سورية؛ {فَصَبْرٌ جَمِيل}

images 30

يُسائلني بعضهم: لماذا الاهتمام بما يجري في سورية؛ وبينك وبينها بُعد المشرقَين!

فإليكم جوابي -وجواب الكثيرين غيري- ممن مر بتجربة مشابهة.

أهتم لأن سورية كانت -ولا تزال- محطة فارقة في حياتي على جميع الأصعدة.

بعد سنوات من البحث والهداية المتراكمة؛ بلغت الأمور ذروة غير مسبوقة، فوجدت نفسي فكريا ومعنويا، واستبانت لي السبل، وأحسست بأن العالم من حولي قد انفتح لي على مصراعيه.

علمني الله الكثير والكثير مما لم أكن أعلم، ووثبت روحي وثبة ارتقت بها؛ حتى خُيِّل لي أني قاب قوسين أو أدنى من لَمْس السماء… أو أن أسكنها.

تتلاطم اليوم الفتن في سورية، ولكنها كانت يومئذ على ما فيها من فتن فرقانا مَنَّ الله به علي؛ فاللهم آجِرنا في مصيبتنا في تلك الساحة التي هوت إليها أفئدتنا.

“ستَكْبرون وتنسون”!
هكذا قيل لنا، ولما لم ينس بعضنا تم توجيه الأمر صراحة: “انسوا؛ ألا ترون أحلامكم قد استحالت سرابا!”.

إنها الثنائية ذاتُها القديمة الجديدة: ضغطُ اللحظة الآنيَّة التي يشعر المرء أنها لا تبيد أبدا، في مقابل السنن واللطف والتدبير الإلهي.

ومن المفارقات أنه في وقت يُسَوَّق للتجربة السورية على أنها أنموذج قياسي لتهافت الكثير مما وُصِف ب “التنظيرات الفارغة”، نرى مصداقها للمرة الألف بعد أن تكررت في تجارب عدة، (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُون).

لقد حفرت سورية في قلبي أخاديد بالدماء التي سالت فيها، والنور الذي انبثق من تلك الأرض المباركة على إثر هذا السيلان، وإن هذه الأخاديد لتشتعل نارا كلما رأيت تبديدا وتبديلا للمكتسبات التي فتح الله بها على عباده، والتي هي -واللهِ- لأغلى ثمنا بكثير مما قُدِّم فداءً لها.

فأنَّى يكون في وسعي ألا أهتم بما يحدث في سورية!


من مشاركات المتابعين

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا