الذكرى الثانية لطوفان الأقصى..

٢٠٢٥١٠٠٧ ٢٣٠٨٥٥

تمر اليوم الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبر، اليوم الذي شكّل نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع الفلسطيني مع الكيان المحتل، وفتح صفحة جديدة من التوترات الإقليمية والسياسية التي ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اللحظة.

في فجر ذلك اليوم من عام 1445هـ (2023م)، أطلقت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عملية مفاجئة واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، عُرفت باسم عملية “طوفان الأقصى”، ردًّا على سنوات من الحصار والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، واقتحامات المسجد الأقصى المتكررة.

جاء الهجوم غير المسبوق من حيث الحجم والتخطيط، ليفاجئ المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” ويُحدث صدمة في الأوساط الدولية، بعد اختراق غير متوقع لخطوط الدفاع “الإسرائيلية” وسقوط عشرات المستوطنات والمواقع العسكرية في الساعات الأولى للعملية.

تداعيات إنسانية وسياسية واسعة

أعقب تلك الأحداث تصعيدٌ عسكري غير مسبوق في قطاع غزة، خلّف آلاف الضحايا من المدنيين، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، في واحدة من أعنف الحملات التي شهدها القطاع منذ عام 2008.

كما تسببت الحرب في أزمة إنسانية حادة، دفعت بملايين الفلسطينيين إلى النزوح الداخلي، وأثارت موجة تنديد عالمية بالدور “الإسرائيلي” وطريقة تعامله مع المدنيين.

سياسيًا، أعادت أحداث السابع من أكتوبر طرح القضية الفلسطينية بقوة على الأجندة الدولية، بعد سنوات من التراجع، وفتحت بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل الصراع وحل الدولتين، في ظل الانقسام العربي والدولي حيال الموقف من الحرب.

الذكرى الثانية… ما بين الذاكرة والألم

في الذكرى الثانية، لا تزال مشاهد القصف والدمار والوجع حاضرة في أذهان الفلسطينيين، فيما تتجدد الدعوات لوقف الحصار وإعادة إعمار غزة، وسط تحركات دبلوماسية متباينة بين الدعوة إلى التهدئة والسعي نحو اتفاق سياسي شامل.

أما في الكيان المحتل، فما زالت تداعيات العملية تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الداخلي، بعد الانتقادات الواسعة للحكومة وأجهزة الأمن التي وُصفت بأنها “فشلت في أهم اختبار أمني منذ عقود”.

يبقى السابع من أكتوبر علامة فارقة في التاريخ المعاصر، يومًا غيّر موازين القوى وأعاد تشكيل الوعي الجمعي في المنطقة. وبين الألم الفلسطيني والجدل الدولي، تبقى القضية الفلسطينية حاضرة بقوة..

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا