اندلع حريق هائل في مخيم للاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار الجنوبية في بنغلاديش يوم أمس الأحد، مما ترك حوالي 12000 شخص بلا مأوى حسبما قال المشرف المحلي للشرطة محمد محفوظ الإسلام للصحافة.
وقال محمد إسلام إن الحريق الذي اجتاح مخيم كوتوبالونغ للاجئين بعد الظهر التهم حوالي 2000 كوخ قبل السيطرة عليه.
وأضاف أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن، مضيفا أن سبب الحريق لم يتحدد بعد لكن التحقيق جار.
وأضاف أن المسؤولين في المخيم يعملون مع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتوفير الغذاء والملاجئ المؤقتة لأولئك الذين فقدوا منازلهم. وقال: “سنضمن عدم نوم أي شخص تحت السماء المفتوحة. سيحصل الجميع على مأوى مؤقت”، حيث توفر المراكز المجتمعية والمساجد السكن للمتضررين من الحريق.
وأحرقت تسعين منشأة بما في ذلك مستشفيات ومراكز تعليمية، حسبما غرد فرع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنغلاديش يوم الأحد على تويتر.
وأضافت المنظمة في تغريدة أخرى: “متطوعو لاجئون روهينجا مدربون على مكافحة الحرائق وخدمات الإطفاء المحلية سيطروا على الحريق”.
وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن حريق الأحد كان “تذكيرا مروعا بأن الأطفال العالقين في المخيمات في كوكس بازار يواجهون مستقبلا قاتما”.
وقد حرم هذا الحريق العديد من العائلات من الأمان وما تبقى من ممتلكاتها القليلة، في وقت لا يزال الروهينجا يتصارعون مع فقد التعليم وسوء التغذية وعمالة الأطفال.
ويمثل حريق يوم الأحد واحدا من أكبر الحرائق العديدة التي ابتلي بها المخيم في السنوات الأخيرة.
ويعيش ما يقدر بنحو 1 مليون فرد من أقلية الروهينجا المسلمة عديمي الجنسية في ما يعتبره الكثيرون من بين أكبر مخيمات اللاجئين في العالم بعد فرارهم من حملة القتل والحرق الوحشية من قبل جيش ميانمار في حملة إبادة سلطها على المسلمين الروهينجا.
وبدأ الحريق حوالي الساعة 2 بعد الظهر ، والتهم عدة آلاف من ملاجئ الخيزران والقماش المشمع، فضلا عن مرافق مثل المستشفيات والمدارس، حتى تم إخماده من قبل رجال الإطفاء من الروهينجا والبنغلاديشيين حوالي الساعة 5:30 مساءً. وأصيب بعض السكان بجروح طفيفة لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات حتى ظهر يوم الاثنين. ولم يتضح على الفور سبب الحريق.
كان أبو طاهر البالغ من العمر 25 عامًا، بعيدًا عن ملجأه في المخيم 11 عندما اندلع الحريق، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في السماء. وقال إنه بحلول الوقت الذي عاد فيه، كان كل ما يملكه قد احترق، بما في ذلك وثائق هوية اللاجئين الخاصة بأسرته وبطاقات الحصص التموينية.
اختنق بدموعه عندما عاد بعد ظهر يوم الاثنين إلى المعسكر 11، الذي تحول إلى غطاء من الرماد. تجولت عائلات أخرى بين الأنقاض من حوله، بحثًا عن بقايا متعلقاتهم. قال طاهر، مشيرًا إلى نوع من السارونج التقليدي: “لم أستطع حتى توفير ثوب طويل لارتدائه”.
وقالت ريجينا دي لا بورتيلا، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنغلاديش، إن اللاجئين الذين نزحوا يتم إيواؤهم مع أقاربهم في أجزاء أخرى من المخيم المترامي الأطراف أو في مراكز مجتمعية. وبدأت وكالات الأمم المتحدة ومسؤولون حكوميون بنغلاديش في إجراء تقييم لتحديد عدد الملاجئ التي يجب إعادة بنائها.
وقالت دي لا بورتيلا: “إذا كانت المواد متوفرة، ونأمل أن تكون متاحة، فستكون عملية سريعة جدًا”. “المشكلة هي الأموال”.
ولأول مرة منذ عام 1438هـ (2017م)، خفض برنامج الأغذية العالمي الحصص الغذائية للروهينجا الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى عدم كفاية التمويل. وانخفضت المساعدات الإنسانية لاستجابة الروهينجا منذ عام 1442هـ (2021م) ومن المتوقع أن تنخفض أكثر هذا العام.
طلبت وكالات الإغاثة منذ سنوات من بنغلاديش الإذن بتحديث ملاجئ المخيم بهياكل أفضل في مقاومة الأمطار الغزيرة خلال موسم الرياح الموسمية والحرائق خلال موسم الجفاف. رفضت الحكومة باستمرار هذا الاستئناف، قائلة إن الملاجئ لا تحتاج إلى ترقية لأنها من المفترض أن تكون مؤقتة.
في عام 1442هـ (2021م)، نزح أكثر من 50000 لاجئ وقتل 15 شخصًا بعد حريق هائل انتشر في المخيمات.
ولا تشير التقارير لأسباب الحرائق التي بقيت أخبار حدوثها وخسائرها موثقة والمتسبب فيها مجهولا.
ومع هذا الواقع، تستمر معاناة اللاجئين الروهنيجا إلى أجل غير مسمى.
_________________________________
المعلومات في هذا المقال ترجمة لمقال نشر على شبكة سي إن إن بعنوان:
Fire rips through Rohingya refugee camp in Bangladesh leaving thousands homeless
ومقال على صحيفة واشنطن بوست بعنوان:
Fire rips through Rohingya refugee camp in Bangladesh, displacing 12,000
اترك تعليقاً