ذكرى سقوط الأندلس

5a4efa46744916931877515034d69718

يصادف اليوم الثاني من يناير سقوط آخر دولة للإسلام في الأندلس باستبسال مجاهدي الشتات القادمين من كل ولاية أندلسية إلى غرناطة؛ إذ تعرضت المدينة السليبة إلى حصار خانق امتد لعام كامل، استبسل فيه سلفنا في الدفاع عن مقدساتهم لآخر رمق.

والحقيقة أن غلبة الغرب للمسلمين كانت لسببين، لكن السبب الرئيس كان ترف الحكام وافتراقهم وخَوَر قواهم، أما السبب الثاني فيُعزى إلى السبب الأول إذ أن شرعنة الترف المبالغ فيه، و إذكاء روح النصر المطلق تبعث في النفس باعثا على الإطمئنان المديد، وهو ما لا يتوافق مع كلام رسولنا الكريم، إذ قال صلوات الله وسلامه عليه: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ).

إن ذهاب الأندلس كان أمرا واقعا وحتميا، فحسب ابن خلدون، الدول كالإنسان، تولد فتقوى فتشيب فتفنى، إلا ما خصها الله بكرامته كالشام وبيت المقدس وطيبة ومكة، لذا فالعبرة ليست بالسقوط وإنما بِعِلَّة السقوط، فالغرب قد نهجوا ما تقوى به بيضة الإسلام، فجعلوا من التكاثف والإيمان بعقيدة راسخة زادا موصِلا إلى مجدهم الضائع، وقد فعلوا!

سقطت الأندلس، لكن عزائم المجاهدين لا تسقط، روح الإيمان المستمدة من الله باقية، يبعثها الله حين أوان بعثها، ولا يكون أوان بعثها إلا حين يُعمل لذلك، الإسلام حي وإن ضعف، و لَيَبْعثَن الله في قلب كل مؤمن ما يحرك به دائرة الحق حتى إذا اكتملت، كانت لنا الدائرة.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا