أبو سيد، أحد سكان مخيم بلوخالي للاجئين الروهينجا، ينحدر من قرية مروك تاونغ في شمال مونغدو، بولاية راخين. يبلغ من العمر حوالي 110 سنوات. يقيم حاليًا في أكبر مخيم للاجئين الروهينجا في العالم، ويعاني من داء السكري المزمن والشلل منذ أكثر من عامين.
يعاني غالبية اللاجئين الروهينجا في المخيمات من أمراض مزمنة نتيجة محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، إلى جانب الأمراض النفسية الناجمة عن التأثيرات السلبية لنظام الغذاء في المخيمات.
وعلى خلاف ما يذكره ابنه، لم يكن أبو سيد بحاجة إلى أي أدوية لعلاج الحمى أو غيرها من الأمراض أثناء وجوده في بورما. ومع تقدمه في العمر، بدأت الأمراض تهاجمه بشدة.
يُعتبر أبو سيد شاهداً حيًا على تاريخ الروهينجا، فقد عاصر أحداثاً كبيرة في بورما قبل الاستقلال وبعده. جاب أرجاء البلاد المختلفة، وشهد صراعات عديدة مثل الحرب اليابانية والبريطانية داخل بورما.
بعد نهاية الصراعات بين اليابانيين والبريطانيين عام 1364هـ (1945م)، تزوج أبو سيد عن عمر 25 عامًا. وكغيره من شيوخ الروهينجا، يمثل شاهدًا على تاريخ الروهينجا في بورما، ولكنه يُصبح تدريجيًا جزءًا من “الجيل الضائع” نتيجة التهميش المتزايد الذي تعاني منه الأقلية المسلمة في وطنها.
بعد أن نالت بورما استقلالها عام 1367هـ (1948م)، احتفل جميع المواطنين، بمن فيهم مسلمو الروهينجا، بهذه المناسبة معًا. إلا أن اليوم، تم محو تاريخ الروهينجا، واندثرت لغتهم، وصودرت وثائق مواطنتهم، مما جعلهم بلا جنسية وأجبرهم في نهاية المطاف على مغادرة بلادهم.
اترك تعليقاً