لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي الأساليب التي يتواصل بها الأفراد في كشمير ويحصلون على المعلومات ويعبرون عن آرائهم. نظرا لأن الوصول إلى الإنترنت متاح لأكثر من 30٪ من السكان، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter و Instagram و WhatsApp أساسية للحياة اليومية.
وفقا لاستطلاع حديث، فإن 70٪ من مستخدمي الإنترنت في كشمير ينشطون على منصات التواصل الاجتماعي، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما. هذه الظاهرة الديموغرافية مهمة لأنها تظهر أن عدد الشباب في كشمير هو المحرك الذي يقود موجة وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، هناك بعض الاتجاهات المقلقة المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى عال في المجتمع الكشميري. هناك قلق متزايد من أن الأفراد، وخاصة المراهقين، يقضون وقتا طويلا في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ويفصلون عن العائلة والأصدقاء. ليس من غير المعتاد أن نرى أشخاصا يعودون إلى منازلهم من أصدقائهم وعائلاتهم، ربما، يخرجون من الوحدة ويتجهون مباشرة إلى هواتفهم، ويغيرون الساعة في قلوبهم على مدار الساعة على هواتفهم.
على سبيل المثال، يتم استهداف الطلاب بشكل متزايد من خلال خصائص الإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في التركيز الأكاديمي. ومع ذلك، يبدو أن جميع الطلاب يقضون وقتا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من دراستهم الآن، وقد تدهور الأداء.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أيضا إلى انفصال روحي في حالة الكشميريين. هناك من يقضي وقتا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ممارسة العبادات الدينية والصلاة وقراءة القرآن الكريم. كل هذا أدى إلى تراجع القيم الدينية والشعور بالاغتراب عن الله والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
علاوة على ذلك، كوسيلة معبرة وأداة للبقاء الثقافي، أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي أنها أداة قوية لكشمير. يستخدم المراهقون الشبكة وإنستغرام ويوتيوب لمشاركة الجمال الطبيعي للمنطقة، ووصف وجودهم الثقافي، ودحض الصور النمطية.
من ناحية أخرى، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أيضا مصدرا للمعلومات المضللة والدعاية في كشمير. تنتشر الخدع والشائعات بسرعة عبر خدمات مثل WhatsApp و Twitter وتغذي بشكل عام الصراع الاجتماعي وانعدام الثقة بين المجموعات.
للمساعدة في مواجهة هذه التحديات، يشير المؤلفون إلى الحاجة إلى تطوير محو الأمية الرقمية، وتعزيز التحكم في المحتوى، وضمان الاستخدام العادل والأخلاقي لوسائل التواصل الاجتماعي. من ناحية أخرى، يجب على الآباء والمعلمين وقادة المجتمع تصعيد الأطفال وتوجيههم بشكل استباقي نحو الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم فرصا عديدة لكشمير، لا يمكن تجاهل عواقبها السلبية. نظرا لهويتنا الكشميرية، نحتاج إلى إدراك مخاطر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتهدف إلى تحقيق توازن صحي بين التمتع بالمزايا التكنولوجية والدفاع عن القيم الروحية والتراث الثقافي والروابط الاجتماعية.
مع ذلك، يمكننا السماح لها بفعل الخير وتجنب الاضطهاد. وبشكل عام، تمثل وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من السبل لكشمير ، ومع ذلك لا يمكن تجنب نتائجها السلبية. وبالتالي، نظرا لكوننا في الهوية الكشميرية، فإن مخاطرفنا على وسائل التواصل الاجتماعي يجب النظر إليها والحصول على نصيب صحي من المتعة مع الاستمتاع بالفضائل التكنولوجية والدفاع عن القيم الروحية الأخرى والتراث الثقافي وجميع الروابط الاجتماعية سليمة. من خلال القيام بذلك، يمكننا التأكد من أن وسائل التواصل الاجتماعي هي قوة من أجل الخير ، وليس القمع.
بقلم زيد مالك، كاتب وصحفي مستقل مقيم في كشمير
كشمير أبزرفر
اترك تعليقاً