تشابه معاناة مسلمي البوسنة والأويغور

6 2

 في اجتماع البوسنة: مؤتمر الأويغور العالمي ينتخب رئيسا جديدا.

في عام 1412هـ (1992م)، فزع العالم عندما علم بتعرض المسلمين البوسنيين إلى عنف عرقي وحشي، شمل جرائم حرب وتنظيف عرقي، مارسه صرب البوسنة بقيادة ميلوشيفيتش. لقد تبنى العديد من أتباعه أيديولوجيته القومية المجنونة، وأصبح شعار “لن يحدث مرة أخرى” يتصدر الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الحرة في أنحاء العالم. عقب تفكك يوغوسلافيا السابقة، شن صرب البوسنة هجمات بهدف إنشاء أراضٍ صربية “نقية” عرقيًا، شملت عمليات قتل جماعي، تهجير قسري، واغتصاب ممنهج، خاصة في مدن مثل سربرنيتشا، حيث تم ارتكاب مذبحة راح ضحيتها أكثر من 8,000 من الرجال والفتيان البوسنيين.

عندما عمل البروفيسور السير جيفري نايس، KC، لصالح المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لمحاكمة سلوبودان ميلوشيفيتش بتهمة جرائم الحرب، لم يكن بإمكانه أن يتخيل أنه بعد نحو عقدين من الزمن سيترأس محكمة هامة في البرلمان البريطاني للنظر في ادعاءات الإبادة الجماعية ضد الأويغور من منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية المحتلة). وهي كلمة تعني “الأرض الجديدة”.

لقد اجتاح الحزب الشيوعي الصيني (CCP) المنطقة كما اجتاح التبت في عام 1370هـ (1949م)، مستحوذ على ملايين الأميال المربعة من الأراضي التي كان يعيش فيها شعوب عرقية قد بنت مجتمعاتها على مر قرون. وبين الحزبين الشيوعيين الصيني والسوفيتي، ابتلعت هاتان الدكتاتوريتان الشيوعيتان أراضٍ ودولًا أكثر مما حققته الإمبراطورية البريطانية في تاريخها الاستعماري الذي دام 500 عام.

عندما وصف جيفري وفريقه ما يحدث في تركستان الشرقية بالإبادة الثقافية، كان استنادهم قويًا، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 1442هـ (يناير 2021م)، تحت إشراف وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو، أن الصين ترتكب “إبادة جماعية مستمرة” ضد المسلمين الأويغور في شينجيانغ، وذلك قبل أقل من 24 ساعة من مغادرته المنصب. وأكد جيفري على أهمية نقل نتائج الإبادة الثقافية إلى وسائل الإعلام والسياسيين وقادة الأعمال المهتمين على مستوى العالم. وأوضح أن جمهورية الصين الشعبية تعتزم القضاء على الثقافة الأويغورية من خلال معسكرات العمل القسري والاعتقال، وأن هذا الحقد العميق من قبل الحكومة الصينية هو حالة ذهنية لدى قادتها من المنطقة وصولًا إلى بكين.

كان من المقرر أن يشهد الاجتماع العام الثامن لحظة فارقة، إذ كان هناك تغيير في القيادة مع ترشح ما يقرب من أربعين من الأويغور لشغل مناصب مختلفة في مجلس إدارة مؤتمر الأويغور العالمي. وقد واجهت حركة حقوق الإنسان الصينية بعض الجدل بناءً على ادعاءات بالتحرش الجنسي من قبل بعض القادة في الحركة، بما في ذلك قائدين من حركة الأويغور. ولكن عندما تم فحص الأمور بعناية، تبين أن هذه كانت قصة هشة لم تلتقطها أي وسائل إعلام رئيسية نظرًا لافتقارها إلى الأسس والمصداقية. ومع ذلك، وفرت هذه القضية فرصة للقيادة لتحسين عملياتها وإجراءاتها، وهو ما تم بالفعل خلال الأشهر التي سبقت هذا المؤتمر.

ومن الطبيعي أن يستغل الحزب الشيوعي الصيني هذه القصة لمحاولة تشويه سمعة حركة الأويغور وحركة المؤيدين للديمقراطية، حيث نشروا القصة على مواقعهم القنصلية وشاركوا في نشر معلومات مغلوطة عن الأويغور بشكل خاص. كما حاولوا إقناع البرلمانيين بعدم الحضور، وواجه العديد من القادة تهديدات قبل وصولهم إلى المؤتمر. وكان مؤتمر الأويغور العالمي قد تعرض لحملة ممنهجة من التضليل، حيث تم اختراق رسائل البريد الإلكتروني وإرسال رسائل خاطئة إلى الحاضرين المحتملين من مختلف أنحاء العالم. ومن الجدير بالذكر أن الأمن كان مشددًا، وبفضل المسؤولين المحليين وإدارة الفندق، شعر جميع المندوبين بأمان كبير خلال وجودهم في سراييفو.

ذا سندي غارديان.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا