الجيش الذي لا يقهر

5 1723656564


سعى الاحتلال الصهيوني على مدار ما يربو عن العام وثلاثة أشهر من المجازر الوحشية الدامية؛ لنزع صور جنوده وهم أذلاء تحت أحذية ثلة من المجاهدين بأقل الإمكانيات من أسلحة خفيفة وأعداد قليلة.

فصورة ذلك الجندي المدجج بأحدث وأدق الأسلحة متحصنا في أحدث أنواع الدبابات وهو يجر بمنتهى المهانة على يد رجل واحد لا يحمل سوى بندقية بدائية بالمقارنة بأسحتهم؛ كفيلة بهدم سردية “الجيش الذي لا يقهر” الذي سعى الاحتلال لغرسها في عقول المسلمين لعقود طويلة.

لصناعة الوهن والعجز في قلوب المسلمين وصناعة تلك الصورة الأسطورية لأعدائهم؛ فيظل حاجزا نفسيا قويا قائما يمنعهم من مجرد التفكير في مقاومة الاحتلال فضلا عن التفكير في غلبتهم.

المحاولة الفاشلة للبقاء على الأسطورة

اجتاح الإحتلال الصهيوني قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر معلنا عن أهداف سيحقهها بلا ريب، من بينها القضاء على حماس واستعادة أسراه من بين أيديهم أحياء.

اجتاحوا القطاع بكل التكنولوجيا الحديثة التي يملكها العالم كله، من أجهزة استشعار لاستكشاف التجويفات والأنفاق والحركة والصوت تحت الأرض، ومن ريبوتات حديثة ومسيرات، ومن أجهزة استخبارات عالمية، ورصيد مفتوح من كل دول الغرب، وقنابل وصواريخ وطائرات وغيره، في مواجهة تلك الثلة القليلة بأسلحتها الخفيفة محلية الصنع تحت حصار خانق!

فكانت نتيجة هذا الاجتياح رغم المجازر الوحشية والجرائم ضد الإنسانية بل وضد حتى الحيوان والنبات والحجر والشجر التي ارتكبها الإحتلال، كانت النتيجة مزيد صغار وهوان وتفتيت لتلك الأسطورة البائسة، فقد خرج الاحتلال بقائمة طويلة من الجرائم بدون تحقيق أي هدف من أهدافه.

الصفقة

اضطر الاحتلال مع فشله في تحقيق أهدافه إلى الجلوس إلى طاولة مفاوضات كان يرفضها في بداية الأمر، لعلمه أنها الدليل القاطع على هزيمته وفشله، لكنه خلص أنه لا يمكنه تحرير أسراه إلا عن طريق عقد صفقة مع حماس والفصائل الفلسطينية، ثم النزول على شروطهم.

ارتداد الصفقة

نتنياهو حاليا واقع بين مطرقة ترامب الذي من الواضح أنه لا ينوي خسارة مزيد من الأموال في حرب بلا نتائج، وكذلك يود التفرغ لقضايا أهم من قضية الاحتلال الفاشلة، وبين سندان الداخل والمعارضة فبعد أن استقال بن غفير من الحكومة، يهدد سيموتريتش بإسقاط حكومة نتنياهو إن لم يستأنف الحرب.
ووفق محللين ربما يكون أقل مستوى لارتداد الحرب والصفقة هو سقوط حكومة نتنياهو بالفعل ثم مزيد انقسام وتفكيك في الداخل الإسرائيلي.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا