غزة الكاشفة

thumbs b c 5064b74e54b9c8b70a0bb8b819dc9929

منذ ما يزيد عن عام وأربعة أشهر، والحال في غزة لم يتغير، بل يزداد سوءا، فتلك البقعة من الأرض تنام على ما تصحو عليه وتصحو على ما تنام عليه، واللون الأحمر الذي صبغتها به مجازر عدو غاشم هو الطاغي.
والعالم أبكم وأصم، فقد أكل أصنام “حقوق الإنسان، والمرأة، والطفل، بل وحتى الحيوان” التي يدعو الناس جميعا لعبادتها!

فتلك الأصنام لا تخرج إلا لسلب حقوق المسلمين في الدول التي يشكلون فيها أقلية، أو لاستباحة أراضي المسلمين لأجل الأقليات غير المسلمة!

المخيمات

ذلك الجحيم الذي يحياه أهل غزة؛ حجيم حارق في الصيف، وزمهرير قاتل في الشتاء ذاك الذي أدى لوفاة الأطفال بداخلها من شدة البرد ومن مطر الشتاء، والله وحده يعلم متى ينتهي ذلك الكابوس.
تقول إحدى النازحات في قطاع غزة: “نحن نسكن الشارع جميعا، الخيمة مجرد كابوس مرير، يزيد علينا حر الصيف، ولا يحمينا برد الشتاء ولا حتى ماء المطر، فبعد فصل الصيف وشدة حرارة الشمس، أصبحت الخيام النايلون مجرد قطع ممزقة مهترئة، عند أول نزول مطر، تمزقت تماما وأصبحت السماء هي سقفنا. فضلا عن انعدام الأمان وانعدام الخصوصية أو الستر، حتى إسناد الظهر مجرد رفاهية مستحيلة المنال بداخلها!”.

المجازر

أصبحت كلمة مجزرة مجرد كلمة عادية وخبر يومي عابر على آذان العالم أجمع حيث لم يترك الاحتلال الصهيوني “الإرهابي” الغاشم وسيلة إبادة لم يجربها على المدنيين العزل في غزة، قتل بكل الطرق والوسائل وبأشدها وأفظعها، فرؤية الأشلاء الممزقة والأطراف المقطعة والدماء الجارية أصبحت عادة يومية للعالم كله. حتى البنايات لم تنجو رغم هجران أهلها لها وأنها لا تعدو عن كونها بيوت خاوية إلا أن الحقد الأسود لم يتركها، وبات من الواضح أنه قد عزم على ألا ينهي الحرب إلا وكل بيوت غزة مقصوفة مدمرة، فهذا الاحتلال “الإرهابي” إنما هو عدو للحياة ولكل دلالة عليها.

وليس خافيا على أي إنسان، سلاح التجويع، الذي يسنه الاحتلال على رقاب أهل غزة في ظل صمت عالمي مخز، وليس خافيا منع دخول الوقود والدواء، ولم لا، فقد قصف مرارا المستشفيات وقتل من فيها من المرضى والعاملين في القطاع الطبي والنازحين، ولم يجد حتى من يرفع في وجهه أصابع الإتهام!

تلك هي غزة الأبية، الكاشفة، الفارقة، وصمة العار التي لن تمحى عن جبين البشرية والإنسانية. كاشفة زيف الغرب وكاشفة عوره وسوأته. فبالفعل قد سقط النظام العالمي أخلاقيا وبدى زيفه وخداعه جليا ولم تعد أطروحاته العبثية تخدع أي إنسان، فقد سقطت شرعيته عند كل عاقل ومجرد أيام قلائل وسيسقط كله ويتداعى بنيانه وينهار على رؤوس أربابه؛ وإنا لنراه قريبا.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا