خطة سرية لجلب الأويغور العالقين في الصين إلى الولايات المتحدة

istockphoto 1366626022 612x612 1

جاء ضباط الشرطة إلى منزل عائشة ماموت في شمال غرب الصين. وأخبروها أن تحزم حقائبها. كان من الممكن أن تُقتاد إلى سجن أو مركز اعتقال أو معسكر اعتقال، كما حدث مع العديد من المسلمين الأويغور العرقيين الذين اختفوا، في بعض الأحيان لسنوات طويلة.

ولكن بعد أربعة أيام، كانت المواطنة الصينية البالغة من العمر 73 عامًا في ولاية فرجينيا، تتناول وجبة مع اثنين من أبنائها الذين لم تلتقِ بهما منذ 20 عامًا وأربعة من أحفادها الذين لم تقابلهم قط. كانت تتحدث أحيانًا، وأحيانًا كانت تبكي، بينما كانوا يتناولون أطباق الأويغور التقليدية مثل حساء المعكرونة، اليخنة باللحم الضأن، الدجاج المشوي، السلطة والأرز مع الحمص.

أفاد المسؤولون الأمريكيون بأن الصين قد أفرجت عن ثلاثة رجال أمريكيين، أحدهم مُخبر من مكتب التحقيقات الفيدرالي، مقابل اثنين من الجواسيس الصينيين المسجونين على الأقل ومواطن صيني آخر. ولكن كجزء من تلك الصفقة، وافقت الصين أيضًا بهدوء على السماح للسيدة ماموت واثنين آخرين من الأويغور، أحدهما مواطن أمريكي، بمغادرة البلاد إلى الولايات المتحدة.

لم تكشف إدارة بايدن عن جزء الصفقة المتعلق بالأويغور، ويُذاع هذا الخبر هنا لأول مرة.
قالت السيدة ماموت: “استيقاظي في أمريكا ورؤية عائلتي، خاصة أحفادي، لا يعدو كونه حلمًا تحقق.”

كانت قد منعت الصين السيدة ماموت من مغادرة البلاد بسبب تورط ابنها الأكبر، نوري توركيل، في الدفاع عن حقوق الأويغور. قال السيد توركيل، البالغ من العمر 54 عامًا، وهو مسؤول أمريكي سابق وزميل كبير في معهد هادسون، في مقابلة: “من المدهش بالنسبة لي أنها استطاعت أن تحافظ على تماسكها طوال تلك الأعوام”. وكان قد احتضن والدته على أرضية المطار وبكى.

وأضاف: “قدرتها على التحمل، وعدم فقدان الأمل، وإدارة خيبة أملها هي أمور شخصيًا لا أستطيع أن أفعلها كإنسان حر”.
لقد عاش السيد توركيل وعائلته معاناة حكم الصين لأكثر من نصف قرن. وُلد السيد توركيل في معسكر لإعادة التعليم في كاشغر عام 1389هـ (1970م)، أثناء الثورة الثقافية الصينية. جاء إلى الولايات المتحدة كطالب دراسات عُليا في عام 1415هـ (1995م)، ومنح اللجوء ثم دعى والديه لزيارته. زاروه في عام 1420هـ (2000م) ثم مرة أخرى في عام 1424هـ (2004م)، عندما تخرج من كلية الحقوق في الجامعة الأمريكية.

أصبح السيد توركيل من أبرز المدافعين عن حقوق الأويغور الإنسانية، بما في ذلك العمل على قضايا الأويغور المعتقلين من قبل الجيش الأمريكي في غوانتانامو في كوبا خلال الحروب التي تلت هجمات 11 سبتمبر. في عام 1430ه (2009م)، أراد والداه زيارة منطقة واشنطن. عندما رفضت الشرطة تسليمهم جوازات سفرهم، أدركوا أنهما مُنعوا من السفر بسبب عمل السيد توركيل في مجال الدفاع. ومن ثم بدأ السيد توركيل في محاولة الضغط على الحكومة الصينية للسماح لوالديه بمغادرة البلاد.

سمحت السلطات الصينية لوالد السيد توركيل، الأستاذ المتقاعد أبلغيم مومن، بالسفر لمدة أسبوعين في عام 1436هـ (2015م) للقاء أبنائه الأربعة في تركيا، لكن والدتهم كانت مضطرة للبقاء في المنزل.

تحدث السيد توركيل مع المسؤولين في إدارات أوباما وترامب حول وضع والديه. عندما زار الرئيس دونالد ج. ترامب بكين في عام 1438هـ (2017م)، قدم للسيد شي قائمة بأسماء الأشخاص الذين كانت إدارته ترغب في إطلاق سراحهم، وكان والدا السيد توركيل ضمن هذه القائمة، وكذلك إلهام توهتي، الأستاذ الأويغوري الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1435هـ (2014م) بتهمة “الانفصالية”.

في 1441هـ (مايو 2020م)، عينت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، السيد توركيل في لجنة الحرية الدينية الدولية الأمريكية، حيث عمل لمدة أربع سنوات. وأخبر السيد توركيل وزير الخارجية أنطوني ج. بلينكن عن معاناة والديه في اجتماع عبر الإنترنت في 1442هـ (خريف 2021م).

في 1443هـ (ديسمبر 2021م)، أعلنت الصين فرض عقوبات على أربعة مسؤولين أمريكيين في لجنة الحرية الدينية، بمن فيهم السيد توركيل، رداً على العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المسؤولين الصينيين بسبب الانتهاكات في تركستان الشرقية.

توفي والد السيد توركيل في 1443هـ (أبريل 2022م) عن عمر يناهز 83 عامًا. وكان السيد توركيل في رحلة رسمية إلى أوزبكستان، لكنه لم يتمكن من السفر إلى الصين لحضور الجنازة بسبب العقوبات المفروضة عليه. وقال السيد توركيل: “بسبب سنوات من التفريق القسري للأسرة، جنباً إلى جنب مع العزلة الاجتماعية، كان يفقد صبره”. وأضاف: “كان يرغب في الرحيل”.

المصدر: نيويورك تايمز.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا