حصري: لقاء وصل مع سجين سابق في سجون الحوثيين

145 203347 hezbollah yemen soleimani

أجرى فريق وصل لقاء مع الأستاذ أحمد* من اليمن، يحدثنا فيه عن تجربته تحت ظل سيطرة الحوثيين. فكان ما يلي:


وصل: ما هي التهمة التي وجهت إليك لسجنك؟ وما هي التهم الموجهة لغالبية السجناء؟

أحمد: وجهوا لي عدة تُهم، كانت الأولى بأن تم استدعائي إلى مقرهم واستجوبوني، وقالوا: “أنت محرض كبير تحرض الناس ضدنا”. فقد كنت أحذر الناس من حولي عن خطر الرافضة وننشر الكتب الدعوية التي تفضح خطرهم على الأمة، وكان هذا قبل احتلالهم لصنعاء.

أطلقوا سراحي يومها لأن التهمة لم تكن كافية ولا يوجد ما يثبت ذلك، وما هي إلا أيام حتى جاؤوني مرة أخرى إلى دكاني، في الليل وطوقوا المكان وشهروا أسلحتهم في وجهي وعلى المتواجدين في ذلك الحي وصرخوا: “ألا يتحرك أحد!” كنت أسمع صراخ امرأة مرعوبة مرت من هناك والسلاح موجه نحوها وكانوا يأمرونها بأن لا تتحرك من مكانها.

أخذوني إلى السجن ولفقوا لي التهم بعدها، فقالوا بأني قتلت 3 أشخاص منهم، وقالوا بأنهم ألقوا القبض علي وبحوزتي سيارة مليئة بالأسلحة وهم يعلمون يقينًا أنه لا يوجد شيئًا من ذلك، حتى أنهم شككوا أهلي بي وبدأوا يستحلفوني: “هل أنت فعلت ذلك؟” لأنهم كانوا يتعاملون بشكل رسمي، تحقيقات ومحاكم ونيابات، حتى يوهموا الناس بأنهم لا يظلمون أحدًا، هذا غير الاختطافات والمغيبين قسريًا الذين لا يعرف حال بعضهم إلى اليوم.

أما التهم التي كانت موجهة لغالبية السجناء فكانت بحسب إنتماءاتهم للجماعات الإسلامية (إخوان، سلفيين، جهاديين، جماعة التبليغ). ويطلقون على الجميع لفظة “داعشي”، كل أهل السنة في نظرهم دواعش، دون تمييز لانتماءاتهم للجماعات، فأنت سني تعتبر داعشي عندهم.

حتى أنهم يصنفون كتب البخاري ومسلم وابن القيم وابن تيمية بأنها كتب الدواعش وقد أحرقوها يومًا في مكب النفايات بداخل السجن.

وصل: ما أصعب تحدي واجهته في السجن؟ وكيف استطعت تحمله؟

أحمد: أصعب تحدٍ واجهته كان أن المصيبة كانت في ديننا، وما أعظمها من مصيبة، كما قال النبي في دعائه: “ولا تجعل مصيبتنا في ديننا”. وهناك موقف حصل معنا سأحكيه لكم.

بعد أن حولوني للسجن المركزي في صنعاء، وكان فيه قرابة 3 آلاف سجين، كان هناك مسجدان ووقتًا كنا نستقبل فيه خطباء مصريين من وزارة الأوقاف أو يخطب بنا أحد طلبة العلم من السجن. لكن مع مرور الوقت، منع الحوثي الجميع وجاء بخطباء حوثيين، ومن هنا بدأ التحدي.

عندما اعتلى الحوثي المنبر، قمت وخرجت من المسجد وصليت الظهر منفردًا. جاءني بعض السجناء بعد الجمعة إما محذراً أو معاتبًا. أحدهم قال لي: “احذر، لا تظن أن خروجك من المسجد سيمر بسلام، فهناك جواسيس للحوثة في السجن، وسيرون فعلك هذا تحريضاً ضدهم”. فقلت له: “أنا في السجن، ماذا بقي لأخاف منه؟ سأصبر على أي شيء إلا ديني لن أداهن فيه”.

أما المعاتب فقال لي: “لماذا خرجت والخطيب يخطب؟ أليسوا مثلنا يقولون لا إله إلا الله؟ لماذا كل هذا التشدد في الدين؟” وهنا كانت الفتنة للعوام، والله المستعان. فقلت له: “حسناً، استمع للخطيب الحوثي وتعال بعد ذلك أخبرني بما سمعت”.

وكانت المفاجأة أن خرج هذا الأخ في الجمعة التي تلت ذلك في وقت الخطبة، وجاء إلي وهو غاضب جدًا ويشتم الحوثة. فقلت له مبتسمًا: “ماذا سمعت من خطيب الحوثة؟”.

فقال لي: “والله أنك صادق، هؤلاء جاؤنا بدين غير الذي نعرفه”. وأخبرني أن خطيب الحوثة أنكر عذاب القبر وذكر النار، وأنكر العبور على الصراط، وذكر حديث: “القاتل والمقتول في النار” وأنكره وقال إنه كذب وليس بحديث.

كما أخبرني أنه لم يسمع الحوثي يستشهد بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يستشهد بقول الإمام الباقر والإمام الرضى والحسين وعلي، ولا ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم.

أما التحدي الأكبر فهو أني ذهبت لصلاة الفجر في مسجد السجن، وصدمت حين سمعت الإمام لا يحسن قراءة الفاتحة، فعرفت حينها أنه حوثي وخرجت من الصف وهم يصلون.

واتضح بعدها أنهم منعوا إمام المسجد من الصلاة بنا، مع أنه كان من السجناء لكنه حافظ متقن لكتاب الله، واستبدلوه بأحد السجناء ممن هم على عقيدة الحوثي. تكرر نفس الشيء، وجاءني بعض الإخوة يخوفوني بأنني لن أسلم بفعلتي هذه من الحوثة.

فقلت لهم: “لمَ الخوف؟ مابكم! إلا ديني لن أداهن فيه”، وذكرت لهم مقولة الإمام البخاري رحمه الله: “ما أبالي صليت خلف يهودي أو نصراني أو رافضي”.

كان الألم يعتصر قلبي، حتى الصلاة آذونا فيها. فكنت بعدها أذهب إلى ممر السجن وأصدع بالأذان لصلاة الفجر وأصلي لوحدي.

بعد ذلك جاء أحد السجناء وصلى معي، وازداد العدد حتى ترك الجميع المسجد وكانوا يصلون خلفي. حينها جئت بالإمام السابق وقلت له: “صل بالناس، فأنت أقرؤنا لكتاب الله، ولكن عندي شرط وهو أن تقنت بنا وتدعو بالفرج، فنحن في نازلة، وقد كان نبينا يقنت في النوازل”. للأسف، خاف هذا الأخ من أن يقنت في الصلاة واعتذر عن الإمامة. فقلت: “دعها لي، وأمري إلى الله”.

كنا نقنت في كل الصلوات وندعو على الحوثة والقائمين على السجن والقضاة وأعضاء النيابات وكل من ظلمنا وتعاون معهم. كان دعاؤنا يزلزلهم، فحاول الحوثة تخويفنا ولم نلتفت لهم. حتى جاؤوا وطلبوا منا أن نرجع للمسجد ويعود الإمام السابق للصلاة بنا.

فأخبرت من حولي أنه لا عهد لهم ولا ذمة، وللأسف لم يصدقني أحد. حصل ما توقعته، ففي اليوم التالي، وأنا ذاهب لصلاة الفجر، وجدت الإمام عند باب المسجد.

وعندما سألته، انفجر باكياً وقال: “سحبوني حين أُقيمت الصلاة من المنبر وقدموا واحدًا منهم، فقلت: “هل صدقتم الآن أنه لا عهد لهم ولا ذمة؟” هذه رسالة لكل المخدوعين ببطولات الحوثي الوهمية في نصرة فلسطين وغزة.

فوالله، لو تحررت القدس على أيديهم، لأحالوها إلى مزارات وشركيات، ونشروا التشيع والرفض بين الناس، ولصار حالهم كحال العواصم المحتلة من الرافضة.

وصل: ما هي القيود المفروضة على السنة في اليمن؟ وهل تختلف باختلاف المنطقة؟

الله المستعان، هؤلاء الأشرار حاربوا الناس في دينهم ودنياهم، مراكز تحفيظ القرآن أغلقت، والخطباء والوعاظ من أهل السنة منعهم الحوثة من اعتلاء المنابر وخُطب الجمعة، وأتونا بخطباء حوثة، ويؤدون صرختهم المشؤومة في المسجد بعد كل صلاة جمعة.

حتى جماعة التبليغ الذين لا شأن لهم بأي أمر من أمور السياسة منعوهم من الدعوة إلى الله.

فرضوا على كل المعلمين والموظفين رجالًا ونساءً في جميع المرافق الحكومية دون استثناء، حضور دورات للحوثة بين حين وآخر، وإرغام الناس على تشرب معتقداتهم وتخاريفهم وقراءة ملازم سيدهم الهالك.

منعوا التجار وأهل الخير من توزيع زكواتهم وصدقاتهم للفقراء والمساكين، وأي شخص يقوم بتوزيع مساعدات حتى ولو كانت بسيطة يتم منعه واستجوابه.

منعوا الناس من صلاة التراويح في بعض الأماكن، وسمحوا بعدها في بعض الأماكن دون فتح مكبرات الصوت، لأنهم يرونها بدعة وأن أول من قام بها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم يكرهونه كرها شديدا.

أيضًا تقام دورات توعوية حسب زعمهم في الحارات، ويطلبون من عقال الحارات إجبار الناس على حضورها وإلا رموهم بالتهم (أنت مرتزق أو أنت من الطابور الخامس أو أنت داعشي).

قاتلهم الله فقد أصاب الناس منهم رَهقًا شديدًا في كل جوانب الحياة في الدين والدنيا.

وصل: كيف حال الدعوة في اليمن؟

أحمد: في مناطق سيطرة الحوثي انتهت، ولكن هناك دعوة من نوع آخر؛ دعوة للظلم والعدوان والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ودعوة للشركيات والبدع والضلالات، هذه هي دعوتهم.

وصل: ما هي أساليب التعذيب في السجون؟ وهل يوجد سجناء ماتوا أثناء التعذيب؟

أساليب التعذيب متنوعة، يستخدمون أماكن التعذيب في سجون النظام السابق،
زنازين انفرادية ضيقة مظلمة متسخة، بل بعضها مسكونة بالشياطين والعياذ بالله لقدمها وقرفها وقربها من أماكن الخلاء.

وأذكر أن بعض الإخوة بدأ بالصياح فيها ويتوهم أن هناك محققين يأتونه ويأخذون منه معلومات ويسمع صدى أصواتهم في أذنه طول الوقت، حتى جاء يوم وسجنوا شيخًا صاحب مركز للتداوي بالرقية الشرعية فكان يرقي هذا الأخ وأخبرنا بأنه مصاب بسحر الهواتف (يتوهم أو يسمع طول الوقت أصواتًا في أذنه تحقق معه وتستجوبه) كانت معاناته كبيرة ولا يزال إلى اليوم في سجون الحوثة.

ويمنعون الزيارات لفترات طويلة. إنها حرب نفسية.

يأتون لإيقاظ السجين في الليل فيكبلونه بالقيد ويعصبون على عينيه ويأخذونه للتحقيقات، وتبقى واقفًا لساعات طويلة قد تستمر إلى بعد الفجر ولا يسمح لك بالجلوس مع التعذيب.

التعذيب يكون بالضرب والصعق والتعليق والألفاظ الفاحشة البذيئة وقد تستمر فترة التحقيق مع التعذيب لأسبوع وأسبوعين وثلاثة.

ولابد مع ذلك من تلفيق التهم الباطلة وكتابتها، ويأتي المحقق إليك وأنت مكبل ويمسك بإبهامك ويضع إمضاءك بالقوة على ورقة التحقيقات.

ونعم، مات سجناء من التعذيب وهي موثقة لدى بعض القنوات كالجزيرة وغيرها، لمن أراد فليكتب (وفاة يمنييْن نتيجة التعذيب بسجون الحوثيين) وستظهر له النتائج مع الصور.

1727008646

خريطة توضح مناطق السيطرة في اليمن بعد 8 سنوات من الحرب (الجزيرة)

وصل: هل الحوثي مسيطر على كل أجزاء اليمن ومتحكم فيها؟

أحمد: يسيطر الحوثيون على معظم محافظات البلاد المكتظة بالسكان، بما فيها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة التي تحوي ميناء إستراتيجيّا.

وصل: هل هناك وجود سني له نفوذ وإستقلالية واتخاذ قرارات بعيدا عن الحوثي؟

أحمد: نعم، جنوب اليمن خارج عن سيطرة الحوثي، وجلهم من أهل السنة، مع وجود متدثرين بلباس أهل السنة وفي باطنهم يناصرون الحوثي، وهم قلة لا يعتد بهم.

جنوب اليمن تحت سيطرة ما يسمى (بالحكومة الشرعية) بدعم التحالف العربي و(المجلس الإنتقالي) الذي تدعمه الإمارات، الذي يطالب بانفصال اليمن وإقامة دولة الجنوب العربي، وجميعهم ليس لهم استقلالية ولا إتخاذ القرارات وإنما يسيرهم التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات والإدارة الأمريكية تسيرهم جميعا، والجميع يعلم بذلك ممن يتابع أخبار الشأن السياسي في اليمن.

وصل: كيف وضع العلماء وطلبة العلم في اليمن والدعوة إلى الله في ظل الحوثي؟

أحمد: لو كان للعلماء والدعاة وجود لما وصلنا لهذا الحال، فقد هُجروا وأوذوا وسُجنوا. وأول عمل قام به الحوثي عند احتلال صنعاء هو التوجه إلى جامعة الإيمان، التي كانت من أكبر منارات العلم في اليمن وبها أكثر من 130 من كبار العلماء مثل الشيخ العمراني والدكتور الديلمي والشيخ محمد الصادق والشيخ عبد المجيد الزنداني وغيرهم من مشايخ وأساتذة جامعيين ومعيدين يدرسون علوم الشريعة الإسلامية بكافة التخصصات، ويقدر عدد الطلاب فيها بـ4000 طالب، وكانت تستقبل الطلاب من كل الجنسيات العالمية.

اتخذها الحوثي مقرا له وجعل منها ثكنة عسكرية ونهب كل ممتلكاتها، ومنها مكتبة الجامعة العالمية التي تحوي أمهات الكتب التي تقدر بعشرات الملايين.

وصل: كنا نسمع أن الشيعة الزيدية أقرب للسنة عن كل أطياف الشيعة، هل هذا صحيح ؟ وما هو دورهم؟ وهل ولائهم للحوثي وإيران أم يختلفون معهم؟

أحمد: نعم صحيح، أقرب الطوائف الشيعية للسنة هم الزيدية، والذي أدخل الزيدية لليمن هو الهادي بن يحيى بن حسين القاسم الرسي سنة 284 هجرية كفر الرافضة، وقد نص في كتاب ( الأحكام على تكفير الرافضة ) ووصفهم بأنهم مشركون وأنهم حزب الشيطان، وكان المذهب الزيدي القديم يستفيد من كتب السنة، منها كتاب أبي داؤود وكتب السنن، وينقلون أحاديث الأحكام والاستدلال بكتب السنة، ولم يكونوا يستدلوا بكتب الشيعة الاثني عشرية (ككتاب بحار الأنوار، والكافي ) وغيرها من الكتب.

أما دورهم، فقد كان علماء الزيدية ضد الحوثي في أيام (علي عبدالله صالح) وقد وقع 18 عالم منهم بيانا واتهمو الحوثي بأنه ضد المذهب الزيدي، وضد آل البيت، وأنه يضلل علماء الزيدية، وحكموا عليه بأنه ضال.

ولكن حينما استتبت الأمور للحوثي وتسلم اليمن بخيانة النظام السابق، أعلن هؤلاء العلماء (علماء الزيدية) الولاء للحوثي مباشرة، وكانوا من أوائل المباركين له؛ وبما أنهم كانوا أول المباركين له فلا شك أن ولائهم للحوثي وإيران.

ملاحظة مهمة:

كشف الباحث في الفرق والجماعات الشيخ خالد الوصابي عن وجود قضايا كثيرة وجد فيها اختراق الشيعة الاثني عشرية للمذهب الزيدي من أبرزها سعيهم إلى تقليص الفوارق بين الشيعة الاثني عشرية والزيدية والحرص على الفرقة بين الزيدية والسنة.

وأطلقت هذه المقولة: ( ائتني بزيديٍ صغير، أجعل منه رافضياً كبيرا).

Pic 5646513 1726511597

وصل: هل لديكم إحصائية بعدد المعتقلين السنة في سجون الحوثي؟ وماهي أصعب الأحكام التي صدرت بحقهم؟ وما هي التهم التي يلصقونها بهم؟

أحمد: الإحصائيات حسب التقارير بلغت 17 ألف سجين في 1439ه‍ (2017م).

أما الأحكام فهناك من حكم عليه بالإعدام وهناك من حكم عليه بسنوات في السجن بحسب التهم الملصقة به، وهناك الكثير من المغيبين في السجون لم تصدر فيهم أي أحكام إلى اليوم، وهناك من لا يعلم حاله أحي هو أو ميت، وأما التهم التي يلصقوها بالسجناء فكثيرة.

يتهموك بالعمالة أو التخابر أو التحريض أو بتهمة الإنتماء للجماعات الإسلامية بكافة أطيافها.

وصل: كيف تقيّم الأوضاع في اليمن ؟

أحمد: سيئة للغاية وخاصة في مناطق سيطرة الحوثي. الناس تعيش في معاناة وتوجس.

وصل: هل تأثر أهل السنة بالشيعة؟ هل عادات الشيعة أصبحت مألوفة واعتادوا عليها؟

أحمد: نعم، تأثر أهل السنة بالشيعة وخاصة الجيل الذي نشأ خلال فترة سيطرة الحوثة، فالطفل الذي كان وقتها بعمر الـ10 سنوات صار اليوم عمره 20 سنة. ولكم أن تتخيلوا الأفكار والعقائد التي تشربها خلال هذه السنوات مع غياب التوعية والدعاة والمصلحين، وهذا ما أراده الحوثي تماما لينشأ جيل شبه مسخ لا يعلم عن دينه وعقيدته شيئا، بل قاموا بإضافة ضلالاتهم للمناهج الدراسية وأجبروا المعلمين على تدريسها، ومن كذبهم الذي يدسونه: أن أبو طالب أسلم قبل موته، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالولاية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في غدير خم، وأضافوا أيضا قصص بعض مقاتليهم وسطروها في المناهج بأنها بطولات وغيرها من البدع والضلالات التي تم إضافتها.

ومن لم يتأثر بالشيعة انتكس فلا يوجد من يذكر الناس بالله ولا دعاة أو مصلحين إلا قلة قليلة وفيما بينهم يتناصحون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وراجت تجارة الحشيش وصرنا نسمع كثيرا عن انتشار الرذيلة في الأحياء وبين أوساط هذا الجيل الذي نبت خلال هذه السنوات.

عادات الشيعة كلها بدع وضلالات كالمولد النبوي ويتم إجبار كل أصحاب المحلات حينها بطلاء محلاتهم وتزيينها باللون الأخضر، يوم الغدير أو يوم الولاية، ويوم عاشوراء.

أما الزواج فقد تم زواج سنيات من شيعة لكن ليس بكثرة.

وصل: كيف كانت نظرة عامة الناس للحوثيين قبل ظهورهم بقوة على الساحة اليمنية في 1436ه‍ (2015)؟ وهل اختلفت تلك النظرة الآن؟

أحمد: للأسف اغتر الكثير من الناس بالحوثي يوم أن جاء يطالب بإسقاط الجرعة وعودة أسعار الوقود كما كانت عليه، ففرح بهم الكثير من المخدوعين الذين لا يعرفون بحقيقة وعقيدة الحوثي الخبيثة وشعاراته المزيفة، وما أن سقطت صنعاء تحت سيطرتهم، ارتفعت أسعار الوقود إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه، وكان الكثيرون مفتون بهم على أنهم جاؤا بثوب المخلص المنقذ، وكانوا يهتفون بشعاراتهم، ولكن مع مرور الوقت تكشفت الكثير من الحقائق عن الحوثة وصار الكل يلعنهم وينتظرون يوم الخلاص لينقضوا عليهم.

وقد حدثني أحدهم بأن أحد مشرفين الحوثي قال لصاحبه صرت أخاف حتى من جاري لكثرة ما ظلمنا وتعدينا على الناس، وفعلا إذا انفجر الوضع في صنعاء فلن يفلت أحدا من الحوثة وأذنابهم.

وصل: يتستر الحوثيون كثيرا بكونهم من أتباع المذهب الزيدي، فما هي حقيقة معتقداتهم؟ وما هي المصادر برأيكم التي يمكن للباحث أو المهتم بهذه القضية أن يطلع عليها؟

أحمد: الحوثيون يستخدمون التُقية وهي عندهم دين، ويتسترون بالمذهب الزيدي، وحقيقة معتقدهم أنهم روافض يسبون الصحابة رضي الله عنها، ويطعنون في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، سمعهم الكثير ممن قاتلهم وهم يصرخون (يا أبناء العاهرة عائشة)، لهذا لا يصرحون بذلك إلا لمن يثقون بولائه.

وهنا كتاب في غاية الأهمية أنصح الجميع بالإطلاع عليه: اسمه (كشف حقيقة الحوثيين، حقائق، وثائق، صور) سأرفقه لكم هنا.

وصل: هل يتم تجنيد الأطفال إجباريا في صفوف الحوثيين؟ وإن كانت الإجابة نعم، كيف؟

أحمد: نعم، تم تجنيد الأطفال بالتغرير بهم واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للأهالي، فيعرضون عليهم تجنيد أطفالهم واستخدامهم في أعمال يسيرة لخدمة الحوثة فيضطر البعض للموافقة ويرسل ابنه معهم، والبعض يذهب دون علم أهله، وهناك يزج بهم للقتال في الصفوف الأولى أو استخدامهم لمآرب أخرى.

وصل: كيف تصفون الأحوال المعيشية في مناطق سيطرة الحوثي؟

أحمد: الوضع المعيشي صعب جدا، ضيقوا على الناس في أرزاقهم ومعايشهم وفرضوا الجبايات (الخُمس والمجهود الحربي، والضرائب وأساليب كثيرة للنصب والإحتيال، كثير من المحلات أفلست وأغلقت، الكثير من العاطلين عن العمل، قطعوا صرف رواتب الموظفين العمومين لمدة 7 سنوات، غادر الكثيرون مناطق الحوثة بحثا عن الرزق لينفقوا على أهلهم.

وصل: ما هي التهم التي قد يتعرض المقيم في مناطق الحوثي للاعتقال بسببها؟

أحمد: الحوثي سهل عليه تلفيق التهم، فإذا عارضتهم أو بلغهم أنك ضدهم وتخالفهم، أو تتكلم عليهم فأنت معرض وقتها للاعتقال، بإختصار إن أردت الحياة بينهم عش ذليلا لا أرى لا أسمع لا أتلكم.

وصل: بالنظر للأحداث الدامية التي تجري في قطاع غزة والتدخل الحوثي في مشهد الصراع، كيف ترى نصرة الحوثيين لفلسطين، وكيف استفادوا من واقع هذه النصرة؟

أحمد: الله المستعان، وكيف ينصر غزة من يقاتل بخنجر (أبي لؤلؤة المجوسي) هل يعقل هذا..!

الحوثي الذي فجر المساجد في اليمن، الحوثي الذي أغلق مراكز العلم الشرعي وتحفيظ القرآن الكريم، الحوثي الذي ملأ السجون بأهل اليمن ظلما وعدوانا ومات العديد منهم من شدة التعذيب، الحوثي الذي شرد ملايين اليمنيين (قرابة 4 مليون نازح) وقتل و فجر المنازل، الحوثي الذي أوصل اليمن وأهله إلى ما هم عليه اليوم من جوع وفقر ، ضياع وانحلال ، بدع وشركيات وضلالات! الحوثي الذي أرسل لواء صعدة للقتال في صفوف النظام السوري الذي قتل وشرد ونكل بإخواننا في سوريا والجميع يعرف ما فعله بشار وجنوده من جرائم يشيب لهولها الرأس. الحوثي الذي يطعن في عمر بن الخطاب فاتح القدس، وصلاح الدين الأيوبي محرر القدس، هل هذا سينصر غزة، وهل يعقل أن هناك من يصدق هذا؟

للأسف إنخدع بالحوثيين الكثيرون وأخذتهم العاطفة، بل اتصل بي بعض الشباب من صنعاء للاستفتاء بشأن الإنضمام لصفوف الحوثي لأنه وعد بأن يأخذهم للقتال في فلسطين، بعد أن يتلقوا التدريبات في معسكراته، وهنا يتبين للقارئ كيف تستر الحوثي بأحداث غزة ليحدث بذلك متنفسا ومخرجا له، من شدة وطأة الضغط الذي يجده اليمنيون في صدورهم تجاهه، وحيلة لحشد وتجنيد المزيد من المقاتلين. لهذا لا تنخدعوا بهم، وأُذكر بقول النبي (المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم)

ومن قتل إخوانكم في سوريا والعراق واليمن ،لن ينصرهم في غزة. وواضح أن انخراط الحوثي في هذه الحرب إنما لتمليع محور إيران وترسيخ تمكين الفكرة لمشروعهم الخميني في المنطقة فهم بحاجة لأنصار لدعوتهم وإيمان بها، كي تمتد وتتمكن. ولن يجدوا أفضل من قضية فلسطين خاصة مع خذلان العالم الإسلامي لها وخيانة الحكام وتعلق المقاومة بهم كداعم وجبهة إسناد. إلا أن الحقيقة هي أن محور إيران بما فيه الحوثي يسعون لمجد مشروعهم الرافضي وليس لنصرة فلسطين لأجل قضية فلسطين كما يتوهم البعض.

1 1742280

وصل: هل كانت فلسطين حاضرة من قبل أم فقط هذه الفترة من الحرب في غزة؟

أحمد: للباحث في شأن جماعة الحوثي وكيف تأسست يرى أن فلسطين لم تكن حاضرة لديهم ولم تكن قضيتهم وإنما تم استغلالها خلال هذه الفترة، ولو سلمنا جدلا بأن فلسطين قضيتهم والمسجد الأقصى غايتهم، فَأَنَّى ذلك وهم الذين فجروا عشرات المساجد وفجروا دار الحديث بدماج قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ فأي نُصرَة ننتظرها من هؤلاء..!

وهذه بعض الروابط المهمة لتفجيرها للمساجد والمنازل أرفقها ليطلع الناس على الجانب الذي يخفيه الحوثي برفع شعارات نصرة فلسطين المضللة.

شاهد| الحوثيون إرهاب تفجير المساجد

بالأرقام .. اعتداء الحوثيين على المساجد

جماعة الحوثي تفجر أكثر من 30 مسجدا ودورا للقرآن والحديث في اليمن .. شاهد الفيديو

تفجير الحوثيين لمسجد ودار الحديث بصعدة

آثار حرب الرافضة الحوثيين على دار الحديث بدماج،، صور مع أبيات حزينة بصوت شجي يتفطر القلب عند سماعها

آثار حرب الرافضة الحوثيين على دار الحديث بدماج،، صور مع أبيات حزينة بصوت شجي يتفطر القلب عند سماعها

معمم حوثي يقول والله لو ثبت عندي أن عمر بن الخطاب تزوج 100 بنت من بنات النبي لكان عندي شيطان، وألفاظ يستحي حتى السفيه من ذكرها أمام الملأ.

الحوثي (الرفضي) يطعن في الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه.

ويزعم بأن أبا هريرة روى أحاديث كثيرة عن النبي ولم يره.

حوثيون يكفرون سيدنا عمر رضي الله عنه

وصل: كيف تقرأ مستقبل المنطقة في ظل سيطرة الحوثي؟

أحمد: مستقبل المنطقة من كل النواحي، الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى دمار، والواقع يشهد بذلك.

وطول بقاء الحوثي يعني أن الأوضاوع من سيء إلى أسوأ وفي ازدياد للأسوأ. والكل يعرف أن الحوثي أداة لامتداد المشروع الإيراني الصفوي الفارسي وأطماعهم كبيرة ولن تقوم إلا على أنقاض أهل السنة في المنطقة. وفي الواقع هم يمكنون لأنفسهم في اليمن وأعينهم على بلاد الحرمين. وهم يعملون على نشر مذهبهم الضال بفرضه في المؤسسات التعليمية وفي المساجد ومراكز الدعوة، قسرا، للتمكين لأفكارهم وتربية الأجيال عليها. ومعلوم جيدا لمن يتابع خطابات القوم أن هدفهم أكبر بكثير من غزة وأنهم يسعون لتمكين دولتهم التي لا تقوم إلا على أراضي أهل السنة وجماجمهم.

الكتاب الذي أرفقه أحمد بشأن الحوثيين بصيغة بي دي أف.

كشف حقيقة الحوثيين حقائق وثائق صور 1
  • أحمد اسم مستعار لضيف اللقاء الذي عاش في مناطق سيطرة الحوثيين، لأجل أسباب الأمن والحماية.

وصل ترحب بأصوات المستضعفين في العالم الإسلامي ونرحب بكل صوت على حسابنا للتواصل على تلغرام @Waslcontact

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا