كانت بداية الأحداث التي أدت إلى مغادرة إرسين إركينولي لمنزل والديه والبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن قبضة الصين، كانت زيارة تفتيش مفاجئة لمنزل جيرانه في رمضان 1438 هـ (2017).
“وصل ممثلو لجنة القرية إلى منزل الجيران في الساعة الثالثة صباحاً. وتفاجأت بأنهم لاحظوا أن الجيران كانوا يتناولون الطعام في ذلك الوقت”.
وبدأ إركينولي يفكر”هل سيكون من المستحيل الصيام في شهر رمضان؟”
وذات مرة سألت السلطات والديه إذا كانا قد تزوجا وفقًا للشريعة الإسلامية، وإذا كان أطفالهما يصلون “الصلاة”، وتساءلت عن الأماكن التي زاروها. الإجابة الخاطئة ب”نعم” على أي من هذه الأسئلة قد تؤدي إلى اعتبار الأسرة “متطرفة” ونقلها إلى معسكرات “إعادة التعليم”.
قرر إركينولي السفر إلى كازاخستان موطنه الأصلي هرباً من القمع الذي تمارسه الصين على الأويغور وغيرهم من الأقليات العرقية المسلمة ولكنه قرر أيضاً أن يسافر بدون توديع والديه لتوقعه أن الأمر سيكون من الصعوبة بمكان.
عند وصوله إلى كازاخستان لم يحتج إركينولي إلى الكثير من الوقت حتى يدرك أنه ليس بمأمن في أرض أجداده. قام صاحب السكن الذي نزل فيه بإبلاغ ((لجنة الأمن القومي)) بوجوده وأنه صيني وبالفعل حضر مسؤولون للتحدث مع إركينولي الذي جلس معهم قرابة الساعة ليشرح لهم مدى تعقد الوضع السياسي في الصين.
بعد ذلك”كانوا يتصلون بي كل يوم ويمطرونني بالأسئلة: “أين أنت؟ نحن بحاجة إلى التحدث أكثر”. “حاولوا الوصول إلي عن طريق أشخاص آخرين … ثم ذهبت إلى مدينة تالديكورغان جنوب شرق البلاد. وبقيت هناك مدة ولكن أشخاصًا مختلفين ظلوا يتصلون بي. كنت خائفًا”.
شعر إركينولي أن كازاخستان تدعم سياسة الصين القمعية تجاه المسلمين. وقال إن رفض كازاخستان منح حق اللجوء لأقارب بعض معارفه “أكد ذلك”.
ونتيجة للضغط المستمر قرر إركينولي بعد ستة أشهر من وصوله مغادرة كازاخستان.
تنقل إركينولي بين الجول الأوروبية إلى أن حط رحاله في أوكرانيا والتي خرج منها إلى بولندا عقب الغزو الروسي وتم أخذ بصماته وتسجيله تمهيداً للنظر في طلب لجوءه.
ولكن تحطمت آمال إركينولي بالمكوث في بولندا لما رأى “أشخاصاً من أوزبكستان والشيشان وأفريقيا ينتظرون سبع أو ثماني سنوات للحصول على اللجوء، مع إعادة بعضهم إلى بلدانهم.”
فغادر بولندا وذهب إلى ألمانيا حيث حاول مجدداً الحصول على اللجوء ولكنهم أرادوا إرجاعه إلى بولندا فتنقل بين الدول وتمكن من الدخول خلسة إلى ألمانيا مرة أخرى وظل فيها إلى أن قبض عليه وأُعيد إلى بولندا.
قال إركينولي “سُمح لي بالاستئناف ضد قرار إدارة الهجرة البولندية برفض وضعي كلاجئ. وإذا لم يتم قبولي، فسيتم إعادتي إلى الصين”.
وقال أنه يعتقد أن “الموت ينتظره” في الصين، وأن حقوقه لا تحظى بالحماية في بولندا، كما يبدو له أن المسؤولين البولنديين يفتعلون “أسباباً مختلفة” لرفض طلب اللجوء الذي قدمه.
اترك تعليقاً