إن حجم التدمير المطلوب أمريكيا في سورية من النواحي السياسية والثقافية والبنيوية يوازي حجم التدمير الحاصل في غزة والقدس والضفة، بل ويزيد!
وإذا كانت الإدارات الأمريكية قد حطمت الحجر والشجر وقتلت البشر في غزة وفلسطين، فإن إدارة ترامب -الساعية لإخضاع الحكومة السورية وتركيع أهل الشام- لن تقبل بأقل من صياغة سورية الثانية كما يناسب طغيانها وكبرها وكفرها، وذلك بموافقة أركان الحكم فيها مقابل أربعة أمور:
- توفير العلف المشروط.
- رفع العقوبات المؤقت والمشروط.
- رفع العصا الإسرائيلية مؤقتا في المرحلة الحالية.
- الاستمتاع المؤقت بقصور دمشق.
إن قدر أهل الشام الكرام وثوارها الأبرار وعلماءها ودعاتها الأخيار أكبر بكثير من القبول بالاتفاق الحقير المزمع توقيعه مع الطاغوت الأمريكي الصليبي، فمضمونه بيع الشرف والتنازل عن الدين، وهو ما لا يرضي به حتى أبوجهل وأبولهب، وذلك لما فيه من مس بالرجولة والشرف.
كشفت مجلة «المجلة» اللندنية، عن مصادرها النقاط الخمس المفروضة أثناء لقاء الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي (بحضور فيدان وولي العهد السعودي والامير القطري ).
نص المطالب الأميركية:
- القضاء النهائي على داعش والقاعدة، تدمير آخر خلية نائمة + تسليم أو محاكمة 400 مقاتل إيجوري صيني خلال 90 يومًا.
- إنهاء الوجود العسكري الإيراني والروسي
إغلاق قواعد الحرس الثوري فورًا وتقليص القاعدتين الروسيتين (حميميم وطرطوس) إلى 15% من قوتهما الحالية بحلول يونيو 2026. - إقامة منطقة عازلة مع إسرائيل 30 كم جنوبًا، تحت مراقبة أميركية-سورية مشتركة، مع كاميرات وطائرات مسيّرة أميركية دائمة -بعيدة عن مشاركة قوات الأمم المتحدة.
- عمل انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة في مايو 2027.
- تدريب 40 ألف جندي سوري في قواعد أميركية بالأردن.
وسيكون الباب مفتوحا للشركات الأميركية بعقود إعادة إعمار بـ18 مليار دولار جاهزة للتوقيع، مع انضمام سوريا لمنطقة التجارة الحرة الخليجية-الأميركية.
وأما المقابل الذي سيحصله أحمد الشرع في حال التوقيع هو:
- رفع كامل لعقوبات «قانون قيصر» خلال 14 يومًا.
- إقامة قاعدة أميركية دائمة في مطار المزة لـ”تنسيق المساعدات”.
- تحالف أمني رباعي (سوريا-أميركا-السعودية-إسرائيل).
- مؤتمر مانحين دولي في الرياض يجمع 35 مليار دولار.
وبكلمة يمكن القول:
إن الصورة الوردية التي يحلم بها المخدوعون من العرب والمسلمين والسوريين -في حال انضمام سورية للتحالف الدولي برعاية أمريكا وعقد صفقة القرن الصهيونية في سورية- هي أدنى صورة وأخفض مستوى تعرفه المنطقة والشعوب العربية، حيث يمكن اعتبار اتفاقية كامب ديفيد المصرية وأوسلو الفلسطينية سقفا أعلى بكثير مما يعرضه الكاهن الأمريكي على السوريين، وإذا كان توقيع اتفاقية العار بين واشنطن ودمشق هو أمر ممدوح وسليم، فإن أنور السادات يكون كأبي بكر وياسر عرفات كعمر بن الخطاب، وحاشا لله أن يكون من خان دينه وقضايا أمته كشسع نعل الصحابة الكرام والمعدلين بنص القرآن الكريم.
فليتق الله من سلكوا طريق أصحاب السبت وتحايلوا في الفتوى والتوصيف وبدلوا أحكام الدين، بعد أن أخطأوا في التكييف والتنزيل. وإذا كانوا حقا مكرهين وتحت سيف القتل مهددين فليكونوا كبلال الحبشي وسمية وعمر المختار الأمير، أو حتى كصدام حسين البعثي القومي الذي لا يعترف بمرجعية الإسلام في سياساته ولكنه كان رجلا ولم يكن مخنثا كحكام العصر.
أما إذا ضعفوا واختاروا غير طريق الثبات، فليصمتوا ولا يلبسوا على الناس دينهم ويغشوا عباد الله، ويخونوا الله ورسوله في أمانة حمل الرسالة ونقل الهداية للعالمين، وليبنوا حولهم صنمين واحد لأنور السادات والثاني لعرفات، ثم ليذهبوا إلى رام الله ويتعلموا بين يدي محمود عباس كيف يكون التنسيق الأمني مع إسرائيل لأجل القيام بدور مطلوب، هو ضبط دول الإقليم والمنطقة وفق الرؤية الأمريكية والمصلحة الإسرائيلية.
اللهم سددنا وإخوة لنا عاملين، واقبض أرواحنا وأنت راض عنا، ولا تفتنا يارب في ديننا، فبدونك يا إلهي لا نستقيم.




اترك تعليقاً