أبرز ما ورد في تصريحات وزير خارجية سوريا خلال حواره مع «المجلة»

٢٠٢٥١١٢٣ ٠٨٥٩٥٣

الاتفاق الأمني مع “إسرائيل” على غرار اتفاق 1974

قال وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني عن الاتفاق الأمني مع “إسرائيل”:

  • نتوقع أن يكون هناك اتفاق بيننا وبين إسرائيل، على غرار اتفاق عام 1974 مع بعض التغييرات الطفيفة. لن تكون هناك مناطق عازلة، الـ 3 مناطق محدودة السلاح هي مناطق مؤقتة وليست نهائية، وستتم على مراحل كخطوات لبناء الثقة.
  • في اتفاق 1974، كان هناك تحديد للمناطق التي لا تتواجد فيها القوات العسكرية، وأخرى بها شرطة ومخافر، وأخرى تتواجد فيها قوة عسكرية. الوضع المقترح قريب جداً من ذلك مع تغييرات طفيفة.
  • أما فكرة إلغاء اتفاق 1974 بالكامل واستبداله باتفاق جديد، فهذا أمر مرفوض بصراحة، لأنه يوجد اتفاق معمول به منذ خمسين سنة ومعتمد من مجلس الأمن. لذلك ليس هناك داعٍ لإحضار اتفاق 2025 وتوثيقه في مجلس الأمن. كذلك، نحن لا نوافق على استغلال الوضع الحالي للحكومة السورية لاحتلال أراضٍ جديدة.
  • هناك وعد أميركي بخصوص الضغط على نتنياهو للانسحاب إلى خط 7 ديسمبر 2024، ولكن نحن لن نوقع الاتفاق إذا لم يتم الانسحاب. لا يمكن توقيع اتفاق بينما يتم احتلال أراضٍ جديدة، فهذا غير مقبول. الشرط الأساسي بالنسبة لنا هو الانسحاب، وهو جوهر الاتفاق.
  • فيما يخص مسألة “الثقة بالحكومة” لفرض بعض القيود، فلا مانع لدينا من وضع قيود على الوجود العسكري في الجنوب، بشرط ألا تُنتقص سيادة الدولة ولا يسمح لأي تدخل خارجي، وأي اختراق أمني في الجنوب ستكون الحكومة السورية مسؤولة عنه وحدها.
  • نرى أيضاً أن هناك فرصة لإسرائيل للتعامل مع حكومة سورية جريئة تتفاوض علناً، وتسعى لاتفاق أمني بعيداً عن الممارسات السابقة للنظام. هدفنا العودة إلى 7 ديسمبر وتحقيق اتفاق أمني، ومعالجة أي هواجس أمنية موجودة، مع التركيز على إعادة بناء سوريا بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
  • أما موضوع اتفاقية السلام، فهو يُبحث بعد الاتفاق الأمني، وسيكون موضوع الجولان هو القضية الأساسية فيه. وبالنسبة لدور الأميركيين أو القواعد العسكرية الأميركية كضامنين، فهذا غير صحيح، والأخبار التي نُشرت في الإعلام بهذا الشأن غير دقيقة.

الاتفاق مع روسيا

كما كشف تفاصيل المحادثات مع روسيا وكيفية تحييدها كطرف في معركة ‎ردع العدوان فقال:

أطول هدنة شهدتها سوريا كانت بين عامي 2020 و2024، وإن كنت تريد إعادة خيار القصف، فسيكون ذلك بصراحة خطوة انتقالية صعبة جداً. لذلك كان علينا تحييد سلاح الجو الروسي عن هذا الموضوع. فتوصّلنا إلى حل يقوم على سؤال جوهري: ما مصلحة الروس في سوريا؟ هل مصلحتهم مرتبطة بنظام بشار كنظام؟ أم أنهم يريدون الحفاظ على مصالحهم مع سوريا كدولة؟ أم يستفيدون من هذا الموقع الجغرافي لخدمة مصالح معينة؟ أم يرغبون بوجود دائم؟

وبناءً على ذلك وضعنا خطة، فتم تحييد جبهة المواجهة، وابتعدنا عن الجبهات التي يوجد فيها الروس، فجرى الابتعاد عن جبهة الساحل، وعن بعض الجبهات التي كان لهم وجود فيها، وتوجهنا إلى جبهة بعيدة جداً، وهي منطقة الشيخ عقيل، التي كان يتمركز فيها النظام مع بعض الإيرانيين.

في منتصف المعركة، وبعد إطلاق عملية “‎ردع العدوان”، رأى الرئيس أحمد الشرع أن الوقت أصبح مناسباً للتحدث مع الروس، خاصة بعد أن بدأت الكفة تميل لصالحنا عقب تحرير حلب، ومع بداية الهجوم لتحرير حماة، خلال تلك الفترة تقريباً، حيث أصبح من الممكن أن يستمع أحد إلينا.. حينها بدأ قصف شديد جداً على إدلب، ونزحت المدينة، كما بدأ قصف عنيف على حلب أيضاً.

