سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوء على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.
صنعاء
رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين خلال عامين. وتنوّعت الانتهاكات بين القتل، والاعتداء الجسدي، والاختطافات، والإخفاء القسري، والتعذيب، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال، والانتهاكات ضد المرأة، والتهجير القسري، وممارسات التطييف، والتعسف الوظيفي، والاعتداء على المؤسسات القضائية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة، ونهب الرواتب، والتضييق على الناس في سُبل العيش.
ناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.
الجوف
على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة. ورصد التقرير 7 حالات نهب لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.
تطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات أخرى تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية، وحرمان الموظفين من حقوقهم، وسرقة المساعدات الإغاثية، والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إضافة إلى اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل في مناطق عدة بالجوف.
الحديدة
في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية، كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب. وثق المكتب 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً، إضافة إلى تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، حيث تم إخضاعهم لدورات عسكرية وتعبئة طائفية بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها.
وأشار المكتب إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، مما تسبب في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.
كشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية لعدد من السكان، وانتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم. دعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكدًا استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.
المصدر: صحيفة العرب الأولى
اترك تعليقاً