الصين وتحريف الإسلام عن طريق تغيير المعمار: مسجد ناجيانغ أُنموذجاً

IMG 1959

لا يزال الحزب الصيني الشيوعي مستمراً في استراتيجية “تصيين” العقائد لتتوافق مع رؤيته، ولا يزال الإسلام على رأس قائمة المستهدفين بهذا التحريف المعنوي.

فقد قامت السلطات بهدم جزء من مبنى مسجد ناجيانغ التاريخي، والتخلص من مآذنه ذات الشكل المميز، لإعطائه شكلًا أكثر “اتساقًا” مع أيديولوجية الحزب الشيوعي.

كما وُضعت نشرة على مدخل المسجد تدعو للالتزام بطاعة بكين والامتنان لها.

أحد سكان المنطقة يُدعى “ما”، أخبر موقع راديو آسيا الحرة (Radio Free Asia)، عن إعادة فتح المسجد بعد أشهر من العمل الذي شوه صورته: “لقد تم تجديده، كما تم تحويل القبة إلى مبنى على الطراز الصيني”.

IMG 1960

صورة تظهر فيها الدعوة إلى الولاء للحزب الشيوعي والتي تم وضعها خارج مسجد ناجيانغ، كما يظهر في الإطار صورة للشكل الجديد للمسجد

ولا يتعلق هذا التغيير الجذري بمكان العبادة في ناجياينج فحسب، بل يشمل جميع المساجد في المنطقة التي يوجد بها مجتمع كبير من مسلمي الهوي الذين وقعوا ضحية لاضطرابات عميقة تهدف إلى تغيير هويتهم، وتحويل الإسلام من “الاستسلام” لله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى طاعة عمياء لاملاءات بكين وزعيمها شي جينبينغ.

طمس الهوية من خلال التغيير المعماري 

يعود تاريخ مسجد ناجياينغ إلى القرن الثالث عشر، وكان طرازه المعماري آنذاك مستوحى من معبد على الطراز الصيني. ولكن المبنى الحالي – قبل التغييرات – هو نتيجة لعملية تجديد أجريت في عام 1425هـ (2004)، شملت بناء قبة على الطراز العربي، وأربعة أبراج تتسع لما يصل إلى 3000 مصلي. ونظراً للأهمية التي يتمتع بها المسجد ومكانته بالنسبة لأفراد المجتمع المسلم المحلي، فقد أرادت السلطات إعادته إلى طرازه الصيني السابق كجزء من مشروع أوسع لـ “إضفاء الطابع الصيني” على أماكن العبادة والأديان.

وأثارت هذه السياسة ثورة المسلمين في المنطقة الذين دخلوا، في شهر مايو الماضي وعدة مناسبات أخرى، في اشتباكات عنيفة مع الشرطة، لكنهم فشلوا في حماية المبنى من تغيير نمطه المعماري من قِبل السلطات الصينية.

وأضاف “ما” أن “حوالي 90% من المساجد في المنطقة قد تغيرت بالفعل” نتيجة للسياسة التي فرضها الحزب الشيوعي.

إعادة تعريف الإسلام

ووفقاً لـ “ما جو”، وهو عالم مسلم من أصل صيني يعيش في الولايات المتحدة وله علاقات قوية مع أفراد المجتمع الإسلامي في ناجو، فإن تدخل السلطات في الشؤون الدينية في ناجيايينغ لم يقتصر على الهيكل الخارجي للمسجد.

فقد كانت هناك ضغوط وإملاءات من جانب السلطات الصينية، تهدف إلى إجراء تغييرات تنظيمية وإدارية في أماكن العبادة.

واتهم “ما جو” السلطات باستخدام عملية إعادة البناء لإعادة تنظيم لجنة إدارة المسجد.

وقال “ما جو” أن اختيار أفراد اللجنة يتم من خلال “التعيينات المباشرة من قبل المكتب الحكومي للشؤون الدينية وإدارة العمل بالجبهة المتحدة”، والتي تتولى، تحت قيادة الحزب، مسؤولية “تصحيح” مسار المنظمات والجماعات الغير تابعة للحزب الشيوعي لضمان اتساق توجهاتها مع نهج الحزب الخط الرسمي.

وأضاف أنه “تم حظر العديد من المدارس المرتبطة بالمسجد، ولا يُسمح للأطفال بالدخول.

وقال “غو مين”، وهو معلق على الشؤون الجارية، أن الغرض من كل هذا هو تذكير المسلمين بأن الحزب الشيوعي في الصين هو “القوة العليا”.

وحذر من أن “الحزب الشيوعي الآن يدعي أن الوطنية جزء من الإسلام” ليرسخها كعقيدة لدى المسلمين.

رد واحد على “الصين وتحريف الإسلام عن طريق تغيير المعمار: مسجد ناجيانغ أُنموذجاً”

  1. الصورة الرمزية لـ منيرة
    منيرة

    هذا كله سووه عندنا بالكويت والسعودية والامارات والبحرين من زمان ومازالوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا