نشر ناشط على منصة إكس (تويتر سابقا)، سلسة تغريدات تلخص حياة السودانيين إبان الحرب، جاء فيها:
أصبحنا نعلم أن هناك حرب في السودان مستمرة قرابة ثماني أشهر، وكذلك تحدثنا كثيراً عن الجرائم والإنتهاكات التي تُمارس على المواطنين الأبرياء من قبل مليشيا الدعم السريع، هذه المرة سنتطرق الى تفاصيل أخرى عن معاناتنا وحياتنا مع الحرب.
في البدء إذا كنت لا تعلم ماذا يجري في السودان يمكنك الإطلاع على هذا الثريد فيه شرح مبسط عن الحرب في السودان.
كذلك اذا كنت لا تعلم الجرائم والانتهاكات التي مارستها مليشيا الدعم السريع على المواطن السوداني يمكنك الإطلاع على هذا الثريد:
منذ أن اندلعت الحرب في 15 إبريل 2023م أصبحت حياة معظم السودانيين كالجحيم، الملايين فقدوا منازلهم ووظائفهم وممتلكاتهم وأصبحت حياتهم بين ليلة وضحاها مجهولة لا يعلمون إلى أين يذهبون.
بعض المشاكل والمصاعب التي تواجه الشعب السوداني حاليًا:
▪️ تدهور النظام الصحي.
▪️ المشاكل الاقتصاية والمادية.
▪️ السكن وصعوبة توفره وغلاء اسعاره.
▪️ النزوح في الولايات واللجوء في دول الجوار.
▪️ مشاكل التعليم والجامعات.
تدهور النظام الصحي:
أكثر من ثلثي المستشفيات في السودان خرجت عن الخدمة بحسب منظمة الصحة العالمية، وبحسب نقابة أطباء السودان وتحالف أطباء السودان بالمهجر فإن النظام الصحي على حافة الانهيار.
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط إن الإحصائيات الواردة من السودان “صادمة”، مشيرا إلى أن 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات صحية عاجلة، وما يقرب من 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
أكثر من 70% من المستشفيات في العاصمة الخرطوم خرجت عن الخدمة تماماً، وتوجد بعضها تعمل لكن تتعرض للقصف بصورة متواصلة من قبل مليشيا الدعم السريع.
▪️ مرفق بعض الصور لمستشفيات تم قصفها وهي مستشفى النو والأطباء والسلاح الطبي وآخرها مستشفى عوض حسين قصف أول أمس.
بعض المتطوعين من الشباب السودانيين قاموا بعمل غرف طواريء صغيرة في بعض المناطق السكنية التي لا توجد بها مستشفيات، وقاموا بتوفير الأساسيات من أدوية للامراض ومكمدات طبية واسعاف للحالات الحرجة من دون اي مقابل فقط مبالغ رمزية لبعض الأدوية.
▪️ لقاء شبكة @AyinSudan
مع غرفة طواريء أمبدة
يوجد شٌح كبير في توفير الأدوية المنقذة للحياة، يعاني المواطن جداً للحصول عليها، خصوصاً الذين لازالوا موجودين في العاصمة الخرطوم وبعض ولايات دارفور.
ليست ولاية الخرطوم وولايات درافور فقط يعانون من انهيار النظام الصحي، بعض الولايات الآمنة نسبياً من الحرب مهددة بسبب الأوبئة ويفتقدون الى الكثير من الأجهزة الطبية المهمة مثل أجهزة غسيل الكلى وتوجد صعوبة شديدة في توفر جرعات لمرضى السرطان.
حتى الآن تفشى وباء الكوليرا في تسع ولايات بالسودان، مما أصاب أكثر من 5,100 شخص وأدى الى وفاة أكثر من 160، أكثر الولايات تفشي هي ولايتي القضارف و ولاية الجزيرة.
آخر إحصائية يوم 4 ديسمبر من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية:
كذلك يتشفى مرض حمى الضنك توجد مئات الإصابات في ولاية القضارف شرقي السودان، وعشرات الوفيات بحسب وزارة الصحة.
المشاكل الاقتصادية والمادية: من الطبيعي جداً بسبب ويلات الحرب توقفت الشركات والمصانع والمؤسسات الحكومية والخاصة عن العمل، لذلك فقد الملايين وظائفهم واصبحوا بلا مصدر دخل مما سبب تدهور في الأوضاع المادية لكثير جداً من الأسر التي كانت مستورة الحال بعضهم أصبح لا يملك قوت يومه.
اصبح الاعتماد بشكل أساسي على المساعدات من أهاليهم واصدقائهم المغتربين خارج السودان، وكذلك يقوم بعض الشباب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنظمات المحلية بجمع التبرعات وتوصيل مواد غذائية ووجبات طعام الى الأسر التي ليس لها من يعيلها.
قدّر وزير المالية الأسبق إبراهيم البدوي حجم الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية بنحو 60 مليار دولار، وسط توقعات بأن ترتفع لخسائر بشكل كبير في ظل استمرار الحرب. وتوقع أن يتراجع الناتج المحلي بنحو 20 في المئة إذا لم تتوقف الحرب سريعا.
جانب من بعض الدمار الذي لحق بالبنية التحتية بالعاصمة الخرطوم.
المواد الغذائية: هناك شُح كبير في توفر المواد الغذائية نسبة لتوقف كل المصانع داخل الخرطوم عن العمل، لذلك توجد ندرة شديدة وشبه انعدام في المواد الغذائية في عدة مناطق داخل ولاية الخرطوم مع غلاء فاحش في الأسعار.
تتوفر المواد الى حد ما في بعض مناطق أمدرمان لانها تدخل عبر مدينة شندي، عكس مدينة الخرطوم وبحري توجد صعوبة في وصول المواد الغذائية لان جميع الطرق الرئيسية تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع.
بالرغم ان أمدرمان تعتبر هي المنطقة الأكثر أماناً نسبياً مقارنة بمدينة الخرطوم و مدينة بحري نسبة لانتشار الجيش، الا انه يوجد حصار من مليشيا الدعم السريع حول بعض المناطق شرق أمدرمان منطقة الفتيحاب وما جاورها يوجد شٌح كبير جداً في المواد الغذائية والدواء والمياه.
النزوح الى الولايات واللجوء الى دول الجوار السودان يمر بأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وفقاً لأحدث إحصائية صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
بحسب احصائيات رسمية بلغ عدد النازحين داخل السودان وخارجه منذ منتصف أبريل 6.3 مليون شخص، نزح حوالي 5.1 مليون شخص داخل السودان، وقد نزح الأشخاص في 5,473 موقعًا في جميع الولايات الثماني عشرة.
غلاء وصعوبة توفر السكن: نتيجة لهذا الكم الهائل من النازحين توجد مشكلة حقيقية في توفر السكن مع ارتفاع جنوني في أسعار المنازل والشقق، حيث يصل سعر شقة استيديو غرفة واحدة شمال او شرق السودان الى 600 دولار، تتجاوز اسعار بعض المنازل والشقق حاجز 1000 دولار، رغم سوء الخدمات والموقع.
بسبب هذا الغلاء الفاحش الآف الأسر لم يجدوا مكان يذهبوا اليه فقاموا بالذهاب الى مخيمات و مدارس حكومية في الولايات الآمنة، رغم ذلك يجدون مضايقات من الحكومة، واحياناً يتم استخدام القوة لطردهم.
الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على النازحين باحدى المدارس في ولاية القضارف.
لقاء مع سيدة نازحة من الخرطوم الى معسكر حنتوب بولاية الجزيرة تحكي قصة معاناتهم والمشاكل والمصاعب التي تواجههم داخل المعسكر.
دكتورة زهراء يوسف ناشطة في العمل الطوعي تحكي معاناة الأسر النازحين المتواجدين في معسكرات بالمدارس بالولايات.
صور لمخيمات النازحين في وادي حلفا شمال السودان.
كذلك توجد معسكرات لاجئين خارج السودان، مئات الآلاف من السودانيين في دارفور نزحوا الى منطقة أدري في تشاد يعيشون في ظروف أبسط ما يقال عنها سيئة للغاية.
لقاء شبكة @AyinSudan
لحظة وصول اللاجئين السودانيين في أدري – تشاد، بعد ان قطعوا 25 كلم مشياً على الأقدام من ولاية غرب دارفور.
أكثر ثلاثة دول لجأ اليها السودانيين: – دولة تشاد
– دولة جنوب السودان
– جمهورية مصر العربية
دول أخرى لجأ اليها السودانيين لكن لا توجد إحصائيات رسمية: – الممكلة العربية السعودية
– الإمارات العربية المتحدة
أكثر ثلاثة دول لجأ اليها السودانيين: – دولة تشاد – دولة جنوب السودان – جمهورية مصر العربية دول أخرى لجأ اليها السودانيين لكن لا توجد إحصائيات رسمية: – الممكلة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة – دولة قطر –
حتى السودانيين الذين لديهم استطاعة للسفر الى الخارج الآن اصبحوا يواجهون صعوبات كثيرة نسبة لإغلاق المعابر البرية لدولتي (أثيوبيا و أريتريا) في الأيام الماضية، وكذلك توجد صعوبة شديدة في السفر إلى جمهورية مصر نسبة للازدحام الشديد يحتاج الشخص للحصول على التأشيرة حوالي أربعة أشهر.
وكذلك اصبح السفر الى السعودية من السودان عملية طويلة جداً بعد ان تم ايقاف تأشيرة العمرة للسودانيين، يتطلب السفر إلى دولة أخرى لتكملة إجراءات السفارة بالرغم من أنه توجد سفارة سعودية في بورتسودان لكنها لا تعمل نجدد مناشدتنا للسلطات السعودية بضرورة فتحها لمحاولة التخفيف علينا قليلا.
بسبب كل هذه التحديات اصبح السفر خارج السودان شيء شبه مستحيل للكثير من المواطنين في ظل الظروف الراهنة والوضع الصعب كما ذكرنا، وكذلك نسبة لقلة الخيارات المتاحة وفوق كل هذا سيعاني كثيراً لاكمال اجراءاته حتى يصل الى وجهته.
مشاكل التعليم: تسببت الحرب بتجميد النظام التعليمي في الدولة كاملة، وبحسب احصائيات اليونيسيف وجد أنه هناك 19 مليون طفل بدون إمكانية وصول إلى التعليم. وأعربت المنظمة عن قلقها نظرًا إلى أن القطاع من قبل الحرب كان مهددًا بالانهيار.
قامت منظمة اليونيسيف بتوفير منصة تعليم إلكترونية تمكن الأطفال من الوصول إلى التعليم اللازم، ولكن مع عدم استقرار شبكات الاتصالات في مناطق الحرب والأمن على حد سواء جعلها عديمة النفع لغالبية الفئة المستهدفة.
كما أن الأثر قد طال مستويات التعليم العالي، حيث صُدم طلاب الجامعات بتعنت وزارة التعليم العالي وإصدارها لبيان بإغلاق الجامعات حتى أكتوبر بعد أن عملت الهياكل الطلابية بمفردها على محاولة إيجاد الحلول لضمان استمرار العملية التعليمية بل وأجازت عقوبات للجامعات التي ستستمر بالدراسة.
وتستمر معاناة طلبة الجامعات ما بين مدراء ووزراء حيث قام عدد مقدر من مدراء الجامعات الخاصة بفرض رسوم خيالية سواء لاستكمال السنة الدراسية أو لاستخراج الاوراق الجامعية بينما كان مدراء الجامعات الحكومية يختلقون المشاكل لحلول الأجسام الطلابية.
أصبح الطلبة والتعليم في السودان يواجه خطرًا حقيقيًا سواء من الحرب أو عدم مسؤولية الجهات القائمة على هذا الشأن، بل أصبحت خصمًا إضافيًا على استقرار العملية التعليمية في البلاد.
ختامًا … حاولت قدر الإمكان الا أطيل عليكم واختصرت الكثير من الأحداث المهمة، ما يجري في السودان حاليًا لا يمكن لاي شخص ان يتخيله، للأسف فوق كل هذا مظلومين من الجانب الإعلامي. أحاول جاهداً أنا وبعض اصدقائي إيصال صوتنا لكل العالم، حزين جداً انه اقتربنا من الثمانية أشهر ولازال الكثير جداً من العرب والمسلمين لا يعلمون ماذا يحدث لدينا. المواطن السوداني يُعاني من جميع الجهات، لا يوجد اي جهة تقف في صفه، دم المواطن السوداني رخيص جداً في نظر الكثيرين. رغم كل شيء أملنا بالله كبير .. ونسأل الله ان ينتقم من كل من تسبب لنا في هذه الحرب، وكل من يدعم ويؤيد إستمرارها ان يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
اترك تعليقاً