عندما تحدثنا مع الروس لم نتكلم مع القاعدة الروسية مباشرة، بل تواصلنا مع جهة عليا جداً لن أفصح عنها، ولكن كان الأمر أشبه بأنني كنت أتحدث مع بوتين نفسه. وكان التواصل مباشراً، وليس عبر تركيا. في ذلك الوقت أصدرنا بياناً، وبعد نشره بلغنا أن بوتين قرأ البيان وأُعجب به، وقد وصلتنا هذه المعلومة ونحن مستمرون في المعركة. وكانت هذه الرسالة بالنسبة لنا تعني أن “الصنّارة قد شبكت”

تم اللقاء وجهاً لوجه عند معبر باب الهوى، حيث جاءوا إلينا وعُقد اللقاء بشكل مباشر. في هذا اللقاء لم ننطلق من منطق التفاخر بالخسائر التي ألحقناها بهم، ولم نتطرق لهذا الموضوع إطلاقاً. قلنا لهم: نحن كشعب سوري اخترنا التغيير، وكان موقف روسيا إلى جانب النظام موقفاً خاطئاً، لكن هذا الموقف يمكن أن يتغير ويتعدل، ويمكن ترميم العلاقة في المستقبل لتكون الشراكة مع سوريا والشعب السوري، لا مع نظام لا يمكن الرهان عليه.

وقلت لهم: كم مرة ستعيدون حلب للنظام؟ أنتم في 2016 أعدتموها له، ثم انسحب وتركها. وضربت لهم مثالاً: لو أن ابنك كان يلعب بالكرة وأخذها منه أحدهم، فهل ستشتري له كرة جديدة كل مرة؟ أم ستوبخه لأنه فرط بها؟ أنتم أعدتم له حلب وأسأتم إلى سمعتكم الدولية من أجل نظام انسحب وترك المنطقة. الشراكة مع هذا النظام مليئة بالأوهام.

وأضفنا: إذا كانت لديكم مصالح حقيقية في سوريا، فيمكن تنظيمها مع الحكومة الجديدة وعلى أسس وطنية، لا على صفقات ولا على ميليشيات، لأن هذه أمور مؤقتة ومرتبطة بالنظام لا بالشعب. وضربنا مثالاً باتفاقهم مع النظام لمدة 45 عاماً.

ثم تفاوضنا على مسألة القصف، وقلنا لهم: نحن نستطيع ضرب القواعد واستهداف المواقع، لكننا تجاوزنا ذلك ولم نفعل، في المقابل هناك قصف على إدلب وحلب يجب أن يتوقف. وقدمنا لهم جملة مفتاحية أخذوها بعين الاعتبار: “إن إسقاط نظام بشار لا يعني خروج روسيا من سوريا.” جملة واضحة تعني أن روسيا ليست ملزمة بالارتباط ببشار، فهو زائل، لكن هناك حكومة جديدة يمكن التعامل معها.

اتفقنا على عدة نقاط، منها:

  • عدم التجييش السياسي ضدنا في مجلس الأمن.
  • عدم التحريض الإعلامي ضد التغيير الحاصل.
  • وقف قصف المدن.
  • عقد لقاءات مستقبلية.
  • تسهيل انسحابهم أو إعادة تموضعهم إذا رغبوا.
  • والمساعدة في إيصال رسالة للنظام بأن الأمور انتهت.

وأضاف قائلا: عندما سقط النظام تلاشى اتفاق نظام الأسد مع روسيا، إذ لم يكن موثقاً من البرلمان السوري ولا مع الدولة السورية. أنت أقمت اتفاقاً مع عصابة، وهذه العصابة عندما غادرت، ذهب معها الاتفاق. الآن لا يوجد أي اتفاق مع روسيا، وإنما هناك مفاوضات جارية لا أستطيع الكشف عن تفاصيلها في الوقت الحالي.

الأمر الأساسي الذي يجب أن يكون شعبنا واثقاً منه، إن شاء الله، أننا نعيد العلاقة مع روسيا على أساس أن تكون علاقة منظمة ومحترمة على أقل تقدير.

نحن نعيد تنظيم هذه العلاقة بما يحقق مصلحة سوريا أولاً وآخراً. فإذا كانت هناك مصلحة سنمضي في الاتفاق، وإذا لم تكن هناك مصلحة سورية فلن نمضي به.

اليوم لا أريد أن أضعهم مجرد ديكور. ولو كنت مستفيداً من وجود هاتين القاعدتين بما يخدم مصلحة سوريا فسيكون هذا الأمر، أنا اليوم أرى أنه ليس لهاتين القاعدتين أي دور، فقط أضعهم ديكوراً، ولن أتركهما مجرد ديكور، وهذا باختصار.

وفيما يتعلق بالسياسة السورية وعن مسألة اختيار المحور الشرقي أو الغربي قال:

نحن بصراحة مثل “اللاقط الهوائي”، أين إشارة المصلحة السورية سنحوّل عليها. أين المصلحة التي تجلب لنا استقرارا أمنياً، تنمية اقتصادية، دعماً للمرحلة الانتقالية في سوريا فنحن نسير بها.

نحن لا نحب مصطلح “المحاور” أو لا نؤمن به، سألتني: إما معسكر شرقي أو غربي؟ نحن نحب أن يكون هناك توازن قدر الإمكان لأن لدينا كارثة في سوريا.

اليوم لدينا في سوريا مرحلة إعادة الإعمار مثلها مثل مرحلة الثورة السورية، يمكن أن نحتاج 10 سنوات ليُعاد بناء سوريا فنحن لدينا 10 أو 15 سنة لإعادة بناء سوريا. ونحن بهذا الإطار لدينا دول مؤثرة نود أن نحافظ على علاقة متوازنة معها فلا ندخل في استقطاب أمني ولا استخباراتي ولا عسكري يضعفنا أو يشوشنا أو يبعدنا عن هذا الموضوع. لكن هذا الشيء يمكن أن يكون بنسب، فلا مشكلة أن تكون هناك نسبة توجه معين أكثر من توجه آخر فلا يكون الكل في مسار واحد هذا أكيد نقوم به.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا