انطلقت اختبارات الثانوية العامة في ولاية ماهاراشترا يوم الثلاثاء، لكنها سرعان ما خضعت لظلال الجدل إثر تصريحات وزير الولاية نيتش رانِي، التي استهدفت الطالبات المسلمات اللاتي يرتدين البُرقُع. إذ زعم رانِي أن البُرقُع يُستغل في الغش، داعيًا إلى حظره، مما أثار مخاوف واسعة النطاق.
في 29 رجب (التاسع والعشرين من يناير)، وجَّه رانِي رسالة إلى وزير التعليم في الولاية، دادا بوسه، مشيرًا إلى إمكانية إخفاء وسائل الغش تحت البُرقُع. وقد فجَّرت تصريحاته قلقًا بين الطالبات المسلمات، مستحضرات في الأذهان الجدل الذي اندلع في كارناتاكا بشأن الحجاب، والذي حال دون استكمال العديد من الفتيات لتعليمهن.
عبَّر أفراد المجتمع عن استيائهم، محذِّرين من أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى التمييز وتقييد حرية المرأة المسلمة في اختيار لباسها. ورأى كثيرون في حديث رانِي انتهاكًا لحرية المعتقد، ضمن محاولات أوسع للسيطرة على مظهر النساء المسلمات.
وتعاظمت المخاوف من أن يتحول الأمر إلى جدل جديد يُذكِّر بما حدث في كارناتاكا، حيث أدى حظر الحجاب إلى احتجاجات واسعة وعوائق تعليمية أمام الطالبات المسلمات. ومع تصاعد الجدل، بات النقاش حول الحق في التعليم والحرية الدينية أكثر احتدامًا في ولاية ماهاراشترا.
إثر تصريح بوسه، شعرَت الطالبات المسلمات في مختلف أنحاء الولاية بالارتياح، إذ دخلن قاعات الاختبار دون خوف من أي تمييز. وأكدت التقارير الواردة من مراكز الامتحانات، بما في ذلك تلك الواقعة في مومباي، أنه لم يتم منع أي طالبة من أداء الامتحان بسبب زيِّها.
وأشار ساجد نثار، الأمين العام لجمعية “أردو شيكشاك سنغ”، إلى أنه رغم إثارة المخاوف على مستوى الولاية، لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي حوادث تمييزية.
رغم الضجة التي أُثيرت في البداية، مرَّ يومُ الامتحان بسلاسةٍ تامَّةٍ على الطالبات المسلمات. وقد فجَّر الجدلُ نقاشاتٍ أوسعَ حول الموازنة بين النزاهة الأكاديمية والحقوق الشخصية.
ورغم الجدل الذي أشعلته تصريحاتُ وزيرِ الولاية نيتش رانِي، سارعَ وزيرُ التعليمِ في الولاية دادا بوسه إلى التدخلِ لطمأنةِ الطالباتِ المسلماتِ وعائلاتِهن. وأكد بوسه، المنحدر من مدينة ماليغاون، بوضوحٍ أنَّه لن يكون هناك أيُّ حظرٍ على ارتداءِ البُرقُع أثناء الامتحانات.
ورغم أن تطميناتِ بوسه قد هدَّأت المخاوفَ مؤقتًا، فإنَّ الجدلَ الأعمقَ حول ضوابطِ اللباسِ الدينيِّ في المؤسسات التعليمية لا يزال مرشَّحًا للاستمرار في ماهاراشترا وعموم الهند.
وقال: “ليس لدى الحكومة أيُّ نيةٍ لحظرِ البُرقُع”، مشددًا على أنَّ التركيزَ ينصبُّ فقط على منع الغشِّ وضمان العدالة. وقد أسهمَ هذا التصريحُ في تهدئةِ المخاوفِ المتزايدةِ داخل المجتمعِ المسلم، وأعادَ التأكيدَ على التزامِ الولايةِ بمبادئِ المساواة.
وكالات الأنباء.
اترك تعليقاً