عندما ذهبت لتفقد أحوال الروهينجا في مخيم كوكس بزار في بنغلاديش، لفتت انتباهي رغبة الروهينجا الكبيرة في العودة إلى وطنهم، ولكنها رغبة يرافقها الخوف من العودة إلى واقع مجهول من الخطر وعدم الاستقرار؛ وحالة من عدم اليقين تزداد مع ممارسات حكومة ميانمار التي قتلت الروهينجا وأحرقت منازلهم في عملية إبادة ممنهجة أدت إلى فرار قرابة المليون روهينجي تاركين خلفهم عددا كبيرا من حقولهم ومحاصيلهم وذكرياتهم.
هذا ما تشاهده في أعين الروهينجا في مخيمات اللجوء: الرغبة في العودة من جهة، والخوف الذي يقابلها من جهة أخرى.
تواصلت مع شاب من الروهينجا اسمه نور عالم، يعيش في مخيم اللجوء في كوكس بزار مع عائلته التي تتكون من الوالدين وثلاثة أبناء، منهما شقيقان. لا يزال نور يذكر كيف توفي أحد أقاربه أثناء عبورهم نهر ناف مع الروهينجا الفارين بأرواحهم.
عندما سألت نور عن العودة إلى وطنه، قال إنه يريد العودة إلى منزله. ولكن هناك الكثير من الخوف يحيط بفكرة العودة هذه. فإن كان هناك حل دولي يضمن سلامتهم وأمنهم، يمكنه أن يتشجع أكثر على العودة.
نور واحد من أكثر من مليون روهينجي محصورون في زاوية من بنغلاديش. في منطقة كوكس بازار. لكنهم بدون وظيفة ولا دخل، لذلك هم يعتمدون على مصدرين:
التمويل الجماعي والتمويل الدولي المخصص للروهينجا والذي يقل في كل مرة، وزاد من معاناتهم منعهم من العمل بشكل مستقل كما هو حال المواطنين في بنغلاديش.
ولا يختلف حال الفتيان عن الفتيات الروهينجا، فهم يحملون الهواجس والآمال نفسها. لقد رأيت الفتيات في كوكس بزار محجبات، قد اعتنين بزيهن الإسلامي بشكل كامل، ولم يكن هناك اعتياد على خروجهن فأكثرهن ماكثات في البيوت، ويتزوجن مبكرا، ليتحملن مسؤولية أسر جديد بأطفال يترواح عددهم بين 3 إلى 6.
في قصة كل روهينجي لاجئ الكثير من الآلام والعبر والأحلام، اجتمعت كلها ولا تزال تؤكد على أن رفع الخذلان عن الروهينجا مسؤلية جماعية يتحملها كل من يصله خبرهم ومآسيهم.
محمد عبد الله هو مراسل “وصل” في بنغلاديش
اترك تعليقاً