كشفت بيانات حديثة صادرة عن منظمات حقوقية معنية بملف الهجرة، أن أكثر من 3,000 مهاجر لقوا حتفهم خلال عام 2025 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر الطرق البحرية، في واحدة من أكثر السنوات دموية منذ بدء موجات الهجرة غير النظامية عبر البحر.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة Caminando Fronteras، فقد بلغ عدد الضحايا نحو 3,090 مهاجرًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة غرق قوارب أو فقدانها في عرض البحر، خلال ما يزيد على 300 حادثة موثقة، شملت قوارب انقلبت أو اختفت دون أثر .
الطريق الأطلسي الأكثر فتكًا
وأشار التقرير إلى أن الطريق الأطلسي الممتد من سواحل شمال وغرب إفريقيا نحو جزر الكناري الإسبانية كان المسار الأخطر، مسجلًا أعلى عدد من الوفيات، يليه ممر الجزائر – جزر البليار، إضافة إلى طرق جديدة أطول وأكثر خطورة انطلقت من دول مثل غينيا وساحل العاج.
وأكدت المنظمة أن طول المسافات البحرية، ورداءة القوارب المستخدمة، وضعف إمكانيات الإنقاذ، كلها عوامل ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا بشكل لافت.
سياسات الحدود تزيد المخاطر
ويرى خبراء الهجرة أن تشديد السياسات الأوروبية الخاصة بالحدود أسهم في دفع المهاجرين إلى سلوك مسارات أكثر خطورة، بدل الحد من الظاهرة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الغرقى والمفقودين في البحر.
كما حذّرت منظمات إنسانية من أن تقليص عمليات البحث والإنقاذ، أو تقييد عمل السفن الإنسانية، يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية، ويترك آلاف المهاجرين عرضة للموت في عرض البحر.
دعوات للتحرك الدولي
وطالبت منظمات دولية الاتحاد الأوروبي بضرورة تعزيز آليات الإنقاذ البحري، وفتح مسارات هجرة آمنة وقانونية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وعلى رأسها النزاعات المسلحة، والفقر، وانعدام الاستقرار السياسي في بلدان المنشأ.
وأكد التقرير أن استمرار الوضع الحالي ينذر بتكرار المأساة في السنوات المقبلة، ما لم تُعتمد سياسات إنسانية أكثر توازنًا تراعي حماية الأرواح قبل الاعتبارات الأمنية.




اترك تعليقاً