظة وغير صالحة للإبحار من ميناء طبرق الليبي الشرقي.
وانضمت إلى جهود البحث خلال عطلة نهاية الأسبوع دوريات خفر السواحل اليونانية ومروحيات قتالية وسفن تجارية وفرقاطة إيطالية وطائرات تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”.
وفي حوادث منفصلة يوم السبت، مما يسلط الضوء على شعبية هذا المسار، أنقذت سفينة شحن تحمل العلم المالطي 47 مهاجراً كانوا على متن قارب على بعد حوالي 40 ميلاً بحرياً جنوب “جافدوس”، بينما أنقذت ناقلة ترفع العلم البريطاني 88 شخصاً في حادث ثانٍ بالمنطقة.
ولم يستبعد المسؤولون احتمال أن القوارب انطلقت معاً من ليبيا. وقد وضعت الحوادث الثلاث خدمات خفر السواحل في حالة “تأهب كامل”، وفقاً للإعلام المحلي، حيث تم نقل 89 ناجياً على الأقل من مصر وسوريا والسودان وبنغلاديش بحلول الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي عبر حافلات إلى “هيراكليون”، عاصمة كريت.
وكان من بين الناجين نساء وقصّر غير مصحوبين بذويهم، ومن المتوقع أن يتم نقل نصفهم تقريباً على متن عبّارة متجهة إلى ميناء “بيريوس” الرئيسي، حيث سيتم إيواؤهم في مركز استقبال وتعريف بالقرب من أثينا.
وباعتبارها وجهة حدودية في جنوب شرق أوروبا، شهدت اليونان هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المهاجرين، رغم أن هذه الزيادة لا تزال بعيدة عن الأعداد التي سُجلت قبل عقد عندما وصل ما يقارب مليون شخص، معظمهم من سوريا، إلى جزر بحر إيجه في طريقهم إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل إلى اليونان حتى 26 جمادى الأولى 1445هـ (8 ديسمبر) 58,226 شخصاً، مقارنة بـ 48,720 في عام 2023.
وكان أكثر من 10,000 من الوافدين الجدد مسجلين عن طريق البحر، حيث أفادت وزارة الهجرة اليونانية بزيادة نسبتها 30% في عمليات الإنزال على رودس وجزر جنوب شرق بحر إيجه.
وفي الأسابيع الأخيرة، وردت تقارير عن سلسلة من حوادث الغرق المميتة، حيث غرق ثمانية مهاجرين، بينهم ستة أطفال، عندما انقلب قارب قبالة جزيرة ساموس في بحر إيجه يوم 25 نوفمبر.
وبعد ثلاثة أيام، وقع حادث غرق ثانٍ بالقرب من نفس الجزيرة، أدى إلى وفاة امرأتين وطفلين.
وفي بيان أعقب هذه الحوادث، دعت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان، ماريا كلارا مارتن، إلى معالجة “الأسباب الجذرية للنزوح”. وقالت: “إن هذه المآسي المتكررة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى استجابات طويلة الأمد وبدائل آمنة وموثوقة لأولئك الفارين من النزاعات والاضطهاد والعنف أو الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.”
صحيفة الغارديان البريطانية.
اترك تعليقاً