تجري حاليا جهود الإنقاذ والإغاثة في شمال غرب ميانمار وبنغلادش المجاورة بعد أن ضرب إعصار “موكا” الشاطئ، حيث قالت منظمة إنسانية تعمل في المنطقة المتضررة إن المئات قتلوا ودمرت أجزاء من مخيمات الروهينجا.
وقال سكان وجماعة إغاثة ووسيلة إعلامية يوم الثلاثاء إن عددا كبيرا من مسلمي الروهينجا قتلوا في ميانمار نتيجة الإعصار وتعذر الوصول إلى العديد من المناطق.
ووصل الإعصار، وهو أحد أقوى الأعاصير التي تضرب المنطقة على الإطلاق، إلى اليابسة يوم الأحد بين سيتوي في ولاية راخين في ميانمار وكوكس بازار في بنغلادش، حيث فر نحو مليون شخص معظمهم من الروهينجا المسلمين بعد حملة الإبادة الوحشية عام 1438هـ (2017م).
وتعد منطقة غرب ميانمار موطنا لمئات الآلاف من الروهينجا، وهي الأقلية المسلمة المضطهدة التي رفضت الحكومات المتعاقبة الاعتراف بها وتعرضت لإبادة وحشية قتل فيها الكثير وشرد عدد أكبر.
ومساء الاثنين، أعلن النظام العسكري في ميانمار ولاية راخين التي تشهد نزاعات، والتي لا يسيطر عليها بشكل كامل، “منطقة منكوبة”، بعد أن أسقطت رياح قوية تصل سرعتها إلى 250 كيلومترا في الساعة (155 ميلا في الساعة) الأشجار وأبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية واقتلعت أسطح المباني.
كما تسببت الأمطار الغزيرة والعواصف التي تراوحت بين 3 و 3.5 متر (10-11.5 قدم) في فيضانات واسعة النطاق في المنطقة المنخفضة، حيث قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) إنه كان هناك دمار واسع النطاق في سيتوي وحولها.
وقال في تحديث يوم الاثنين: “تشير التقارير الأولية إلى أن الأضرار واسعة النطاق وأن الاحتياجات بين المجتمعات الضعيفة بالفعل، وخاصة النازحين، ستكون مرتفعة”، مشيرا إلى أن الاتصالات مع المنطقة كانت صعبة.
تظهر صور الأقمار الصناعية من ماكسار تكنولوجيز Maxar Technologies الأضرار التي لحقت بالمباني والبنية التحتية في سيتوي نتيجة للإعصار. تم التقاط الصورة العلوية في شهر رجب 1444هـ (فبراير 2023م) والجزء السفلي بعد إعصار موكا.
وكان أكثر من مليوني شخص يعيشون في مسار الإعصار، بما في ذلك المئات والآلاف من الروهينجا الذين بقوا في راخين في أعقاب حملة الإبادة في عام 1438هـ (2017م) حيث كانوا يعيشون في مخيمات بائسة مع قيود صارمة على حركتهم.
وقالت منظمة شركاء الإغاثة والتنمية التي تعمل في راخين إن معارف الروهينجا الذين يعيشون بالقرب من سيتوي أبلغوهم أن مخيماتهم دمرت تقريبا وإن تقارير أولية أخرى “تحسب عدد القتلى بالمئات”.
وقال أونج كياو مو، وهو ناشط من الروهينجا ومستشار وزارة حقوق الإنسان في حكومة الوحدة الوطنية، على تويتر إن عدد القتلى في سيتوي وحدها بلغ 400. وشارك مقطع فيديو للمباني التي سويت بالأرض، لكنه لم يخض في التفاصيل.
وتداولت حسابات الناشطين على مواقع التواصل صورا وتفاصيل لنتائج الإعصار المدمرة.
وعانى الناس في راخين سنوات من الصراع والنزوح، حيث يطالب كل من الجيش ورابطة أراكان المتحدة، الجناح السياسي لجيش أراكان العرقي، بالسيطرة الإدارية في الولاية.
ونشرت صحيفة جلوبال نيو لايت أوف ميانمار التي تديرها الدولة تقريرا في عددها الصادر يوم الاثنين يظهر قائد الجيش الجنرال مين أونج هلاينج في اجتماع طارئ للجنة الكوارث الطبيعية.
تشير التقارير الواردة من المنظمات غير الحكومية إلى أن الإعصار تسبب في أضرار جسيمة للمخيمات المؤقتة حيث يضطر العديد من الروهينجا في الولاية للعيش فيها.
وقال قائد الانقلاب إنه “من الضروري مد يد العون لجميع مواطني ميانمار دون ترك أحد”. وميانمار لا تعتبر الروهينجا مواطنين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الثلاثاء أن الجنرال زار سيتوي لكنها لم تذكر سقوط ضحايا وفقا لوكالة رويترز للأنباء. واتهمت التقارير الإعلام الحكومي بالتستر على خبر سقوط ضحايا.
وقال أحد سكان المنطقة الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب مخاوف على سلامتهم كان قد زار القرى المتضررة: “هناك أيضا الكثير من المفقودين من العاصفة”. لم نتلق أي مساعدة حتى الآن”.
وقال اثنان آخران من السكان اتصلت بهما رويترز إن عددا كبيرا من الأشخاص قتلوا كما قال مصدر دبلوماسي مطلع على الوضع لم يقدم تفاصيل.
وتم إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص في ميانمار وبنغلاديش إلى ملاجئ قبل الإعصار.
وبينما يبدو أن المخيمات في بنغلادش نجت من أسوأ ما في الإعصار، وردت تقارير يوم الثلاثاء عن نشوب حريق في إحدى المستوطنات المكتظة بالسكان.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن نحو 6 ملايين شخص في المنطقة كانوا بالفعل بحاجة إلى مساعدات إنسانية قبل العاصفة، من بينهم 1.2 مليون شخص نزحوا داخليا بسبب الصراع العرقي.
والعاصفة واحدة من أسوأ العواصف منذ أن اجتاح إعصار نرجس أجزاء من جنوب ميانمار وأودى بحياة نحو 140 ألف شخص في عام 1429هـ (2008م)
______________________
المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال على الجزيرة بعنوان:
Cyclone Mocha may have killed ‘hundreds’ in Myanmar’s Rakhine
ومقال لوكالة رويترز بعنوان:
Many Myanmar Rohingya Muslims killed by cyclone – residents, aid group
وحسابات الناشطين على مواقع التواصل
اترك تعليقاً