في هذا العام، تم تهجير حوالي 30 ألف فرد من الروهينجا قسراً من ماونغداو وبوثيدونغ بسبب تصاعد الصراع بين جيش أراكان والمجلس العسكري. ويسعى هؤلاء الأفراد حالياً إلى اللجوء المؤقت في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش. ومن المؤسف أن أكثر من 2500 من الروهينجا لقوا حتفهم في الاشتباكات في ولاية راخين، بينما لقي آخرون حتفهم أثناء محاولاتهم اليائسة للفرار، وخاصة على طول نهر ناف.
صبي من الروهينجا توفي في هجوم لجيش أراكان
يتعرض العديد من أفراد الروهينجا للاعتقال التعسفي من قبل جيش أراكان، مما أدى إلى تحويلهم إلى رهائن. وفي بعض الحالات، يتم استخدامهم كدروع لحماية جيش أراكان. بالإضافة إلى ذلك، يُجبر بعض أفراد الروهينجا على الانضمام إلى جيش أراكان والمجلس العسكري في الوقت الحاضر.
لقد عانى محمد ثابت، أحد الصبية الذين جندهم جيش أراكان قسراً، من القتال لأيام عديدة. لقد كان يخشى الموت الوشيك إذا بقي في المنطقة لفترة طويلة. ونتيجة لذلك، حاول الهروب من قاعدة جيش أراكان ولجأ إلى أماكن مختلفة من أجل سلامته وحمايته. وخلال هروبه، كان برفقته آخرون عندما تعرضوا لكمين من جيش أراكان. وقد أُطلِقَت عليهم قذائف المدفعية، مما أسفر عن مقتل العديد من الأفراد على الفور، وأصيب محمد برصاصة في ظهره.
وقال محمد ثابت:
“قد تتلاشى ندبتي، لكن الصدمة والكوابيس التي عانيتها ستظل تطاردني إلى الأبد حتى أنفاسي الأخيرة”.
وبسبب الإصابة، وصل إلى بنغلاديش بمساعدة المجتمع المحلي وتلقى العلاج في مستشفى تابع لمنظمة غير حكومية لعدة أيام. وبعد خروجه من المستشفى، لم يكتمل تعافيه بعد. وهو يفتقر إلى دعم الوالدين والأقارب في مخيم اللاجئين. وعلى الرغم من ذلك، تمكن من الإقامة مع أحد قروييه بينما كان يتحمل الألم والحروق الناجمة عن إصابته.
لقد فر المئات من أفراد الروهينجا، مثله، من البلاد وهم يحملون ندوبًا وجروحًا جسدية، ومع ذلك فهم يواصلون البحث عن علاج أفضل في بنغلاديش. ومن المؤسف أن العديد منهم يفتقرون إلى الموارد المالية اللازمة للتعافي السريع من الجروح ويعتمدون في المقام الأول على المساعدات الإنسانية، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الشفاء.
وفي خضم الصراع الدائر في أراكان، عانى العديد من أفراد الروهينجا من إعاقات جسدية شديدة وفقدوا أطرافهم. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت عدد كبير من النساء أرامل، وأصبح العديد من الأطفال أيتامًا. ومن الواضح أن المجتمع الدولي غير مستعد بشكل كافٍ لمعالجة وتخفيف العنف المستمر في أراكان، على الرغم من تصويره على نطاق واسع في وسائل الإعلام.
وأضاف محمد ثابت أنه لم يتوقع أبدًا مواجهة هذه التحديات في شبابه، وهو الآن يعاني من هذه الصعوبات باعتباره أقلية مسلمة في ميانمار.
وعلى الرغم من القتال العنيف المستمر بين جيش أراكان والمجلس العسكري، والذي أسفر عن استهداف الأقليات المسلمة والأقليات الأخرى لاستخدامها المزعوم، فإن المجتمع الدولي لم يضع معالجة هذه الأزمة في أولوياته.
the voices
اترك تعليقاً