دعت الصين في وقت سابق من هذا الشهر مندوبين من منظمة التعاون الإسلامي – التي تضم 57 دولة- للزيارة، لترويج روايتها الوردية المزعومة حول السلام والازدهار الذي يتمتع به الأويغور ذوو الأغلبية المسلمة في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد.
ويبدو أن البروباجندا – التي تهدف للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية لقمع بكين للأويغور والذي وصف بالإبادة الجماعية – قد أتت ثمارها.
وقال وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي 6 صفر 1445 هجرية (22 أغسطس 2023)، أن البعثة سافرت إلى أوروموتشي وسانجي و قزلسو قرقیز وكشغر وشاهد أفرادها معرضاً عن مكافحة الإرهاب وإعادة تأهيل المتطرفين وقامت بزيارة مشاريع للتنمية الريفية.
كما أضاف أن أفراد البعثة زاروا عدة أسر من الأويغور وقاموا بالصلاة في أحد المساجد بصحبة بعض المسلمين.
وأشاد ضياء الدين بامخرمة، رئيس الوفد والممثل الدائم لجيبوتي لدى منظمة التعاون الإسلامي، بـ “ازدهار وتطور منطقة شينجيانغ الصينية في ظل الحوكمة الرشيدة” خلال الزيارة، وفقًا لتقرير إعلامي صيني.
وقال سيد محمد فؤاد شير، المندوب الباكستاني، إن الزيارة أظهرت “التحول الملحوظ” في شينجيانغ، مضيفًا أنها “ستساعد على معالجة المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالمنطقة”، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس الباكستانية.
وعلق عضو آخر في منظمة التعاون الإسلامي، لم يتم ذكر اسمه، على “انفتاح وشمولية شينجيانغ والابتسامة على وجوه الناس من جميع المجموعات العرقية”.
ولم تتخذ المنظمة أي خطوات لمعالجة الانتهاكات في شينجيانغ، على الرغم من أن ميثاقها ينص على أنها تسعى إلى “حماية الحقوق والكرامة والهوية الدينية والثقافية للمجتمعات والأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء”.
وقال إركين أكرم، الأستاذ المشارك في السياسة الخارجية الصينية في جامعة هاسيتيب في أنقرة، تركيا، إن منظمة التعاون الإسلامي لديها واجب أخلاقي للتعبير عن المخاوف بشأن معاناة المسلمين في جميع أنحاء العالم وتقديم الدعم للأويغور.
وقال : “إن دعم منظمة التعاون الإسلامي للصين ينتهك ميثاقها ويصادم عقائد أساسية في الإسلام.”
وقال تنغ بياو، -المحامي الصيني والناشط في مجال حقوق الإنسان المقيم في الولايات المتحدة- : “إن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم يؤثر على الدول الأخرى، وخاصة النامية منها، لدعم سياساته من خلال الاستثمار والتجارة”
ووقعت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، باستثناء ثلاثة دول، مذكرات تفاهم للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، وهو برنامج القروض والبنية التحتية الطموح الذي أطلقه الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي يهدف إلى ربط آسيا بإفريقيا وأوروبا عبر الشبكات البرية والبحرية لتعزيز التكامل الإقليمي من خلال زيادة التجارة وتحفيز النمو الاقتصادي.
وقال تنغ أن : “العديد من الدول الإسلامية تقع تحت ضغط الحزب الشيوعي الصيني تمامًا، ومن ثم تساعد الحكومة الصينية على التحدث عن سياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ أو الموافقة عليها أو حتى الإشادة بها”. “وراء ذلك يوجد في الواقع الإكراه الاقتصادي والضغط السياسي”.
وأضاف أن الحكومة الصينية تستخدم دعاية خارجية واسعة النطاق ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة لخلق “مظاهر كاذبة”، كما هو الحال أثناء زيارات الوفود إلى أماكن مثل شينجيانغ، والتي يتم تنسيقها بعناية.
وقال أن “الحكومة الصينية تقوم بشراء ذمم بعض الدول من خلال المساعدات الاقتصادية، بما في ذلك إلغاء ديون العديد منها؛ لذلك، تضع حكومات هذه الدول بعض المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية فوق الدين والقيم”.
اترك تعليقاً