بعد أن وعدته أمريكا بضمان سلامته، معتقل سابق بغوانتنامو يقضي فترة سجن جديدة بالجزائر

Saeed Bakhouch Algeria The Intercept GTMO

قضت محكمة جزائرية بالسجن ثلاث سنوات على سعيد بخوش، المعتقل السابق في غوانتنامو، بتهم تتعلق ب”الإرهاب”، حسبما صرح محامو سعيد لموقع “ذا إنترسبت”.

وجاء الحكم الذي صدر في 5 ذو القعدة 1445 هـ‍  (13 مايو 2024)، على الرغم من التأكيدات السابقة لوزارة الخارجية الأمريكية، بأن سعيد سيُعامل “بشكل لائق” و”إنساني”، بعد إعادته إلى وطنه عقب إطلاق سراحه من غوانتنامو.

وقالت محامية سعيد الأمريكية، كانداس جورمان، أن سعيد تعرض للتعذيب من قِبل الولايات المتحدة، وأن حالته تدهورت ببطء على مدار 20 عامًا من الاعتقال التعسفي حتى تاريخ إطلاق سراحه في رمضان/شوال 1444 هـ‍ (أبريل 2023).

استقبال العائدين الجزائريين من غوانتنامو على أرض الوطن بالاحتجاز

عندما وصل سعيد إلى الجزائر، تم احتجازه على الفور من قبل قوات الأمن الداخلي الجزائرية؛ وهو ما يُعد اجراءًا روتينيًا بالنسبة للمعتقلين الجزائريين العائدين من غوانتنامو.

وقالت كانداس إن سعيد كان في حالة من الوهن، بعد أن تدهورت حالته العقلية في السنوات الأخيرة.

وكانت كانداس قد حذرت من احتمال إصابة سعيد باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب قبل إعادته إلى الجزائر.

ومع ذلك، تم احتجاز سعيد بمعزل عن العالم الخارجي وخضع لاستجواب مكثف دون حضور محام.

وقال سفيان شويطر، المحامي المقيم في كندا ورئيس “مركز جوستيتيا للحماية القانونية لحقوق الإنسان في الجزائر”، والذي يقدم الدعم القانوني لسعيد: “تم استجواب سعيد يوميًا على مدار 12 يومًا – بعد تعرضه لصدمات نفسية على مدى عقود – ولم يحصل على أي مساعدة من محام، وكان تحت ضغط شديد أثناء تعرضه للتهديد من قبل المحققين”.

وحصل شويطر على نسخة من الاستجواب الذي أجرته المخابرات الجزائرية، والذي يُظهر أن بخوش، خلال اللقاء، بدأ يوافق على جميع الاتهامات الموجهة إليه.

وقال شويطر لموقع “ذا إنترسبت”، إن بخوش أجاب على جميع الأسئلة بـ “بالتأكيد، نعم”.

ولا يتضمن نص الاستجواب ما قاله سعيد لسفيان عن الجزء الأول منه، عندما نفى المعتقل الاتهامات المتعلقة بصلاته بتنظيم القاعدة وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.

وقال شويطر إن سعيد تراجع في ربيع أول 1445 هـ‍ (أوائل أكتوبر) عن شهادته التي أدلى بها في التحقيق ونفى التهم الموجهة إليه.

كما تراجع سعيد مرة أخرى عن اعترافاته الأولية في محاكمته الأخيرة، وفي حضور القاضي.

“لقد هددوني”

وقال سفيان، في روايته لمحادثاته مع سعيد، أن سعيد قد أبدى ندمه على استسلامه للشعور بالذعر والذي قام تحت ضغطه بتأكيد مزاعم المحققين معه.

وقال سعيد، بحسب ما ذكر سفيان: “لقد هددوني”.

“بعد أن قلت إنه لا علاقة لي بتنظيم القاعدة، أخبروني أنهم سيرسلونني إلى أشخاص أسوأ للحصول على معلومات مني”.

ومن الجدير بالذكر أن المسؤولين الجزائريين اعترفوا بأنهم لم يسمحوا لسعيد بالاتصال بمحام، أو الاتصال بعائلته حتى اليوم الثالث عشر من احتجازه.

“هراء” وزارة الخارجية الأمريكية

ومع اقتراب النهاية المحتملة لإدارة بايدن في الأشهر الستة المقبلة، فإن الوقت المتاح لدبلوماسيي وزارة الخارجية للتعامل مع الفوضى القانونية الناجمة عن حقبة من الاعتقالات التعسفية المتفشية في الولايات المتحدة والتعذيب الذي تمارسه وكالة المخابرات المركزية قد شارف على النفاذ.

ولا يزال هناك 30 معتقلاً في سجن خليج غوانتانامو؛ تمت الموافقة على إطلاق سراح 16 منهم، وينتظرون التوصل إلى اتفاق لإعادة توطينهم قبل أن يتم الإفراج الفعلي عنهم.

هذا فيما لم تبدأ بعد محاكمة الرجال المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر.

ويعاني المعتقلون السابقون في غوانتنامو المنتشرين في مختلف أنحاء العالم من الوصمة التي تلحق بهم بوصفهم “إرهابيين”.

في ذو الحجة 1444 هـ‍ (يوليو 2023م)، نشر  موقع “ذا إنترسبت” تقريرًا تضمن تفاصيل عن مراسلات حادة النبرة بين كانداس، محامية سعيد، وأعضاء مكتب وزارة الخارجية لشؤون غوانتنامو، حاولت من خلالها حماية موكلها من مصير الاعتقال مرة أخرى.

وكتبت في إحدى رسائلها: “أخشى أن يصبح موكلي بلا مأوى – أو ما هو أسوأ من ذلك – محبوسًا”.

وعندما لم يتم إطلاق سراح سعيد بعد فترة الاستجواب الأولية في الجزائر ووجد نفسه في شكل من أشكال الاحتجاز السابق للمحاكمة، غضبت كانداس مما وصفتها بتطمينات وزارة الخارجية “الهُرائية”.

“لم يبلغهم أن سعيد أُرسل إلى السجن بعد أن تم استجوابه لمدة 12 يومًا”.

وقالت لموقع ”ذا إنترسبت”: “لم يكن هناك في وزارة الخارجية من يراقب أو يهتم بأي شيء”.

“لاحقًا، بدأوا يزعمون لي أنه بمجرد إطلاق سراح سعيد، لم يعد بأيديهم شيء”.

وقالت كانداس: “حقيقة الأمر هي أن خيارات هؤلاء الرجال ليست جيدة”.

“لقد عومل معظمهم على أنهم منبوذون، سواء كانوا في أوطانهم أو في [غيرها]، بسبب الدعاية الأمريكية [السلبية]”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا