نشر الحزب التركستاني الإسلامي في سوريا، فيديو جديد بعنوان : “غزة المخذولة وتركستان الشرقية المنسية”.
سلط خلاله ولمدة 10 دقائق الضوء على واقع غزة وتركستان الشرقية.
وبحسب الفيديو، فإن “قضايا الأمة لا تتجزأ، والواجب أن نتحلى بالوعي الذي نتبصرُ به حقائق الأمور، وأن لا نتأثر بما تنقله الكاميرا فقط؛ فقد أكرم الله غزة بأن سخر لها من يوثق مصابها وآلامها.
قصف وقتل ودمار، خوف وهلع ورعب، دمار شامل وإبادة جماعية، أشلاء الأطفال في كل مكان، قهر الرجال في عيون الآباء، هدم وتدمير للمساجد، حرق وتمزيق للمصاحف، الدخان والغبار يغطي كل شيء. تهجير قصري ممنهج، وتدمير للبنى التحتية، وجثث الشهداء تحت الركام والأنقاض، دماء تغطي الشوارع والخبر والمصاحف!”.
“قضايا المسلمين واحدة.. وصاحب القلب الحي هو الذي تحركه قضية غزة -مثلا- ومآسيها؛ ليعرف واقع المسلمين ومصابهم في الشام والتركستان وبورما والهند والصومال ومغرب الإسلام.” (غزة المخذولة .. وتركستان الشرقية المنسية)
ويطرح الفيديو تساؤلا :”هل أحسسنا بمصاب المسلمين؟ هل أحسسنا بحجم القهر الذي تعيشه الأمهات وهي تحتضن أطفالها أو جزءاً من أشلائهم؟! هل فعلنا ما بوسعنا لنصرتهم؟
كيف لا! ونحن أمة واحدة!”
واستشهد بالحديث النبوي:”عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.”
ويوضح الفيديو:”هكذا يجب أن يكون حال المسلمين، إلا أن ابتعادنا عن هدي نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وطريق أصحابه الكرام وسلفنا الصالح جلب لنا المذلة والمهانة.مع أنّ أجدادنا وأسلافنا رضوان الله عليهم رسموا لنا طريق العزة والإباء، فلو سلكنا طريقهم وجاهدنا في سبيل الله حق الجهاد متمسكين بسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم – لسدنا العالم من جديد”.
ويوصي الفيديو:”أيها المسلمون إن لم تكونوا على استعداد للبذل والتضحية في سبيل نصرة غزة، بالله عليكم كيف ستنصرون غيرهم من الشعوب المسلمة؟! كإخواننا في تركستان الشرقية، الذين يعيشون تحت الاحتلال الصيني الملحد، ويعانون أبشع أنواع الذل والقهر والتعذيب والإبادة الجماعية.. ولا حول لهم ولا قوة.”
وعن غزة يقول الفيديو:”ما زال أهلنا في غزة محاصرون، وكل يوم يضيق الخناق عليهم أكثر فأكثر، ويقصفون بأنواع جديدة من السلاح، كل يوم يهجر المئات بل الآلاف من بيوتهم، ويزداد عدد الشهداء والجرحى، لكنهم صابرون محتسبون، يخوضون معركتهم المقدسة بعزيمة وثبات ويضربون أروع الأمثلة في البذل والتضحية والشجاعة والفداء، مرغوا أنوف اليهود بالتراب وكسروا أسطورة الجيش الذي لا يقهر”.
“مستشعرين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.”
مشاهد من الفيديو عن غزة
وعن غزة أضاف الفيديو:”علم إخواننا المجاهدون في غزة حقيقة المعركة وأنه لا سبيل لتوازن القوى العسكرية بينهم وبين عدوهم، إلا أنهم أخذوا بالأسباب وعملوا على تطوير الأسلحة لديهم على قدر استطاعتهم، واستطاعوا امتلاك زمام المبادرة، فأذهلوا عدوهم وأربكوه، وضربوا بمخططاته ومؤامراته عرض الحائط، وتعاهدوا على الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، حتى يتم طرد آخر عنصر من المحتل الإسرائيلي..أو يموتون دون ذلك”.
“سطروا أروع الملاحم والبطولات، وعلموا العالم أجمع كيف يكون الدفاع عن العقيدة، أشعلوا جذوة الجهاد في قلوب الملايين من المسلمين، وخاصة مسلمي تركستان الشرقية”.
وبعد مقدمة عن حال غزة ينتقل الفيديو لحال تركستان الشرقية.
تركستان الشرقية المنسية
مشاهد من الفيديو عن المجازر التي ارتكبتها قوات الصين الملحدة.
وسلط الفيديو الضوء على حال المسلمين في تركستان الشرقية تحت وطأة الاحتلال الصيني حيث جاء فيه:”حال إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية كحال إخواننا في غزة، فهم محتلون من قبل حكومة الصين النجسة منذ أكثر من سبعين عاما، يعيشون أبشع أنواع القمع والظلم والتعذيب على مرأى ومسمع المسلمين والعالم أجمع، إلا أنهم منسيون تماماً، جريمتهم الوحيدة أنهم مسلمون يشهدون لله بالوحدانية”.
“ما زالت الحكومة الصينية النجسة الملحدة مستمرة بعدوانها على الشعب التركستاني الأعزل دون رقيب أو حسيب، فهي تغيب ملايين المسلمين في السجون المظلمة، تحت مسمى مراكز إعادة التأهيل”.
مشاهد من الفيديو عن تجويع المسلمين حتى الموت
مشاهد من الفيديو عن اعتقال المسلمين ووضعهم بما يسمى مراكز إعادة التأهيل
مشاهد من الفيديو عن حرق المسلمين أحياء
مشاهد من الفيديو عن الإجبار على العمل دون مقابل
مشاهد من الفيديو عن تفريق الأطفال عن أهاليهم قسرياً
إجراءات الاحتلال الصيني
ويتفق توصيف فيديو الحزب التركستاني الإسلامي وما نقلته ووثقته العديد من التقارير والمنظمات الحقوقية بشأن واقع المسلمين في الصين، حيث بدأت الحكومة الصينية بتطبيق مجموعة من القوانين منذ مطلع رجب 1438هـ (نيسان 2017م) يلزم بموجبها موظفو الدولة في الأماكن العامة من بينها محطات الركاب والمطارات، بمنع النساء اللائي يغطين أجسادهن بشكل كامل بما في ذلك وجوههن، من الدخول إلى هذه المرافق، وإبلاغ الشرطة عنهن.
وأفادت تقارير بأن السلطات الصينية أمرت الإيغور بتسليم جميع المصاحف وسجّادات الصلاة أو غيرها من المتعلقات الدينية، وإلا سيواجهون “عقوبة”، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مصادر إيغورية بالمنفى عام 1438هـ (2017م).
وجاء ذلك، ضمن قيود جديدة في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في إطار ما وصفته بكين بحملة ضد التطرف.
وشملت الإجراءات منع إطلاق اللحى وارتداء النقاب في الأماكن العامة ومعاقبة من يرفض مشاهدة التلفزيون الرسمي.
ومنذ عدة سنوات يخضع الإقليم لمراقبة مكثفة، من كاميرات منتشرة في كل مكان إلى بوابات أمنية في المباني وانتشار واسع للجيش في الشوارع وقيود على إصدار جوازات السفر.
وتتهم دراسات غربية تستند إلى وثائق رسمية وشهادات لضحايا وبيانات إحصائية، بكين بأنها تحتجز في معسكرات ما لا يقل عن مليون شخص، معظمهم من الإيغور، وبإجراء عمليات تعقيم وإجهاض “قسرا”، أو بفرض “عمل قسري”.
يقول أكاديميون ونشطاء في منظمات غير حكومية إن تدابير تنظيم الولادات الصارمة في شينجيانغ (تركستان الشرقية) منذ عام 1438هـ (2017م) (بما في ذلك فرض حصص تعقيم والإجبار على وضع لوالب منع الحمل) هي جزء من محاولة متعمدة لتقليل مواليد الأقليات الإتنيّة.
وتقول صحيفة نيويورك أنه عندما تحدث الإيغور المتواجدون في الخارج عن انتهاكات السلطات في شينجيانغ (تركستان الشرقية)، استهدفت الصين عائلاتهم في الوطن، وحكمت على أقاربهم بالسجن لفترات طويلة واستخدمت وسائل الإعلام الحكومية والدبلوماسيين الصينيين البارزين للتنديد بالنشطاء وادعت أنهم “كذابون ومحتالون”.
يقول الكاتب “محمد إركن البتكن” في مقالة له بعنوان “اضطهاد المسلمين التركمان في تركستان الشرقية”:”لقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ماضية، وأتلفوا 730 ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت شعار محاربة “مخلفات الماضي”.. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية تحت شعار “الإصلاح الزراعي” وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد وكانت هذه عادة المسلمين في بناء المدارس وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين رماو، وأغلقوا 29 ألف مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى سكنات عسكرية واسطبلات ومجازر، وقبضوا على 54ألف إمام وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر الخنازير”.
إن سياسة الانفتاح التي تطبقها الإدارة الصينية في تركستان الشرقية تستهدف فتح الطريق أمام إسكان الصينيين، ونهب ثروات البلاد الطبيعية، وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلى داخل الصين، وأخيرا القضاء على الشعب التركستاني المسلم بصهره في المجتمع الصيني صهرا كاملا وطمس معالم الإسلام عنده..
حريٌّ بكل مسلم أن يفكر بنصره إخوانه المستضعفين هناك، ويعمل ما بوسعه لتحريرهم من قيود الظلم والاحتلال، وأقل هذه النصرة هو إيصال صوتهم وتبيان حالهم للعالم الخارجي والدعاء لهم بأن ينصرهم الله ويفرج عنهم.
نداء من تركستان الشرقية
وقد أطلق التركستانيون نداء لإخوانهم المسلمين عبر الفيديو الجديد، جاء فيه:”إخواني المسلمين مع كل ما سبق من جهود مضنية في سبيل القضاء على الإسلام هناك فإن حرص المسلمين هناك على إسلامهم يزداد يوما بعد يوم، وما يبذله رجال العلم هناك في سبيل تعليم الشعب أحكام دينه وقواعده وأخلاقه يلحظه كل متابع لأخبارهم.. فلنمد لهم يد العون والمساعدة، ولنرفع أكف الضراعة إلى المولى القدير بأن يزيل كربتهم، ويعيد لهم حقهم في الاستقلال الكامل، وأن يقهر عدوهم الشيوعي الذي عاث في الأرض علوا وفسادا..فإنه نعم المولى ونعم النصير”.
“يجب على كل واحد منا أن يحمل هم الأمة، أعجزنا أن نكون مثل ذلك العصفور الذي بدأ يحمل الماء ويرش بها على النار التي ألق فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام آخذ دوره في نصرة الحق والدفاع عن أهله. إذا استمرينا في خذلان المسلمين المستضعفين في كل مكان ولم ننصرهم بكل ما أوتينا من سعة وقوة سيلحقنا العار والهوان، وسيعاقبنا الله سبحانه وتعالى، وهم منصورون لا يضرهم من خذلهم. ومن قتل منهم فقد رحل إلى جوار ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.”
تقرير شهد الشافعي، تحرير “وصل”.
اترك تعليقاً