تعتمد الشرطة الصينية في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) على قائمة رئيسية تضم 50 ألف ملف وسائط متعددة تعتبرها “عنيفة وإرهابية” للإبلاغ عن الإيغور وغيرهم من السكان المسلمين الأتراك للاستجواب، وفقا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في 4 مايو.
ووجد تحقيق أجرته هيومن رايتس ووتش في البيانات الوصفية لهذه القائمة الرئيسية أنه خلال تسعة أشهر منذ 1438 إلى 1439هـ (2017 إلى 2018 م)، أجرت الشرطة ما يقرب من 11 مليون عملية تفتيش لما مجموعه 1.2 مليون هاتف محمول في عاصمة شينجيانغ أورومتشي. مكنت أنظمة المراقبة الجماعية الآلية للشرطة في شينجيانغ هذا البحث عن الهاتف.
قالت مايا وانغ، القائمة بأعمال مدير قسم الصين في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن استخدام بكين لتكنولوجيا المراقبة في شينجيانغ (تركستان الشرقية) يعني أن الإيغور الذين يخزنون القرآن ببساطة على هواتفهم قد يجلبون لأنفسهم استجوابا من الشرطة.
وأثارت المنظمة الدولية غير الحكومية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها مرارا مخاوف بشأن نهج الصين في مواجهة الأعمال التي تصفها بـ “الإرهاب” و”التطرف”.
وقال التقرير إن “قانون مكافحة الإرهاب الصيني يعرف “الإرهاب” و”التطرف” بطريقة فضفاضة وغامضة للغاية تسهل الملاحقات القضائية والحرمان من الحرية وغيرها من القيود على الأفعال التي لا تهدف إلى التسبب في الوفاة أو الأذى الجسدي الخطير لأهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية”.
ووجدت عمليات البحث التي أجرتها هيومن رايتس ووتش أكثر من 1000 ملف فريد على حوالي 1400 هاتف من سكان أورومتشي تتطابق مع تلك الموجودة في القائمة الرئيسية للشرطة. وكشف تحليل هذه الملفات المتطابقة أن 57 في المائة منها تبدو مواد دينية إسلامية شائعة، بما في ذلك قراءات لكل سورة من القرآن.
القائمة هي جزء من قاعدة بيانات كبيرة (52 جيجابايت) تضم أكثر من 1600 جدول بيانات من شينجيانغ (تركستان الشرقية) تم تسريبها إلى صحيفة “إنترسبت” في عام 1440هـ (2019م). وذكرت ” إنترسبت”، وهي مؤسسة إعلامية أمريكية، أن الشرطة في عاصمة شينجيانغ أجرت عمليات مراقبة واعتقالات منذ 1436 إلى 1440هـ (2015 إلى 2019م) بناء على نصوص تقارير الشرطة التي كانت جزءا من قاعدة البيانات هذه.
وبحسبما أبرزت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر في 4 مايو، فإن “القائمة الرئيسية لملفات الوسائط المتعددة التي فحصتها هيومن رايتس ووتش موجودة في جزء مختلف من قاعدة البيانات نفسها ولم يتم الإبلاغ عنها أو تحليلها من قبل. وقد تم تجميع بعض الأرقام الواردة في هذا التقرير حتى لا تتمكن السلطات من تحديد مصدر التسريب”.
ماذا تحتوي ملفات الوسائط؟
كشف تحليل البيانات الوصفية لهذه القائمة الرئيسية عن الصور والملفات الصوتية وملفات الفيديو التي تحتوي على محتوى عنيف، ولكن أيضا مواد أخرى ليس لها صلة واضحة بالعنف.
احتوت هذه الملفات الإعلامية على مواد مثل محتوى يصور قطع الرؤوس أو أشكال التعذيب التي يبدو أنها نفذتها جماعات متمردة في العالم، وعصابات المخدرات، وتفاصيل عن مذبحة ميدان تيانانمين عام 1409هـ (1989م) احتوت الملفات على مواد شاركت فيها منظمات أجنبية بما في ذلك حركة استقلال تركستان الشرقية ومؤتمر الإيغور العالمي.
كما احتوت الملفات على محتوى ديني إسلامي، بما في ذلك قراءات القرآن وأغاني الزفاف.
“عثرت هيومن رايتس ووتش أيضا على قائمة أخرى ذات صلة في قاعدة البيانات تحتوي على تجزئة MD5 – نفسها، وهي التوقيع الفريد لهذه الملفات. ويبدو أن هذه القائمة تحتوي على نتيجة البحث لتطبيق جينغوانغ ويشي Jingwang Weishi ، وهو تطبيق مراقبة”.
ووفقا لتقرير صادر عن قناة الجزيرة، طلبت الشرطة في أورومتشي من السكان تنزيل تطبيق المراقبة جينغوانغ ويشي، مما يمنح السلطات القدرة على مراقبة محتويات هواتفهم. ويمكن أيضا أن يطلب من زوار شينجيانغ تنزيل تطبيق مماثل يسمى فانغسي Fengcai.
وحثت هيومن رايتس ووتش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إجراء تحقيق دولي مستقل على وجه السرعة في انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات الأساسية في شينجيانغ (تركستان الشرقية) من قبل الصين ضد الإيغور وغيرهم من المسلمين.
وينضم هذا النداء لعشرات النداءات السابقة التي لم تلق أي استجابة جادة لوضع حد لطغيان الصين والاضطهاد الذي يعيشه المسلمون في تركستان الشرقية.
الإيغور ممنوعون من الصلاة في الأعياد حتى في منازلهم
(شرطي يشير إلى وصول مسلمي الإيغور إلى مسجد “عيد كاه” للصلاة في عيد الفطر في بلدة كاشغر القديمة، منطقة شينجيانغ – تركستان الشرقية- التي من المفترض أن تكون ذاتية الحكم شمال غرب الصين، 2 شوال 1438هـ. الموافق لـ 26 يونيو 2017م)
قال سكان والشرطة إن السلطات الصينية منعت معظم الإيغور من الصلاة في المساجد – وحتى في منازلهم – خلال عيد الفطر الأخير، في أجزاء كثيرة من منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية).
وقالت مصادر إنه سمح للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر بالصلاة في مسجد محلي تحت مراقبة مشددة من الشرطة خلال العيد الذي وافق تاريخ 20-21 أبريل نيسان من هذا العام.
ومنذ عام 1438هـ (2017م)، قيدت الصين أو حظرت العادات التقليدية الإيغورية والشعائر الإسلامية بين الإيغور المسلمين في محاولة للقضاء على ما تسميه “الإرهاب” و”التطرف الديني” وما هو إلا إبادة عرقية مكتملة الأركان.
وقالت المصادر إنه خلال العيد هذا العام، وهو أهم مناسبة إسلامية، قامت السلطات في شينجيانغ (تركستان الشرقية) بدوريات في شوارع المدينة وفتشت المنازل لمنع الناس من الصلاة سرا داخل منازلهم.
وقال موظف إداري من بلدة ياركوروك في محافظة أكيسو إن أحد المساجد هناك مفتوح لصلاة العيد. وقال الموظف: “ذهب ضباط الشرطة إلى المسجد لمراقبة الناس. لا أعرف ما إذا كان الناس بحاجة إلى إذن للذهاب إلى المسجد لأنني لم أذهب إلى هناك”.
وبالمثل، كان هناك مسجد واحد فقط مفتوح لصلاة العيد في بلدة بولونغ بمقاطعة باي، كما قال ضابط في مركز الشرطة المحلي، على الرغم من أنه لم يسمح إلا للسكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما بالصلاة إذا أرادوا ذلك.
وأضاف أن الحكومة أصدرت إشعارا بأن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما لا يمكنهم الصلاة في عطلة العيد.
وقال الضابط من مركز شرطة المدينة إن عشرات فقط من شيوخ الإيغور في بولونغ حضروا صلاة العيد في أحد المساجد، حيث راقب ثلاثة من ضباط الشرطة والعديد من موظفي الشرطة المساعدين وكتبوا أسماء الإيغور.
وقال ضابط الشرطة: “كان المسجد مفتوحا أمس، وذهبنا إلى هناك لمراقبة الناس”، مضيفا أنه طلب من السكان الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما عدم الذهاب إلى المسجد.
وقال أحد السكان المحليين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن، مثل آخرين في هذا التقرير الذي نشرته إذاعة آسيا الحرة، إن السلطات دمرت جميع المساجد تقريبا في مقاطعتي نيلكا وكونيس، حتى لو سمحت الحكومة للناس بالصلاة أثناء العيد، فلن يتمكنوا من الذهاب إلى مسجد للقيام بذلك.
وقال موظف في مركز شرطة أكتوب في مقاطعة توكوستارا لإذاعة آسيا الحرة إنه لم يتم منح أي إذن للسكان، بمن فيهم كبار السن، لعقد تجمعات صلاة العيد في منازلهم، ولم يتم إجراء أي استثناءات.
وبحسب الإذاعة قالت إحدى سكان مقاطعة بيزيوات في محافظة كاشغر أنها لم تزر أي شخص للاحتفال بالعيد أو تحضر “سانغزا”، وهي عجينة مقلية خاصة يأكلها الإيغور خلال احتفالات العيد.
وقالت امرأة من منطقة سكنية في مقاطعة مارالبيكسي في محافظة كاشغر إن أيا من جيرانها أو أقاربها لم يقيموا صلاة العيد أو الاحتفالات.
وقالت لإذاعة آسيا الحرة :”لم يكن المسجد مفتوحا”، “زوجي شرطي، وذهب للعمل في العيد. لم تكن هناك صلاة عيد الفطر هنا. كان هادئا”.
وتستمر الصين في سياساتها بهدوء .. في وقت يستمر خذلان العالم للمسلمين الإيغور إلى أجل غير مسمى.
المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشره موقع wionews.com
بعنوان China monitors phones of Uyghurs, flags them as extremists for possessing Quran: Report
ومقالة لإذاعة آسيا الحرة بعنوان Most Uyghurs banned from praying on Islamic holiday, even in their homes
اترك تعليقاً