الصين: إبادة للإيغور المسلمين بالتجويع

أطلقت أم أيغورية نداء استغاثة عاجل بعد أن فقد أولادها الوعي من شدة الجوع بسبب الحجر الصحي الذي فرضته الصين على الإيغور المضطهدين بحجة منع انتشار كورونا وذلك منذ 40 يوم في مدينة غولجا. حيث ترفض السلطات الصينية خروج الإيغور للتزود بالطعام والشراب وترفض أيضا تزويدهم به.

وقالت الأم الإيغورية المفجوعة:” هؤلاء اطفالي؟ هم يستلقون هكذا دون حراك! ماذا سأفعل لهم لو حدث لهم شيئ! انظروا كيف يستلقون من الجوع!! ليس لدينا أي شيء لنأكله!!”.

ونشر إيغوري متضرر نداء استغاثة آخر يكشف فيه تلاعب وخداع الحكومة الصينية بحجة كورونا بينما تفرض حصارا وتجويعا متعمدا لقتل الإيغور المسلمين في مساكنهم. وقد تم إخفاء وجهه من الفيديو كي لا يتسبب له ذلك في ملاحقة أمنية من الحكومة الصينية.

وفي فيديو آخر ينقل تفاصيل الحصار المطبق على الإيغور المسلمين في بيوتهم، يقول الأخ المفجوع بأخيه، “انظروا أخي أحمد مات ..! لا يوجد احد اهتم به من الموظفين مات وهو لوحده في البيت جسده تجمد ولا أحد نظر إليه . يظهر أنه مات من وقت طويل ولا أحد علم بذلك. كان يكفي إحضار الطعام فقط !”.

وبحسبما نشر حساب تركستان اليوم على تويتر، مات عدد كثير من الإيغور من بينهم الأطفال بسبب الجوع، لأن منازلهم كانت مغلقة من الخارج ولم يتم توفير الطعام لهم من قبل السلطات ولم يسمح لأحد ان يمدهم بالمساعدة. وقال:”حصل “Lockdown” على معنى مختلف لـلإيغور تجويعهم حتى الموت بأكبر عدد ممكن #StarvationGenocide

ونقل الحساب شهادة إيغورية تقول عن “إغلاق كوفيد” من قبل الصين على مدار الأربعين يومًا. “إن الناس لديهم نقود لكنهم لا يستطيعون شراء الطعام، ولا أحد يأت لهم بالطعام، والأشخاص تُركوا للموت جوعاً في منازلهم، وقد مات الكثير منهم بالفعل”.

وكشف فيديو آخر نشر على تويتر، كيف تحكم السلطات الصينية إغلاق الأبواب من الخارج لمنع الإيغور الجوعى من الخروج، إنه حصار متعمد للإبادة بالتجويع!

وكان الفيديو التالي بحسب الناشطين آخر ما وصل للعالم الخارجي من تركستان الشرقية لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو لرجل صاحب مصنع كبير في مدينة غولجا، حبس في شقته لا يستطيع الخروج منها ولا إدخال أحد.

وانتشرت التصاميم المناصرة للمسلمين الإيغور في مواقع التواصل لتلخص مشهد القتل المتعمد بحجة الإنقاذ من موت كورونا!

FcUS3SVWQAQk2aa

FcUyRK1XkAA3iId
Fa7FH42WYAEOnjt

وقابل هذه الحملة المناصرة للمسلمين الإيغور سخطا وانزعاجا من الحسابات الصينية باللغة العربية التي تعمل على تزيين صورة الصين في العالم الإسلامي حيث كانت ردود بعض هذه الحسابات في منتهى اللامبالاة والإساءة كما في الصورة.

FcY SCTWIAELdBd

تركستان الشرقية تكافح

تعد تركستان الشرقية أو ما يعرف بمنطقة شينجيانغ الشاسعة، التي تبلغ مساحتها خمسة أضعاف مساحة ألمانيا، موطنا للمسلمين الأيغور، وهم شعب يعكس عرقه مكانته على الحدود الغربية القصوى للصين وعند مفترق الطرق بين الشرق والغرب.

يتميز الإيغور بالبشرة الفاتحة والعيون الخضراء والشعر الأحمر، في حين أن ثقافتهم، بتقاليدها الإسلامية، قريبة من البلدان المجاورة في آسيا الوسطى.

وعرفت تركستان الشرقية دولتها المستقلة عن الصين إلى غاية أوائل القرن الماضي، ولكن منذ وصول الشيوعيين إلى السلطة، كانت فكرة استقلال تركستان الشرقية عن الصين مرفوضة تماما مما تسبب في إطلاق يد البطش على الإيغوريين. وأصبحت الدولة الصينية تنظر إلى الأيغور على أنهم ليسوا مختلفين بشكل مريب فحسب، بل إنهم مثيرون للفتنة بشكل خطير.

وبدأت بناء معسكرات الاعتقال العملاقة واستخدام الاعتقالات الجماعية التعسفية لاستهداف أي تعبير تقريبا عن هوية الأيغور وثقافتهم وإيمانهم بشكل جدي في عام 2017م. وأخذت العملية ملامح إبادة جماعية شاملة لم تستثن أي تفصيل في حياة الإيغور فحاربت الصين حتى لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم الثقافية وفصلت أطفالهم وقامت بتربيتهم على مفاهيم الشيوعية وتقاليد الهان الصينية، وعمدت لتزويج نساء الإيغور قسرا لغير المسلمين الهان، وتعرضت نساء الإيغور للتعقيم القسري ورجالهم للعمل القسري في مشاريع الصين!

ولا تزال التقارير التي تصدر في كل مرة بشأن انتهاكات الصين لحقوق الإيغور تقدم أدلة موثوقة على التعذيب، وفرض ضوابط الخصوبة القسرية التي أدت إلى انخفاض كبير في معدل المواليد، والقمع العنيف لثقافة الأيغور وعقيدتهم. وقائمة جرائم الصين في تركستان الشرقية تطول.(1)

يرجى الاطلاع على المقالتين التاليتين عن تاريخ الصراع في تركستان الشرقية إلى اليوم.

تركستان الشرقية والصراع مع الصين والإبادة العرقية

الإسلام في الصين: صراع وجود لا يزال مستمرًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا