قد يقرأ شخص ما، كمتابع جديد عن قتل «التحالف الدولي» لمدني سوري، طفلاً كان أو سيدة، ويصاب بالذهول كونه جديد على الساحة، هل يقتل التحالف المدنيين؟
منذ عمليات «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» IS قُتل المئات في العراق وسوريا، عوائل كاملة مُسحت من السجلات المدنية بدون مبالغات. مقابر جماعية لعوائل دفنت بدون شواهد قبور، وهناك آلاف المفقودين من هؤلاء مدفونين بمكان ما ولنا في الرقة والموصل مثال.
تتسم مجازر «التحالف الدولي» بأنها مجازر مرفوع القلم عنها. لا تذكر في الاعلام، ولايتطرق إليها أحد. كون الضحايا هنا تحت حكم داعش، ومشرع قتلهم لأنها حرب ضد «الإرهاب».
ليس هناك بيانات نهائية عن أعداد الضحايا، لكننا نعلم أن مدينة مثل «الرقــة» مسح منها 80% من أحيائها، ومدينة كالموصل نسفت غالبيتها. لم تقم أي جهة دولية بالتحقق من ضحايا التحالف، والأخير لم يعترف بمن قتلهم بل تهرب وأنكر كل تلك الجرائم.
منظمة وحيدة تدعى Airwars وبإمكانات محدودة وثقت جزءاً من تلك المقتلة في سوريا والعراق. حيث أكدت مقتل ما يتراوح بين 8,247 و 13,340 مدني جراء قصف التحالف، غالبيتهم أطفال ونساء. بينما تجاوزت تقديرات الضحايا 19 ألف حالة وفاة في سوريا والعراق، والأرقام أكبر بكثير.
وبالمثل، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 3,035 مدنياً في سوريا، منهم 924 طفلاً و656 امرأة، مُوثِّقةً 172 مجزرة غالبيتها خلال عهد دونالد ترامب.
والأرقام طبعاً أكثر من هذا بكثير. ولاننسى طبعا مساهمة ميليشيات مثل الجيش العراقي والحشد الشيعي وتنظيم قسد PKK بعديد المجازر التي طالت مدنيين، وهذه كذلك خارج النص.
وكل هؤلاء لم يعترف بهم التحالف، بل كذبها تحت شعار الدفاع عن النفس. ولاحقا بعد تلاشي تنظيم «داعش» واصَلَ التحالف ايضا عشرات العمليات عبر انزالات ذهب ضحيتها مدنيون بتهمة داعش، كنا شاهدين على هذه المجازر وعشناها واحدة تلو الأخرى.
حتى لا ننسى.
نقلا عن الصحفي السوري زين العابدين.
https://x.com/i/status/2001731764054823328
اترك تعليقاً