مستوى جديد من الإجرام ينتهجه الإحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها على المدنين العزل في قطاع غزة، حيث يستخدم التجويع سلاحا فتاكا منذ بداية حربه، بيد أنه كان هناك بعض النشطاء من أهل غزة يتولون عملية جمع التبرعات، لدعم الناس وعمل التكايا والخيم وما يشابهها من أعمال خدمية وتطوعية، والتي لا تكفي بالطبع ولكنها محاولة لسد ولو أقل أقل القليل من حاجات الناس، فكان المستوى الجديد للإجرام، هو استهداف النشطاء الميدانيين الذين يقومون على مثل تلك الأنشطة.
ففي مطلع الشهر الحالي فاجئتنا الأخبار باستهداف تكية الشمال في مشروع بيت لاهيا حيث تم استهداف صاحبها الشاب محمود المدهون فارتقى شهيدا -فيما نحسبه- على إثر ذلك.
وفي إطار الإستهداف الممنهج لجيش الإحتلال للنشطاء الميدانيين، قام جيش الإحتلال منذ حوالي أسبوع باستهداف منزل عائلة الشيخ علي، الذي يسكنه الدكتور محمود الشيخ علي وهو أحد أبرز النشطاء في مجال المساعدة الإنسانية لأهل القطاع، حيث كرس وقته وجهده لاستقبال التبرعات ثم خدمة أهل القطاع في رفح ثم في النصيرات بعد تهجير أهل رفح وهو من بينهم، الدكتور محمود الذي كان قد اتخذ من أحد أدوار المنزل مخزنا، يضع فيه المواد التي يشتريها بأموال التبرعات لحين توزيعها، حيث كان يوزع الخيام والشوادر والأموال والمياه والخضروات ويقوم بعمل التكايا بمساعدة صديقه الشيخ خالد نبهان المعروف بـ(روح الروح).
اليوم يخرج علينا خبر إرتقاء الشيخ خالد نبهان أيضا، ليغلق الإحتلال شريان كان يتدفق عبره المساعدات لأهل غزة المحاصرين.
جدير بالذكر، أن جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب كان يستهدف قوافل المساعدات التي تدخل إلى غزة، ولا يخفى على متابع التضييق الخانق على دخول المساعدات للقطاع خاصة بعد سيطرة جيش الإحتلال على معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
وفي وقت سابق كانت وحدة سهم التابعة للأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة قد أعلنت رسميا قتل أخطر العملاء والجواسيس في قطاع غزة المدعو “م،ش” ، وهو أخطر شخصية اشتهرت بسرقة شاحنات المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني في غزة، فحتى المساعدات القليلة التي يسمح الإحتلال بعبورها أمام الكاميرات، يسرقها بمجرد دخولها أو يستهدفها بالقصف.
ومنذ وقت قريب كانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت عن القناة 12 العبرية أن حكومة الاحتلال توافق على اقتراح نتنياهو بتسجيل ومتابعة المنظمات الأهلية الدولية التي تساهم في مساعدة الفلسطينيين، عبر وزارة خارحية الاحتلال، تمهيدًا لاتخاذ إجراءات ضدها.
جريمة جديدة ممنهجة تضاف لسجل الجرائم المكتظ لجيش الإحتلال الإسرائيلي، فهذه فئة جديدة يستهدفها للقضاء عليها، بعد استهداف الأطباء والصحفيين والمسعفين، بل واستهداف المدنين كافة، في ظل صمت عالمي متآمر. وكأنه يسابق لنيل “وسام” الإبادة، فمن لم يمت بالقصف تحت عدوانه، مات بالجوع!
اترك تعليقاً