وجهت المنظمات الإغاثية دعوات لمساعدة عشرات الآلاف من الأطفال في غرب أفغانستان الذين يعانون في ظروف الشتاء التي تهدد حياتهم في أعقاب سلسلة من الزلازل المدمرة في أكتوبر الماضي.
وقدرت حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية ووكالات الإغاثة أن الكوارث في أكتوبر الماضي قتلت أكثر من 1000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، ودمرت 21000 منزل، مع فقدان عدد لا يحصى من العائلات سبل العيش والماشية والمحاصيل.
وذكرت اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، أنه “بعد مرور ثلاثة أشهر، لا يزال تأثير زلازل هرات قائما، حيث لا تزال العديد من العائلات تعيش في خيام أو تنام في العراء على الرغم من البرد القارس”.
وأضافت أن الشتاء القاسي الذي يجتاح أفغانستان، بما في ذلك منطقة هيرات المتضررة من الزلزال، يهدد الأرواح ويبطئ جهود إعادة البناء.
ودفعت عودة حركة طالبان إلى السلطة وإعادة إمارة أفغانستان الإسلامية بدل الحكومات التابعة للغرب، في محرم 1443هـ (أغسطس 2021م)، الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة إلى وقف جميع مساعدات التنمية للبلاد بسرعة وعزل القطاع المصرفي الأفغاني.
ومع ذلك فقد تمكنت إدارة إمارة أفغانستان الإسلامية من تسديد كامل ديونها المتعلقة بالكهرباء بقيمة 627 مليون دولار، بما في ذلك مبلغ كبير من الإدارة السابقة العميلة في كابول. ولأول مرة في تاريخ البلاد، تم سداد ديون الكهرباء المستحقة لأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وإيران نقدا. وهو ما يعني سداد الديون الخارجية لأفغانستان.
ولا تزال إمارة أفغانستان الإسلامية تتجاوز التحديات بالجهود المحلية المحدودة، ما يجعل مهمة تفريج كرب المتضررين من الزلالزل تستغرق وقتا بسبب الحصار الدولي المفروض على الشعب الأفغاني الذي اختار حكم الإسلام الذي ينتمي له تاريخيا ودينيا، على الديمقراطية الغربية الدخيلة والتي حاول الغرب فرضها عليه بالقوة العسكرية والغزو الفكري وباءت محاولاته بالفشل.
إن التضييقات التي يمارسها الغرب ضد الشعب الأفغاني على الرغم من خضوعه لواقع إمارة إسلامية في أفغانستان بالقوة، يفضح الشعارات الجوفاء التي يرفعها ساسة الغرب بشأن حقوق الإنسان ومستقبل أفضل للأفغان التي كانوا يتسترون خلفها لهدم فرصة إقامة نظام إسلامي في هذه البلاد.
وها هو اليوم الشعب الأفغاني بحاجة للدعم والمساعدة ومع ذلك يستمر التضييق عليه بعد أن استتب الأمن والاستقرار في البلاد. ما يؤكد على أن الغرب لا يؤمن بالشعارات التي يرفعها وأن القضية أبعد من صراع أمني.
اترك تعليقاً