إنقاذ العشرات من الروهينجا من الغرق قبالة سواحل إندونيسيا

download

قالت السلطات الإندونيسية إن رجال الإنقاذ أعادوا يوم الخميس 69 آخرين من الروهينجا إلى الشاطئ، عثر عليهم متشبثين بقاربهم الخشبي لمدة يوم تقريبًا ويعانون من الجوع والجفاف بعد انقلابه في المحيط الهندي قبالة ساحل إقليم آتشيه. 

وقال سوبريادي، قبطان سفينة الإنقاذ، إن من تم إنقاذهم نُقلوا إلى الشاطئ لتلقي العلاج الطبي، على الرغم من احتجاج بعض السكان المحليين على وصولهموأنقذ صيادون محليون ستة آخرين من نفس القارب يوم الأربعاء.

وقال سوبريادي: “عندما تم العثور عليهم، كانوا ضعفاء بسبب الجفاف وربما لم يأكلوا لعدة أيام”. وذكرت السلطات أن جهود البحث قد اكتملت.

وأظهر مقطع فيديو التقطه صياد يوم الأربعاء أكثر من 50 من الروهينجا يقفون على هيكل القارب المقلوب الذي بالكاد يمكن رؤيته، وهم يلوحون بشكل محموم طلبا للمساعدة. 

وقال مسؤولون إن القارب انقلب في المياه قبالة ميناء كوالا بوبون (16 ميلا بحريا من ميولابوه)، ربما بعد أن ضربته أمواج عاتية.

وقال زانيد سالم، أحد الستة الأصليين الذين تم إنقاذهم، إن 150 من الروهينجا غادروا مخيم اللاجئين الماليزي قبل 24 يومًا، على أمل الإبحار إلى أستراليا، مضيفًا أن حوالي 50 شخصًا لقوا حتفهم خلال الرحلة. 

وقالت السلطات إنها لم تنتشل أي جثث خلال جهود الإنقاذ، مضيفة أن هذه الجهود انتهت. وفي الوقت نفسه، أغلق مئات السكان الطرق احتجاجًا على وصول الروهينجا الأخير. 

وقال إيسواهيودي، نائب رئيس شرطة إقليم آتشيه الغربي: “يطالب السكان بعدم توطين اللاجئين الروهينجا في قريتهم”.

وأفاد صحفيون محليون أن القرويين كانوا يحملون لافتات ويهتفون بمعارضتهم لوجود اللاجئين .

وقال أحد السكان:”نحن لا نقبل اللاجئين هنا. … لماذا نحضرهم إلى قريتنا؟”.

تاريخ طويل من استضافة اللاجئين

إندونيسيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1370هـ (1951م)، ولكن لديها تاريخ طويل في استضافة اللاجئين من صراعات مختلفة.

فهي تسمح للاجئين بالبقاء مؤقتًا، بينما ينتظرون أن تقوم دولة ثالثة بإعادة توطينهم، وهي عملية يمكن أن تستغرق سنوات.

لدى آتشيه تاريخ في الترحيب بالروهينجا على وجه التحديد، ولكن مؤخراً ظهرت نبرة رافضة لوجود الروهينجا تغذيها المشاعر السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويدعى بعض السكان أنه لا توجد موارد كافية لهم وللروهينجا.

وأشاد فيصل الرحمن، الموظف بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، بعمليات الإنقاذ التعاونية التي تقوم بها القيادة المحلية وسلطات إنفاذ القانون.

وقال فيصل: “تقدر المفوضية بشدة العمل السريع والرحيم الذي قام به مسؤولو منطقة غرب آتشيه وفرقهم لمساعدة الروهينجا”، مضيفاً أن العديد من الذين تم إنقاذهم كانوا في حالة صحية سيئة وتم نقلهم إلى مستشفى محلي.

وأضاف: “إذا كانت ادعاءات اللاجئين [بأن ما يصل إلى 150 شخصًا كانوا على متن القارب] صحيحة، فهذا يعني خسارة مأساوية للأرواح في البحر، حيث تم التعرف على 75 شخصًا فقط”. 

أقلية مضطهدة

الروهينجا هم أعضاء في أقلية مسلمة عديمة الجنسية مضطهدة من ميانمار، والذين فروا من العنف والقمع في وطنهم لسنوات. 

وفي أعقاب الهجوم العسكري الذي وقع عام 1438هـ (2017م) في ولاية راخين في ميانمار، والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “مثال نموذجي للتطهير العرقي”، فر حوالي 740 ألف من الروهينجا من منازلهم عبر الحدود إلى بنغلاديش.

 ويعيش نحو مليون من الروهينجا في مخيمات مكتظة في كوكس بازار وما حولها في جنوب شرق بنجلاديش.

وفي حالة من اليأس، يغادر العديد منهم مخيمات اللاجئين المكتظة في بنجلاديش، بحثًا عن حياة أفضل في دول ذات أغلبية سكانية مسلمة أخرى بما في ذلك ماليزيا وإندونيسيا. 

بدأت الموجة الأخيرة من الروهينجا بالوصول إلى آتشيه في ربيع الثاني 1445هـ (أكتوبر 2023م). 

ومنذ ذلك الحين، وصل أكثر من 1,800 لاجئ إلى إندونيسيا وتم إيواؤهم في مواقع في أنحاء آتشيه، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وفي (يناير)، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 569 لاجئاً من الروهينجا لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر في عام 1444هـ (2023م) أثناء محاولتهم الفرار من ميانمار أو بنغلاديش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا