وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإنه من المتوقع أن يكون 12% من “النازحين قسراً وعديمي الجنسية” من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 1444/1445هـ (2024).
ويرجع هذا، في الجملة، إلى الحروب والأزمات الإنسانية والكوارث البيئية.
ومن الأسباب الحديثة للنسبة المذكورة الحرب في السودان، وتداعيات الكوارث كالزلازل في تركيا وسوريا والمغرب وفيضان ليبيا.
جدير بالذكر أن هذه النسبة لا تشمل ملايين الفلسطينيين الذين نزحوا منذ عام 1367 هـ (1948م).
الأطفال يشكلون أغلبية سكان مخيم الزعتري للاجئين
وفي مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، يشكل الأطفال 50% من سكان المخيم البالغ عددهم أكثر من 80,000 نسمة.
سعاد، هي امرأة سورية تبلغ من العمر 21 عامًا وتعيش في المخيم، قالت “إن تربية طفل في المخيم أمر صعب، بسبب محدودية الموارد الأساسية مثل الملابس وحليب الأطفال”.
لفترة قصيرة في عام 1434 هـ (2013م)، كان الزعتري يُعتبر رابع أكبر مدينة في الأردن، وذلك لوجود أكثر من 200 ألف شخص من سوريا يعيش فيه في ذلك الوقت.
انخفض عدد سكان مخيم اللاجئين الذي مضى على وجوده 11 عاماً منذ ذلك الحين، ولكن مع عدم وجود مؤشرات على انتهاء الصراع في سوريا المجاورة، يظل مخيم الزعتري أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط، وواحد من أكبر المخيمات في العالم، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
النزوح قدر عالمي
وذكرت الـUNHCR، أنه من المتوقع أن ينزح ما يقدر بنحو 131 مليون شخص حول العالم في خلال العام الحالي.
ومن بين إجمالي 131 مليون شخص متوقع نزوحهم، تشير التقديرات إلى أن عدد النازحين داخلياً منهم سيبلغ 63 مليون شخصاً، في حين يتوقع أن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين والنازحين خارجياً 57 مليون شخص.
وسيشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من النازحين، كما هو الحال في مخيم الزعتري.
السوريون الأكثر لجوءًا
غالبية اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم من سوريا.
ويوجد أكثر من 5.3 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر وشمال إفريقيا فريقيا.
كما يوجد ما يقرب من 560 ألف لاجئ سوري في ألمانيا، والتي يتواجد بها أكبر عدد من اللاجئين السوريين في أوروبا.
ولا تشمل هذه الأرقام حوالي 6.8 مليون نازح داخليًا لا يزالون في سوريا.
كابوس مخيم الأزرق
يوصف مخيم الأزرق، وهو مخيم للاجئين السوريين في الأردن، بأنه “مخيم بائس وشبه فارغ يخضع لسيطرة مشددة، ويتكون من مناطق متماثلة تقيد النشاط الاقتصادي والحركة”.
وقد وصفه اللاجئون بأنه “سجن في الهواء الطلق”، وقال عنه مراقبون أنه “كابوس بائس”.
معاناة اللاجئين الفلسطينيين عبر الأجيال
بعد مرور خمسة وسبعين عامًا على بدء التهجير الجماعي للفلسطينيين، يعيش حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يعيش حوالي 1.5 مليون لاجيء فلسطيني في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى أعداد أقل تقيم في بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وطبقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي تشرف على مخيمات الفلسطينيين، فإن “الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المخيمات سيئة عموماً، مع ارتفاع الكثافة السكانية، وظروف المعيشة المزدحمة، وعدم كفاية البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والصرف الصحي.”
على سبيل المثال، فإن ما يقرب من 488 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان لا يحملون جنسية.
وبالتالي فإن “قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الصحية العامة أو التعليم أو الاقتصاد الرسمي محدودة للغاية”، وفقاً لمركز أبحاث معهد سياسات الهجرة (Migration Policy Institute).
ويعيش ما يقرب من 45% منهم في المخيمات.
ووفقاً لمنظمة أنيرا غير الحكومية (Anera)، “في بعض المخيمات اللبنانية، عندما تهطل أمطار الشتاء، تصل مياه الصرف الصحي الخام إلى منازل الناس”.
في عام 1433/1434هـ (2012م)، وجدت دراسة أجرتها دورية “ذا لانسيت” الطبية لتقييم الوضع الصحي والمعيشي للاجئين الفلسطينيين المقيمين في هذه المخيمات، أن 31% منهم يعانون من حالات طبية مزمنة.
أما بالنسبة للوضع في غزة قبل شن الاحتلال لحملة الإبادة الأخيرة، فقد بلغت نسبة الفقر ونسبة المعتمدين على المساعدات فيها ما يزيد عن 80%.
وكانت نسبة البطالة قد وصلت إلى 47% في 24 محرم 1444 هـ (أغسطس 2022م).
لاجئون حتى حين
على الرغم من رغبة الكثير من اللاجئين في العودة إلى بلادهم، إلا أن انعدام الأمن يظل حائلاً بينهم وبين تحقيق هذا الحلم.
وفيما يرغب آخرون بالاستقرار في أماكن أخرى، إلا أنهم عالقون في المخيمات حتى إشعار آخر.
وكالات الأنباء
اترك تعليقاً