شهود: ميليشيات الدعم السريع تحتجز خمسين ألف مدني في الفاشر وتحرق الجثث

HRL YaleSPH identifies ongoing possible body disposal activities in and around El Fasher on Nov 6 2025 802x485 1

أفاد شهود عيان وناجون لصحيفة «سودان تريبيون» يوم الأحد بأنّ قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من خمسين ألف مدني في خمسة مواقع رئيسية داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتمنعهم من مغادرتها.

كما صادرت تلك القوات أجهزة الإنترنت الفضائي «ستارلينك» والهواتف المحمولة، في محاولةٍ لعزل المحتجزين عن العالم الخارجي.

وفي السادس والعشرين من أكتوبر، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عقب معارك ضارية خاضتها ضدّ القوات المسلحة السودانية وحركاتها المتحالفة، استمرّت لأكثر من عام.

وبُعيد استيلائها على العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، واجهت القوات اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة طالت آلاف المدنيين، شملت القتل والنهب والاحتجاز والتهجير القسري، وهي جرائم قوبلت برفضٍ وإدانةٍ واسعة محلياً وإقليمياً ودولياً.

روى ثلاثة ناجين تمكنوا من الفرار والوصول إلى مدينة طويلة، الواقعة على بُعد نحو 56 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر، لصحيفة «سودان تريبيون» أنّ «قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من خمسين ألف شخص داخل مدينة الفاشر وتمنعهم من مغادرتها».

وأشاروا إلى أنّ مواقع الاحتجاز تشمل الميناء البري شرق المدينة، وسكن الرشيد وجامعة الفاشر، والمستشفى السعودي، إضافةً إلى موقع آخر في حي أولاد الريف. كما يتجمّع آلاف آخرون في بلدة قرني، التي كانت قوات الدعم السريع قد حدّدتها سابقاً كنقطة تجمّعٍ للفارين من المدينة.

وأفاد أحد الناجين بأنّ قوات الدعم السريع نفّذت خلال الأيام الماضية حملات مداهمة واسعة في أحياء المدينة، ولا سيما في حي الدرجة الأولى، الذي كان آخر ملاذٍ يؤوي آلاف المدنيين.

وذكر الشهود أنّ القوات صادرت عشرات الأجهزة من نوع «ستارلينك» إلى جانب الهواتف المحمولة، وأجبرت المحتجزين، وخصوصاً الشبان منهم، على تسجيل مقاطع مصوّرة ورسائل صوتية أُرسلت عبر هواتف عناصرها إلى ذويهم، تطالبهم بدفع فدى مالية مقابل إطلاق سراحهم، تتراوح بين خمسة ملايين ومئة مليون جنيه سوداني.

اتهم بيان صادر عن شبكة أطباء السودان يوم الأحد قوات الدعم السريع بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء مدينة الفاشر خلال الأيام الماضية، وبدفن بعضها في مقابر جماعية، بينما أحرقت بعضها الآخر بالكامل. وأوضح البيان أنّ ذلك يأتي في محاولة لطمس الأدلة على الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين.

وأشار البيان إلى أنّ تلك القوات انتهكت بصورةٍ فاضحة القيم الإنسانية، والأعراف الدولية والدينية التي تحرّم التمثيل بالجثامين، وتُلزم باحترام حق الموتى في الدفن الكريم.

وأضاف أنّ الجرائم التي شهدتها مدينة الفاشر «تجاوزت حدود الكارثة الإنسانية، وبلغت مستوى الإبادة الجماعية الممنهجة التي تستهدف الحياة والكرامة الإنسانية».

وحذّرت الشبكة من خطورة استمرار صمت المجتمع الدولي، واصفةً إياه بـ«الصمت المعيب الذي يرقى إلى درجة التواطؤ».

ودعت إلى تحرّكٍ فوري من المجتمع الدولي، وإلى فتح تحقيقٍ دوليّ مستقل في الانتهاكات التي ارتُكبت في الفاشر، مؤكدةً أنّ حرق الجثث أو دفنها في مقابر جماعية لن يُخفي آثار الجريمة، ولن يُعفي مرتكبيها من المساءلة القانونية.

أكد تقرير حديث صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، استناداً إلى تحليل صورٍ التُقطت عبر الأقمار الصناعية، أنّ قوات الدعم السريع استخدمت آلياتٍ ثقيلة لإغلاق الطريق الحيوي الوحيد الذي كان المدنيون يسلكونه للفرار من مدينة الفاشر باتجاه قرني، مشددةً بذلك الحصار على نحو مئتي ألف مدني عالقين داخل المدينة.

وأظهرت الصور الفضائية التي نشرها المختبر وجود «أجسام متفحمة» و«أعمدة من الدخان الأسود» في موقعين على الأقل، من بينها المستشفى السعودي الذي شهد مجزرةً جماعية. وأشار خبراء إلى أنّ هذه المشاهد تتوافق مع عمليات حرقٍ للجثامين، وهي ممارسة تتنافى مع شعائر الدفن الإسلامية.

سودان تربيون.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا