منذ عام 1438هـ (2017م)، تحت ستار حملة ضد “الإرهاب”، قامت حكومة الصين بتنفيذ انتهاكات واسعة ومنهجية ضد المسلمين الذين يعيشون في منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) الأويغورية ذات الحكم الذاتي. وبعيدًا عن كونها استجابة مشروعة للتهديد الإرهابي المزعوم، فإن حملة الحكومة تكشف عن نية واضحة لاستهداف أجزاء من سكان تركستان الشرقية بشكل جماعي استنادًا إلى الدين والعرق، واستخدام العنف الشديد والترهيب لاستئصال المعتقدات الدينية الإسلامية والممارسات الثقافية الإثنية التركية للمسلمين. تهدف الحكومة إلى استبدال هذه المعتقدات والممارسات بوجهات نظر وسلوكيات علمانية معتمدة من الدولة، وفي نهاية المطاف، إلى دمج قسري لأعضاء هذه الجماعات العرقية في أمة صينية متجانسة تتمتع بلغة وثقافة موحدة وولاء راسخ للحزب الشيوعي الصيني (CCP).
لتحقيق هذا التلقين السياسي والاندماج الثقافي القسري، باشرت الحكومة بحملة اعتقالات جماعية تعسفية. تم احتجاز أعداد هائلة من الرجال والنساء من الجماعات العرقية المسلمة بشكل رئيسي. ويشمل ذلك مئات الآلاف الذين تم إرسالهم إلى السجون، بالإضافة إلى مئات الآلاف – ربما مليون أو أكثر – الذين تم إرسالهم إلى ما يُسمى “مراكز التدريب” أو “التعليم” التي تصفها الحكومة. وتُعد هذه المنشآت في الواقع معسكرات احتجاز. يتعرض المحتجزون في هذه المعسكرات لحملة تلقين لا تنقطع بالإضافة إلى التعذيب الجسدي والنفسي وأشكال أخرى من المعاملة السيئة.
لتحميل الملف كاملا بصيغة بي دي أف
اترك تعليقاً