تداول نشطاء عريضة إلى الرئيس بايدن جاء فيها: أطلقوا سراح الدكتورة عافية صديقي، ندعو الرئيس جو بايدن إلى منح العفو للدكتورة عافية صديقي والسماح لها بالعودة إلى عائلتها بعد سنوات طويلة من السجن الجائر والمعاناة الشديدة.
الدكتورة عافية صديقي، وهي مواطنة باكستانية تحمل شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب الإدراكي، محتجزة في السجون الأميركية لما يقرب من عقدين. وقد حُكم عليها بالسجن لمدة 86 عامًا على خلفية حادثة يُعتقد على نطاق واسع أنها مبنية على اتهامات كاذبة.
تعد قضيتها واحدة من المآسي المؤلمة التي خلّفتها “الحرب على الإرهاب”، تلك الحقبة التي اتسمت بظلمٍ عميق لا يزال ينعكس سلبًا على علاقات الولايات المتحدة مع الأمة الإسلامية حول العالم.
في 27 محرم 1424هـ (30 مارس 2003م)، تم تسليم الدكتورة عافية إلى وكالة الاستخبارات المركزية مقابل مكافأة مالية، واحتجزت بتهمة الاشتباه في تورطها بالإرهاب.
أثناء اعتقالها، قُتل طفلها الأصغر سليمان، الذي كان يبلغ من العمر ستة أشهر فقط، بعدما سقط على رأسه. كما أُخذ طفلاها الآخران، وكلاهما يحمل الجنسية الأميركية، منها. مريم، التي كانت تبلغ ثلاث سنوات آنذاك، جرى تبنيها قسرًا من قبل عائلة في أفغانستان وأُطلق عليها اسم فاطمة، في حين سُجن ابنها أحمد، الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات.
وقد احتُجز الطفلان في الأسر لمدة خمسة وسبعة أعوام على التوالي، وتعرضا لصدمات نفسية هائلة قبل أن يتم إنقاذهما.
في غضون ذلك، نُقلت الدكتورة صديقي إلى قاعدة باغرام الجوية، حيث تعرضت للتعذيب لمدة خمس سنوات. تلا ذلك كابوس من الظلم: إذ حُوكمت في الولايات المتحدة بتهمة مزعومة بمحاولة إلحاق الأذى بأفراد أميركيين، رغم أنها كانت الضحية الوحيدة التي أُطلقت عليها النار (مرتين) أثناء الحادثة في غزني بأفغانستان.
حكمها القاسي بالسجن لمدة 86 عامًا يتناقض بشكل صارخ مع الجرائم العديدة الأخرى في حرب الإرهاب، والتي لم تلقَ أي عقوبة تُذكر رغم فداحة أضرارها.
إلى جانب التعذيب الذي تعرضت له في باغرام، خضعت الدكتورة صديقي لمزيد من الانتهاكات خلال فترة احتجازها في مركز “إف إم سي كارزويل”، حيث قضت 14 عامًا في الحبس الانفرادي الإداري، وهي أطول فترة تقضيها أي امرأة في النظام الفيدرالي الأميركي. وقد شابت فترة عزلها تقارير عن تعرضها للاعتداء الجنسي والاغتصاب داخل السجن، مما أكدته إدانات لـ13 موظفًا بتهم إساءة جنسية في “كارزويل”.
لم تحصل الدكتورة صديقي على أي رعاية طبية ذات معنى، ولم تُعالج من اضطراب ما بعد الصدمة الذي تعاني منه بسبب سنوات التعذيب والعزل. ولم تُمنح حتى فرصة تلقي الدعم الديني، على الرغم من استعداد الإمام عمر سليمان لخدمتها دينيًا. أما شقيقتها، الدكتورة فوزية صديقي، طبيبة الأعصاب المتخرجة من جامعة هارفارد، فقد أبدت استعدادها لتوفير الرعاية الطبية والإشراف اللازم الذي تحتاجه عافية بشدة عند إطلاق سراحها.
اترك تعليقاً