استشهاد 12 صوماليا أغلبهم أطفال ونساء في سلسلة غارات أمريكية جنوب الصومال

vlcsnap 2025 11 16 07h48m36s629


شنّت الولايات المتحدة ما لا يقل عن خمس غارات جوية أخرى في الصومال خلال الأيام الأخيرة، في ظلّ استمرار إدارة ترامب في قصف البلاد بوتيرة قياسية، وهي حرب جوية أمريكية مكثفة لا تحظى بتغطية إعلامية أمريكية تُذكر. بحسب ما نشر موقع “أنتي وور”.

ووفقًا للبيانات الصحفية الصادرة عن القيادة الأمريكية في أفريقيا، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت حركة الشباب المجاهدين في جنوب الصومال في ١١ و١٣ و١٤ و١٥ نوفمبر. وتشير تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى شنّ غارة جوية أمريكية أخرى في المنطقة يوم الأحد ١٦ نوفمبر.

شُنّت جميع الضربات ضد حركة الشباب المجاهدين شمال شرق مدينة كيسمايو الساحلية. ووفقًا لوكالة “شهادة” الإخبارية، فقد أسفر هجومٌ شنّته القوات الأمريكية والحكومية الصومالية على بلدة جمامي يوم السبت عن مقتل 12 مدنيًا، بينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء ورجل مُسن.

وقتل في المجزرة التي نفذتها القوات الأمريكية والصومالية، من بين الـ12 مدنيا، 8 أطفال و3 نساء ورجل مسن، وأصيب 9 آخرون بجروح متفاوتة.

نشرت وكالة شهادة صورًا لأطفال قتلى وجرحى استشهدوا في الهجوم، الذي قالت إنه تضمن غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على منطقة مدنية. كما أفاد موقع “بيدوا أونلاين”، وهو وسيلة إعلام صومالية، بسقوط ضحايا مدنيين في غارة جوية أمريكية في جمامي، قائلاً إن 10 أشخاص قُتلوا، بينهم ثمانية أطفال.

وقال موقع بيدوا في منشور على موقع “X”: “يقول شهود عيان إن منازل ومحلات تجارية دُمرت خلال الضربات. عادةً ما يستهدف الجيش الأمريكي مواقع يُشتبه في أنها تابعة لحركة الشباب في المنطقة، لكن العمليات السابقة أسفرت أحيانًا عن سقوط ضحايا مدنيين”. وتشير منشورات أخرى إلى أن الضربة ربما وقعت يوم الأحد، وليس يوم السبت كما ذكرت وكالة شهادة.

لم تُقدّم أفريكوم أي تفاصيل حول غارتها الجوية يوم السبت، باستثناء قولها إنها شُنّت على بُعد 55 كيلومترًا شمال شرق كيسمايو، مما يجعلها قريبة من جمامي. منذ وقت سابق من هذا العام، توقفت أفريكوم عن مشاركة المعلومات حول الخسائر في غاراتها الجوية أو تقييمات الأضرار المدنية. بحسب موقع أنتي وور.

وقالت أفريكوم في بيانها الصحفي الصادر يوم الأحد، والذي أعلن عن الغارات الجوية الأمريكية في المنطقة يومي 14 و15 نوفمبر/تشرين الثاني: “لن يتم الكشف عن تفاصيل محددة حول الوحدات والأصول لضمان استمرار أمن العمليات”. وقد سأل موقع أنتي وور Antiwar أفريكوم عن تهم الخسائر المدنية، ولم يتلقَّ ردًا حتى وقت نشر مقاله وعلق قائلا:

“ومن المعروف أن القيادة تُقلّل من عدد الضحايا المدنيين في غاراتها الجوية في الصومال”.

وأفادت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية يوم الأحد أن الجيش الوطني الصومالي وقوات الكوماندوز داناب، التي دربتها الولايات المتحدة، نفّذت عمليات ضد حركة الشباب في جمامي، مدّعيةً أن الجماعة كبدت “خسائر فادحة”. ولم يشر التقرير إلى أي خسائر مدنية.

وعلق موقع أنتي وور على ذلك قائلاً:”تُعرف الحكومة الفيدرالية الصومالية، المدعومة من الولايات المتحدة، ومقرها مقديشو، باعتقال وتقييد الصحفيين الذين ينتقدون قوات الأمن الصومالية. هذه القيود، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها حركة الشباب على استخدام الإنترنت في المناطق التي تسيطر عليها، ونقص التغطية الإعلامية الأمريكية للحرب الجوية الأمريكية، تجعل من الصعب للغاية التأكد من الوضع على الأرض حيث تُنفذ الولايات المتحدة غاراتها الجوية”.

وبناءً على إحصاء موقع Antiwar.com، فإن أحدث القصف الأمريكي في الصومال يرفع إجمالي عدد الغارات الجوية في البلاد هذا العام إلى 95 على الأقل. وقد حطم الرئيس ترامب الرقم القياسي السنوي للغارات الجوية الأمريكية في الصومال، والذي سجله سابقًا عند 63 خلال ولايته الأولى في عام 2019. وللتوضيح، شن الرئيس بايدن ما مجموعه 51 غارة جوية في الصومال خلال سنواته الأربع في منصبه، بينما شن الرئيس أوباما 48 غارة على مدى ثماني سنوات.

يجدر الإشارة إلى أن قتلى المدنيين في القصوفات الأمريكية لا يحظى بعناية الإعلام الغربي وحتى العربي، وهذا الإهمال لانتهاكات واسعة يتعرض لها مسلمون عزّل في أوطانهم يعد تواطؤا على سفك دمائهم. خاصة حين يحظى خبر مقتل أو إصابة مواطن غربي واحد بتغطية صحفية حثيثة في حين يهمل قتل العشرات في استهداف عسكري مباشر. هذا التطفيف في تناول حوادث القتل، يتطلب إنكارا مستمرا.


Antiwar.com هو موقع الأخبار الرسمي لمعهد Randolph Bourne Institute

هذا الموقع هو المشروع الرئيسي للمعهد ويغطي الأخبار والتحليلات حول السياسة الخارجية والحروب وغيرها من القضايا الدولية.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا