معركة تحرير صنعاء مجرد وهم!

download 3

مع ارتفاع الآمال بتحرير صنعاء، يجب التنبيه إلى أن التحالف الدولي لا يريد سقوط الحوثي ثم يحل مكانه نظام إسلامي يكون بمثابة ملجئ ومنطلق واعد في منطقة إستراتيجية كاليمن، لإن الأمر بكل بساطة يهدد مصالحهم، وسقوط صنعاء بيد الثوار يعني إجهاض مشاريع الهيمنة التي تنطلق من الرياض وأبو ظبي، وخطوة نحو إضعاف النظام الدولي المهدد بالسقوط ابتداء.

لا يوجد نظام حارب أهل الإسلام في اليمن أكثر من مليشيات الحوثي، فهو الذي فجر المساجد ودمر الجامعات ومنع الناس من تدريس منهج أهل السنة ودمر المراكز ومنع التجمعات التي تدرس القرآن والحديث، واستبدلها بخزعبلات الرافضة وأفكارهم المنحرفة وحقدهم الدفين على الإسلام وأهله، وأنشأ جيل صم بكم لا يعرف إلا أن يردد “سيدي سيدي” فصار يحمل الولاء لأعداء الإسلام من رافضة ومجوس.

وفي المقابل حارب التحالف أبناء قبائل أهل السنة الصادقين، والجماعات السنية المناهضة للمشروع الرافضي، وقتل الكثير من الدعاة وطلبة العلم بظلم وعدوان، وسجن وأخفى الكثير قسرا وتجبرا، والبعض منهم كان لهم قصب السبق في محاربة المشروع الرافضي الحوثي ابتداء من دماج وكتاف والجوف إلى عدن وبقية المناطق، واستبدل هؤلاء الصادقين بمرتزقة خونة عملاء لأسيادهم، وليس مشروع أهل الإسلام التحرري من الطغاة والمجرمين كما حصل بالشام.

لقد أنشأ التحالف جيوشا وتشكيلات عسكرية، تفتقد إلى العقيدة الصحيحة وأصبح همها كيف تحصل على المال وليس تحرير اليمن من المشروع الرافضي، فضلا عن كونها تدين بالولاء لمن يدفع أكثر ليس لها مبدأ أو موقف تسير عليه. لقد نشر التحالف العنصرية والتنازع والبغضاء بين المكونات المعاديه للحوثي بعد أن كان الناس على كلمة واحدة منذ سقوط صنعاء وهي الخلاص من تلك المليشيات.

لا يستطيع الجيش أو التشكيلات العسكرية الحالية التقدم لمتر واحد إلا بأمر من التحالف، فهؤلاء الخونة ربطوا مصير اليمن ومصير شعبها بالأوامر التي تأتي من الفنادق وأوكار الاستخبارات الخارجية، فمن المستحيل لهذه الجيوش العميلة أن تعلن الحرب وتفتح الجبهات إلا باتصال من أسيادهم هناك.

إذا لم يكن هناك تحرك شعبي وقبلي وكسر للحواجز وانتفاضة مسلحة، والبدء بأشعال الجبهات لدحر الطغيان الحوثي، فلن يكون هناك تحرك من قبل هذه الجيوش المرتبطة بالممول، فالجيوش الخاويه التي لا دور لها غير الارتزاق وحماية عروش الطغاة والمجرمين، لا ترجو منهم خيرا.

بعضهم يظن إن من قتل أطفال غزة وأبادهم بكل صفاقة، سوف يحرر صنعاء، فهذا وهم وقلة وعي! فالإمريكان حريصون على بقاء الحوثيين في اليمن، مهما أظهروا من عداء اتجاههم، حتى لا يحل مكانهم نظام إسلامي مستقل يرجوه اليمنيون، يقطع حبال هيمنتهم ويفسد عليهم أطماعهم ومكائدهم. وإن قرروا التضحية بالحوثيين فسيؤمنون بديلا لهم يخدم أجنداتهم في الهيمنة على اليمن ولا يبدو ذلك مرجحا في هذه المرحلة.

لا بد أن يكون هناك قاعدة انطلاق، لاجتماع الصادقين لتحرير أرض الإيمان من عصابات المجوس، أما أذا انتظر أهل اليمن التحالف لتحريرها فسيطول الانتظار لمائة سنة للتفكير في الأمر.

وقبل هذا كله لا بد من توعيه الناس، وتبصيرهم على ماذا يكون القتال، ولأجل من وفي سبيل من، وإذا لم يكن هناك قتال من أجل الإسلام ونصره الدين فلن يكون هناك نصر يعتبر، فإذا كان القتال من أجل الديمقراطية والدولة المدنية التي يرضى عنها الغرب وسقوط طاغوت واستبداله بطاغوت أقل منه ضررا فليس هذا المراد من القتال، لأن القتال يكون لإعلاء كلمة الله وتطبيق شريعته وإقامة نظام إسلامي يقيم الإسلام ويدافع عن المسلمين وينشر العدل ويحارب الظلم وينصر المسلمين في كل مكان ويعيش المسلم عزيزا كريما غير خاضع لكافر ذليل حقير.
وهذا ما يليق بيمن الإيمان والحكمة والأنصار.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا