إسرائيل تصبح أول دولة تعترف بصوماليلاند

G9Gfl3iXkAAGSzu 1766761921

أصبحت إسرائيل أول دولة في العالم تعترف رسميًا بصوماليلاند، ما يمثل إنجازًا دبلوماسيًا هامًا لهذه المنطقة الانفصالية في القرن الأفريقي.

وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة أن إسرائيل وصوماليلاند وقعتا إعلانًا مشتركًا لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، واصفًا ذلك بأنه “يتماشى مع روح اتفاقيات إبراهيم”، وهي مجموعة من الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لإقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والدول العربية.

أصدرت الحكومة الصومالية بيانًا بعد ساعات من إعلان إسرائيل، وصفت فيه هذه الخطوة بأنها “هجوم” على سيادتها و”عمل غير قانوني”، مؤكدةً أن صوماليلاند جزء “لا ينفصل” عن البلاد.

وكانت صوماليلاند قد أعلنت استقلالها عن الصومال عام ١٩٩١، إلا أنها لم تحظَ باعتراف أي دولة عضو في الأمم المتحدة.

وتسيطر صوماليلاند على الجزء الشمالي الغربي مما كان يُعرف سابقًا بالمحمية البريطانية في شمال الصومال.

ولم تعترف الصومال قط باستقلال أرض الصومال.

شارك وزير الخارجية الصومالي، عبد السلام عبدي علي، في اتصال هاتفي مع وزراء خارجية مصر وتركيا وجيبوتي، أكدوا خلاله دعمهم لوحدة الصومال.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن كبار دبلوماسيي الدول الأربع ناقشوا كيف أن الاعتراف باستقلال منطقة داخل دولة ذات سيادة يُشكل “سابقة خطيرة” تُخالف ميثاق الأمم المتحدة.

وأضافت الوزارة: “إن احترام وحدة الدول وسيادتها وسلامة أراضيها ركن أساسي من أركان استقرار النظام الدولي، ولا يجوز انتهاكه أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة”.

وهنأ نتنياهو رئيس صوماليلاند، عبد الرحمن محمد عبد الله، المعروف باسم عبد الرحمن سيرو، خلال اتصال مرئي، مشيدًا بـ”قيادته والتزامه بتعزيز الاستقرار والسلام”، ودعاه لزيارة إسرائيل.

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الاتفاق جاء بعد عام من الحوار المكثف بين الحكومتين، واستند إلى قرار مشترك من نتنياهو وسيرو بإقامة علاقات كاملة، تشمل تعيين سفراء وافتتاح سفارات في كلا البلدين.

وكتب ساعر على وسائل التواصل الاجتماعي: “سنعمل معًا على تعزيز العلاقات بين بلدينا وشعوبنا، وتحقيق الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي”، مضيفًا أنه أصدر تعليماته لوزارته بالعمل فورًا على إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات في مختلف المجالات.

رحّب سيرو بهذا التطور ووصفه بأنه “لحظة تاريخية”، معرباً عن استعداد أرض الصومال للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.

وقال رئيس صوماليلاند إن هذه الخطوة “تمثل بداية شراكة استراتيجية تعزز المصالح المشتركة، وتدعم السلام والأمن الإقليميين، وتحقق منافع مشتركة لجميع الأطراف المعنية”.

قضية ‘معقدة’

يمثل هذا الاعتراف تحولاً جذرياً في مسار صوماليلاند بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية. انفصلت المنطقة عن الصومال خلال حرب أهلية وحشية أعقبت عقوداً من الحكم الاستبدادي لسياد بري، الذي دمرت قواته الشمال.

وبينما انزلقت أجزاء كبيرة من الصومال إلى الفوضى، استقرت صوماليلاند بحلول أواخر التسعينيات، وطورت صوماليلاند هوية سياسية متميزة عن الصومال، بعملتها وعلمها وبرلمانها الخاص.

لكن مناطقها الشرقية لا تزال محل نزاع بين المجتمعات التي لا تؤيد البرنامج الانفصالي في العاصمة هرجيسا.

في السنوات الأخيرة، عززت صوماليلاند علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة – إحدى الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام – وتايوان سعيًا منها للاعتراف الدولي.

وقد كان من أبرز الشخصيات في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمن فيهم السيناتور تيد كروز، من أشد الداعين إلى تعميق العلاقات بين صوماليلاند وإسرائيل. وحث كروز الولايات المتحدة مرارًا على الاعتراف بصوماليلاند.

في أغسطس، أشار ترامب إلى استعداده لاتخاذ إجراء بشأن قضية صوماليلاند، وذلك خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عندما سُئل عنها. وقال: “إنها قضية معقدة أخرى، لكننا نعمل على حلها، قضية صوماليلاند”؛ ولم تُغير الولايات المتحدة موقفها من هذه القضية حتى الآن.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بالصومال، مع استمرار ترامب في شنّ هجمات كلامية متكررة على البلاد ورئيسها.

في وقت سابق من هذا العام، ظهرت تقارير تربط بين احتمال الاعتراف بصوماليلاند وخطط التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة ونقلهم قسرًا إلى منطقة أفريقية.

وقد حذر وزراء خارجية مصر وتركيا والصومال وجيبوتي من هذه الخطوة خلال اتصالهم الهاتفي السابق. وأضافت وزارة الخارجية المصرية: “أكد المشاركون رفضهم القاطع لأي خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وهي خطط ترفضها غالبية دول العالم رفضًا قاطعًا شكلاً ومضمونًا”.

في عام ٢٠٢٤، سعت إثيوبيا أيضاً إلى إبرام اتفاق مع صوماليلاند، عارضةً الاعتراف بها مقابل منح أديس أبابا منفذاً بحرياً، لكنها تراجعت تحت ضغط دبلوماسي.

وصرح جيترو نورمان، الخبير في الشؤون الصومالية بالمعهد الدنماركي للدراسات الدولية، لقناة الجزيرة، بأنه من غير الواضح ما إذا كان هذا التطور سيدفع دولاً أخرى إلى أن تحذو حذوها، لكنه قد “يشجع قوى انفصالية أخرى” في دولة ممزقة سياسياً.

تُطبّق الصومال نظامًا فيدراليًا يمنح ولاياتها استقلالًا ذاتيًا واسعًا. وقد انسحبت ولايتا بونتلاند وجوبالاند، وهما ولايتان رئيسيتان، من هذا النظام وسط نزاعات دستورية وانتخابية.

وفي منشور على موقع X، قال وزير داخلية بونتلاند إن الصبر يُؤتي ثماره، مُشيرًا إلى أنه ينظر إلى هذا التطور بإيجابية.

وقال جوها فرح: “على بونتلاند أن تُفكّر استراتيجيًا”. وأضاف: “في الأساس، لديك بالفعل سلسلة من الدول بحكم الأمر الواقع، ورسالة إسرائيل هي أنه إذا قدّمت قيمة استراتيجية، فإن الاعتراف يصبح مُجرّد صفقة لا أساسًا للمبادئ”.

موقع الجزيرة

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا